|
كشف المصالح المالية .. إحراج !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 05:26
المحور:
كتابات ساخرة
أن تقوم بخطوةٍ جيدة متأخرة خيرٌ من ان لا تقوم بها . ويبدو ان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ( إكتشف ) ، بأن هنالك شيئاً اسمه " كشف المصالح المالية " والتي ينبغي على كافة المسؤولين ملء الإستمارة الخاصة بها ، فبعث وراء رئيس هيئة النزاهة وأخبره ان الوقت قد حان لتفعيل الامر ، هذا الامر الذي كان من المفروض ان يتم في 2005 . ومن غرائب " الصُدف " ان تكون الانتخابات العامة القادمة بعد اشهرٍ فقط ! علماً بأن الآلية الصحيحة ، هي الكشف عن المصالح المالية في ( بداية إستلام المسؤولية ) اي قبل ثلاث سنوات في حالة الحكومة الحالية ، ثم مقارنتها بكشفٍ آخر عند إنتهاء المدة القانونية ، اي نهاية هذه السنة 2009 . ثم تقييم النتائج لمعرفة مدى نزاهة هذا المسؤول او ذاك ! - مثلما شاركتْ أطراف عديدة فاعلة ، في ترويج وتهيئة وتنفيذ ، عمليات " صولة الفرسان " وما بعدها من سلسلة عمليات فرض القانون ، من البصرة وحتى الموصل ، و [ جّيَرها ] المالكي لنفسه وحزبه فقط ، وجنى ثمراتها في إنتخابات مجالس المحافظات . فأنه اليوم يمتطي حصان النزاهة والشفافية ، لينطلق به نحو الانتخابات القادمة ! ومَنْ يستطيع لومهُ او إنتقاده ؟ فهاهو يظهر على التلفزيون وبمعيتهِ السيد رحيم العكيلي رئيس مفوضية النزاهة ، وهويُسّلمه إستمارة كشف بمصالحه المالية . والتي كان صداها الإعلامي السريع والمدروس كما يلي : - نوري المالكي أول رئيس وزراء عراقي او ربما عربي وشرق اوسطي ، عدا رئيس وزراء "العدو الصهيوني " ، يكشف عن مصالحه وممتلكاته ! - لم يكتف المالكي بتقديم الكشف ، بل سمحَ لمفوضية النزاهة ان تُعلن عن المبلغ الذي يوازي مصالحه . وهو مبلغ ضئيل بكل المقاييس ، إذ يبلغ ( 427 ) الف دولار . علماً بأن المصالح المالية تشمل : العقارات داخل وخارج القطر التي بإسمه او زوجته او ابناءه المُكلف بإعالتهم شرعاً او الذين يحق لهم التصرف بها ، ووسائل النقل كافة برية وبحرية وجوية ، والمولدات والمكائن الزراعية وغيرها ، والاسهم والسندات ، والمقتنيات الثمينة والذهب والمجوهرات ، والنقود في المصارف ، وحقوق الطبع وبراءة الاختراع ، والهدايا او الهبات النقدية او العينية التي قُدِمت له او لزوجته او اولاده ، مِنْ قِبَل شخص او مؤسسة تجارية او منظمة ، واخيراً اي دَين عليهِ او على زوجتهِ او اولادهِ المُكلف بإعالتهم شرعاً ! من ناحية ولكي نكون مُنصِفين ، إذا كان هذا الرقم صحيحاً ، فأن الرجل وبعد اكثر من ثلاث سنوات من تبوأهِ أعلى منصبٍ في البلاد ، ووسط هذا المستنقع من الفساد ، فأنه يتمتع بقدرٍ جيد من النزاهة ، وان ممتلكاته وممتلكات عائلتهِ ، قد لا تصل الى مستوى ممتلكات اي مديرٍ عام او مدير عادي في دائرة حكومية ! ومن ناحيةٍ اخرى " وحتى لو كان التوقيت لغايات إنتخابية " ، فأن رئيس الوزراء [ أحرَجَ ] بكشفهِ علناً عن مصالحه المالية ، معظم المسؤولين في الدولة ، كبيرهم وصغيرهم ، من الجنوب الى الشمال مروراً بالوسط ! فالذي يثق بنفسهِ أسرع الى الإقتداء بالمالكي ، والذي " يستنكف " ويعتبر ذلك عيباً وإنتقاصاً لكرامتهِ الشخصية ، يُثير علامات إستفهام حوله ! - يُقال ان العديد من المسؤولين الكبار والصغار والوسط ، منهمكون مع محاميهم الافذاذ ، في " تحويل " ملكية عقاراتهم في الداخل والخارج الى بعض ابناءهم " الغير مُكلفين بإعالتهم شرعاً " وكذلك الحسابات المُعْتَبرة في البنوك . - يُروى ان بعض المسؤولين الكِبار من عسكريين ومدنيين ، لن تَطالهم يد النزاهة والمحاسبة ، لان مصدر ثرواتهم الاساسي ، من [ حواسم ] بعد 9 / 4 / 2003 ، حيث استولوا على " الغنائم " العامة و " فَرهدوا " المخازن والمنشآت ، ثم باعوها ، ولم يضعوا اموالهم الحرام في البنوك ولا احد يستطيع ان يُثبت عليهم شيئاً . لانهم يروجون بأن ثراءهم ناجمٌ عن ( وِرث ) من اجدادهم ! الف رحمة على ارواحهم الطاهرة ! - بعض المسؤولين الواسعي الذمة ، يغبطون طيبي الذكر " أيهم السامرائي " و " مشعان الجبوري " ، لانهما غادرا الى الخارج مع ملايينهم الكثيرة ، من غير ان يضطروا الى ملء إستمارة المصالح المالية او غيرها من هذه الكلاوات ! احدهم قال : سأغادر انا ايضاً مع كل عائلتي ، وعلى اقل منْ مَهلي ، فقضيتي ليست أصعب من قضية " محمد الدايني " على كل حال ! والله اعلم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة الاقليم - الوليدة - متى ستصبح - رشيدة - ؟ !
-
- غول - في بغداد
-
جماهير كردستان تُنّدد ب - جريدة هاولاتي - !
-
- فضِّيق الحبلَ وأشدد من خناقهم فربما كانَ في إرخائهِ ضرَرُ
...
-
نِعَم وبركات الشيخ رفسنجاني !
-
برلمانيون ارهابيون !
-
إنتخابات مجلس محافظة نينوى ..أرقام ذات مغزى !
-
الشعائر إقتصادياً
-
حلٌ سحري لمشكلة رئاسة مجلس النواب !
-
الخارطة السياسية الجديدة في محافظة نينوى
-
لجنة - العد والفرز - أم - لجنة العدو - ؟ !
-
لكي لا يتكرر - 8 - شباط اسود آخر
-
على هامش إنتخابات مجالس المحافظات
-
شعارات المالكي .. بين النظرية والتطبيق
-
مليون صوت مُجّيَر مُسبقاً لأحزاب الاسلام السياسي
-
حرب المُلصقات : - مَديونون - و - شنو الداعي ؟ - !
-
- مبايعة - أوباما والدروس المستخلصة
-
القائمة الوطنية العراقية ..تدمير من الداخل
-
دعايات نصف مُغرضة !
-
أهالي ضحايا حلبجة ينتظرون الجواب
المزيد.....
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
-الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ
...
-
عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|