أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - الشعر كائن حيًُ ليس له أرض - غربة أخرى- للشاعر محمد جابر النبهان














المزيد.....

الشعر كائن حيًُ ليس له أرض - غربة أخرى- للشاعر محمد جابر النبهان


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 798 - 2004 / 4 / 8 - 10:59
المحور: الادب والفن
    


استكشاف الذات وسبر أغوارها ، الحنين المشتعل إلى الأوطان ، صورة حية ،ورغبة جامحة في الإعلان عن الحضور ،حضور الذات الشاعرة وخوضها غمار التجربة الشعرية.
ماذا يخبئ المستقبل للشاعر ؟
وماذا يخبئ الشاعر للمستقبل في الأرض، في الكلمة ،في المعنى.؟
في مجموعته الشعرية الصادرة عن دار المدى، طبعة أولى عام 2004"غربة أخرى"
يأخذنا الشاعر محمد جابر النبهان في الكون الخفي للشعر . في الشعر نلتقي الكون المفتوح على ذواتنا وعلى الآخر،نلتقي الأحباء والمآسي ، الفراغ الروحي للبشرية والعالم .
في قصيدته " أينما جرف النهر ظل الغياب "
في هذا النص أكثر من وقفة وسؤال ،هو عالم ُ يتدفق بالألم والحيرة والغربة إلى وطن لم يكن يوما يحتضن أبناءه .
ولكن هل يستطيع الشعر تغيير الواقع ؟
و إذا لم يستطع ربما يعطينا بعداً وأمكانية لفهم الحقيقة في العالم والأشياء
يقول :
خلسةً ..
غادر النورس البحر
أنشَدنَا النخل حزن المواويل
ما أتعبك ؟
غير هذا الفضاء / الصدى
………………..
في الرمال الجديدة وزع أحزانه .وارتمى
بين كفيه خوف المسافة والريح ، من للغريب ؟
ذَكَرتُك فوق احتمال العبور / الجواز المزوّر
أول أرض تراءت ، بكى الطفل في داخلي…
واحتضنت الغياب.
هذا المقطع رحلة متكاملة للحضور والغياب من الوطن إلى الوطن والكلمات معبرة بدقة ومسكونة بالشفافية التي توهج القصيدة وتعطيها شمولا بعيدا عن الخصوصية.
الشعر لم يكن عند محمد النبهان كشفا فقط للمشاعر وألم الغربة والحنين إلى وطن مفقود وجوازت سفر مزوّرة
لقد كان الشعر عنده كشفا لحالات سياسية وتعرية لصورة وطن يُباع وأبناءه.
يقول في قصيدة "أربع بطاقات في مطلع السنة الجديدة ":
وطني ..
هل وطن خنجره في خاصرة العاشق
حين يبوح بحزن النورس أتعبه
أن لا ماء ولا أنواء
وطني ..
هل وطنُ؟
أم بئرُ للنفط مشرعُ في الصحراء
لدلو الغرباء!
وبذلك تخرج القصيدة عند محمد النبهان من الهم الخاص لتلتقي بالهم العام وتصوّر واقعا اجتماعيا وسياسياً يترك أثاره السلبية على المجتمع والأفراد .
في قصيدة "الموت في الزوايا " يدخل النبهان في إيقاع الحياة وتعبها وحيرة الإنسان في اللا مستقر يقول:
لا أرض تشبع جوعنا
نعشق أن نموت معلقين
بلا مكان ثابت
….ومن تعب نجرجر رأس حكمتنا :
"بلاد الله واسعة"
وشطر مدائن أخرى
ونعانق دهشة ماليس يشبهنا
وفي نفس النص يدخلنا الشاعر في أجواء متعددة للقصيدة الواحدة وعلى إيقاعاتها نقرأ الحال والأحوال والصرخة كانت أبعد من صرخة أخ في أخيه أنها صرخة في وجه الأوطان التي تقتل أبناءها كل يوم ،ويوسف ليس واحداً، هو الكل من الكل.
لا ماء يشبه قلبه الشفاف
يصرخ بالقوافل :
اخوتي قتلوا الاخوة
.. ..
رقصوا على جرحي
ونخب نزيفه شربوا
أنها صرخة فقدان الصلة بالأصل وضياع الحقوق وهدرها
فقدان الصلة بالأرض، القومية، الانتماء ، صرختنا التي لا أحد يسمعها .
في قصيدته "القصيدة و طني "يدرك الشاعر بعقله وإحساسه الشعري ثقل الموروث من الأوطان والأجداد، أعادة خلق رؤية جديدة للتاريخ الذي وراءنا ، أنه يحملنا فوق طاقاتنا ، هل يمكن أن نعتبر هذا دعوة للانفلات والخروج منه بما أثقله علينا يقول في هذه القصيدة والتي بها اعتراف بما يثقل كاهله ويثقلنا جميعا :
….
أنا وطن أضيعه ُ
يضيعني ..
يحملّني تراب جدوده ما لا أطيق
ولا يطيق ..
وأنت ، أنت تطل من رحم الغياب
كما انتظرتك
فاتحا كفيك للمدن البعيدة..
في مجموعة الشاعر اكثر من إهداء إلى أصدقائه يبث لهم هموم الوطن والغربة ولكن لابد من وقفة أمام هذه القصائد بما تحمل من لغة شعرية معبرة عن حالا ت إنسانية.
في" رحيل بلا فائدة " حقاً أنه رحيل بلا فائدة حكمة تعلمناها من منافينا وكيف تتساقط أعمارنا سهوا وغفلة منا ومن الزمن يقول :
تخون البلاد مواقيتها
والفصول
المواعيد
أبناءها
البلاد تكاد جنوناً تكون
احتمال سقوط
…………..
وحيداً
وحيدا
ترتب أشلاءك الآن
كيما تعود غريبا لأرض نستك
كأن السنين المضت في المنافي
رحيل بلا فائدة .
نجد في قصائد الشاعر وحدة وانسجام،تدور مواضيعها ما بين الوطن والغربة والحنين واستحضار الأحباء وكشف العلاقة التي تربط هذه الأطراف ببعضها البعض، فيها قلق الإنسان ببعده الإنساني، مع ترابط شعري معبر ،مرتبط بوحدة النص وروحه ،والصورة الشعرية كانت واضحة ومتقنة في شكل متناغم لذلك جاءت عميقة المعنى ومعبرة يقول :
كأني …
كأن البلاد ترمم أيامها فوق وجهي
وتحصي الغياب
كأني أعود ..
كبيراً
على كتف أبني اتكأت
لأمشي خطى والدي من جديد
وأرثي القصيدة .
في مجموعة محمد النبهان التي احتوت ستة عشر قصيدة
وحدة شعرية منسجمة في الغاية والهدف وقدمت لنا مشهدا شعريا نعيشه ونعايشه حياةً ووجوداُ فيه ألم الوجود
وسحر اللغة ومعانيها .

* الشاعر رئيس تحرير مجلة أفق الثقافية التي تصدر في كندا



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة التي تسكنّني في عباءة من غيم أزرق
- العابر
- تشكيل
- رجل…… وامرأة
- امرأة الجهات الأربع
- شرقيات
- الرقص على أنغام عربية
- امرأة متصوفة
- حقائب سفر ..للرياح
- عندما تتعرى الأرض تبكي الحجارةُ بعضُ دمعي
- نساء
- كل الأضواء مطفأةٌ… إلا ضوء قلبي إليك
- البيت الذي اسمه ….. الخوف
- لأجل الغياب ..الذي أنا فيه


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - الشعر كائن حيًُ ليس له أرض - غربة أخرى- للشاعر محمد جابر النبهان