أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد هجرس - بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة .. 50 تأليف أحمد المغربى (2)














المزيد.....

بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة .. 50 تأليف أحمد المغربى (2)


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


عرضنا فى مقالنا السابق الملامح الرئيسية لمشروع المخطط الاستراتيجى لاقليم القاهرة الكبرى فى إطار الرؤية المستقبلية لتنمية الاقليم حتى عام 2050 .
وتعليقا على هذه الخطوط العريضة يجدر أولا الإشادة والترحيب بتبنى الحكومة - أخيراً- لفكرة التخطيط الاستراتيجى والرؤية المستقبلية، وهى فكرة غائبة تماما، حيث توجد آلاف الشواهد على أن العشوائية هى القاعدة وأن الارتجال هو سيد الموقف. فما من حكومة أكملت سياسة بدأتها الحكومة السابقة عليها، رغم ان كل الحكومات تنتمى إلى الحزب الوطنى، وما من وزير بدأ من حيث انتهى الوزير الذى كان يجلس على مقعده، بل ان المألوف - فى الأغلب الأعم - أن ينسف الوزير الجديد إنجازات سلفه ويصدر فرمانات جديدة تعود بنا إلى نقطة الصفر. ووصل الحال بنا حتى عشنا وشفنا نفس الحكومة تقوم ببناء جراج متعدد الطوابق فى قلب العاصمة ثم تقوم هى ذاتها بهدمه وتقويضه بعد أن كلفت الموازنة العامة للدولة ملايين الجنيهات تم إهدارها بسبب هذه العشوائية!
كما ان بعض كبار المسئولين كانوا ينظرون إلى فكرة "الرؤية المستقبلية" باعتبارها "ترفا" لا نحتاجه، وكأن سياستهم تقوم على المثل الشعبى الدارج "اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب" أو "عيشنى النهارده وموتنى بكره" وهذه سياسة لا تصلح حتى على مستوى الشخص أو الاسرة، فما بالك بالأمة ، خاصة فى ظل متغيرات خطيرة طرأت على العالم والاقليم.
ولذلك .. فاننا نكرر الاشادة بتبنى هيئة حكومية، مثل الهيئة العامة للتخطيط العمرانى التابعة لوزارة الاسكان ووزيرها أحمد المغربى، لمنهج "الرؤية المستقبلية".
الأمر الثانى الذى يستحق الإشادة هو أن وثيقة المغربى الخاصة "بالقاهرة 50" حرصت على تكامل احتياجات التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية والبيئية للمجتمع المحلى، وبالتالى فإنها لم تقتصر على الجوانب "المعمارية" البحتة وإنما تطرقت إلى قضايا العدالة الاجتماعية، وفرص العمل، والتنمية البشرية، والثقافة وغير ذلك من أبعاد "عمرانية".
لكن هاتين الزاويتين الايجابيتين لا تردان على كثير من الاسئلة التى أثارها الاعلان عن هذه "الرؤية".
السؤال الأول: هل يمكن وضع رؤية إستراتيجية للقاهرة الكبرى دون وجود رؤية استراتيجية لمصر بأسرها؟
السؤال الثانى: ما هى آليات تنفيذ هذه الرؤية؟
فبدون آليات محددة لا نكون إزاء "رؤية" وإنما نكون بصدد "أحلام" وتمنيات.
وعلى سبيل المثال فان "خطة المغربى" تتحدث عن "قاهرة كبرى" تضم أنشطة سياحية وتجارية وأعمالا رفيعة المستوى وتضم منشآت اجتماعية وثقافية وترفيهية لرعاية المواهب، ومدينة ذات تقنيات عصرية وعالمية، وتتمتع بجودة حياة لسكانها لتكون من أفضل 30 مدينة فى العالم، وإحدى الدول الرائدة على المستوى البيئى المتميز، والتى تحقق المعدلات العالمية لنصيب الفرد من المساحات الخضراء المفتوحة، وأن تحتوى على ممرات وطرق للمشاة ومناطق مفتوحة ومساحات عامة كرئة ومتنفس والقضاء على ظاهرة العشوائيات.
وكما قلنا من قبل فإن "رواية المغربى" تأخذ إلى جزيرة الأحلام حيث القاهرة مدينة تتميز بالعدالة الاجتماعية والترابط الاجتماعى وتكون جزءا من مجتمع قومى وعالمى ذى قدرة تنافسية على المستوى المحلى والدولى والعالمى.
لكنها لم تقل لنا كيف تتحقق هذه الاحلام الوردية، بينما الواقع يحكى لنا قصة أخرى عن استفحال العشوائيات والتلوث والفقر والتمييز بين أحياء يعشش فيها البؤس تسكنها الغالبية وبين "مستوطنات" معزولة تحيطها أسوار عالية وكأنها حصون وقلاع تسكنها أقلية من الأثرياء الجدد لا يريدون أى اتصال بين هذه "الكومباوندز" وبين الشعب.!
لم تقل لنا من أين سيتم تمويل هذه "الرؤية" عموما؟ ومن أين نحصل على التمويل فى زمن الأزمة المالية والاقتصادية خصوصا التى توجد مؤشرات كثيرة على أنها تحمل لنا فى طياتها مزيدا من التحديات الخطيرة، فى مقدمتها استفحال البطالة مع تراجع الاستثمارات ومعدلات التنمية.
فكيف يمكن أن نخطو إلى الامام على طريق تحقيق هذه الأحلام.
ثم كيف يمكن ان نهضم فكرة الرؤية المستقبلية بأبعادها الوردية المشار إليها بينما نرى على أرض الواقع خططا لوزارات تنتمى إلى نفس الحكومة تتناقض مع جوهر هذه الرؤية. وعلى سبيل المثال فإنه بينما تستهدف الرؤية خلخلة الكثافة السكانية وتوسيع المساحات الخضراء نجد وزارة مثل الأوقاف تعمل على تحويل أكثر من خمسين فدانا فى شرق القاهرة إلى غابة أسمنتية وأبراج سكنية ستزيد الكثافة السكانية وتغتال ما تبقى من مساحات خضراء متواضعة؟!
هذه عينة من التساؤلات - وغيرها كثير - تحتاج إلى اجابات محددة حتى يصدق الرأى العام أنه إزاء رؤية مستقبلية جادة وليس مجرد أضعاث أحلام أو ضحك على الدقون.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة 5 ...
- حلم .. ولاّ علم؟!
- من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!
- كيف يتعامل الاعلام المصرى مع تحديات العولمة؟
- ثورة 1919 .. تسعون شمعة
- هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟
- بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد
- مليارات لا تجد من ينفقها! سوء إدارة وفساد يهدران الاستفادة ا ...
- متحف للمياه على ضفاف النيل
- تعليم الكذب والخداع
- صحفيون ضد مناهضة التمييز!
- مستنقعات الارهاب
- ورقة مقدمة لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية »1-2«
- كيف يتعامل الإعلام المصري مع تحديات العولمة؟
- كلنا اشتراكيون الآن!
- خطبة الوزيرة!
- إعصار دولى .. وزلزال إقليمى .. وبينهما طاقة نور
- من النعجة دوللى إلى الريان الجديد : الاستنساخ الممل!
- قمة الكويت (6)
- قمة الكويت (7)


المزيد.....




- بطوط اخر شقاوة.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 على نايل سات أفل ...
- الجزء السادس.. مسلسل قيامة عثمان جميع الحلقات مترجمة للعربية ...
- -التوجيهي- في يومه الثاني.. غضب وخيبة أمل من صعوبة أسئلة الل ...
- تردد قناة فوكس موفيز Fox Movies الجديد 2024 أقوى أفلام الاكش ...
- السعودية تتطلع لاستضافة نزالات نسائية في الفنون القتالية الم ...
- مصر.. رد صادم من شقيق الفنانة شيرين عبد الوهاب على اتهامها ...
- مصر.. نقيب المهن التمثيلية يكشف تفاصيل قضية ابتزاز لفتيات في ...
- دقائق والامتحان هيكون في جيبك !! .. حقيقة تسريب امتحان اللغة ...
- جروبات الغش رجعتلكم من تاني “الإجابات داخل المقال” تسريب امت ...
- Salah Addin “جزء ثَاني” موعد اذاعة مسلسل صلاح الدين الحلقة 2 ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد هجرس - بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة .. 50 تأليف أحمد المغربى (2)