أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - العدالة ، و لو كانت دولية ، لا تتعارض مع الوطنية الحقة














المزيد.....


العدالة ، و لو كانت دولية ، لا تتعارض مع الوطنية الحقة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 03:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يأسف المرء عندما يجد شباب يؤمنون بقيم الإنسانية ، و قلوبهم تنبض بعشق الحرية ، و لازالت ضمائرهم متشبثة بالقيم العليا للعدالة ، و نفوسهم تثب من أجل الإنصاف .
شباب لم يصبه اليأس بعد من العمل من أجل مجتمع فاضل .
يصبني الأسف عندما أجدهم ينساقون مضللين خلف شعارات حق أريد بها باطل .
لم أهتم كثيراً عندما بدأت في ملاحظة هذا الكم الكثيف من مقالات التضليل ، و برامج الأكاذيب ، التي إنطلقت تملء سماء الإعلام العربي ، منددة بقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الرئيس السوداني عمر البشير .
و لم ألق بالاً لأحاديث و خطب الحكام العرب ، الذين إلتأم ناديهم بالدوحة معلنين تضامنهم مع زميلهم في محنته ، فهذا هو التضامن العربي ، الذي يجب أن يسمى بقول أدق : التضامن الحكامي العربي .
أو تضامن حكام العرب ضد المواطنين العرب .
لا شيء غريب ، و لا شيء يثير الأسف ، في سلوك الحكام العرب ، فهذا شيء متوقع منهم ، فهم يختلفون و يتشاجرون و يمسكون بخناق بعضهم البعض ، و لكن لذلك حدود ، لأن سلسلة العدالة لو كرت فسوف تطولهم جميعا ، و بالمثل لا شيء غريب فيما بدر من مرتزقة الإعلام المطبوع و الإلكتروني فهذا هو أكل عيشهم الحرام .
الأسف - كما ذكرت عالية - في شباب لازال طاهر النفس ، ينساق خلف أكاذيب .
ما هي علاقة القومية بالعدالة ؟
هل لأن البشير عربي و الفوريين أفارقة ، علينا أن نتضامن معه ، في كل موقف ، و لو قتل و شرد و أستعبد الناس ؟
هل للعربي أن يقتل الأفارقة بمنتهى الحرية ، فلا يُسأل عن أي دم أفريقي ؟
لو كانت الإجابة بنعم ، فبنفس المنطق فعلي إذاُ أن أوقف المطالبة بمحاكمة عضو العائلة الحاكمة القطرية الذي أزهق حياة خمسة نفوس مصرية بريئة في أرض الكنانة منذ عدة سنوات ، ثم ذهب إلى أهله يتمطى مطمئناً لإنه قطري و الضحايا مصريين .
ثم ما علاقة الوطنية بالعدالة ؟
هل لأن البشير سوداني ، فعلى جميع السودانيين التضامن معه ، و لو ذبح بعضهم ظلماً ؟
هل علينا أن نتضامن مع مبارك لو طالته يد العدالة ، إذا كانت العدالة دولية ؟
أليست العدالة الدولية هي التي حاكمت و تحاكم مجرمي الصرب الذين قتلوا و شردوا مسلمي البوسنة و الهرسك ؟
هل العدالة الدولية تقبل لدينا شريطة أن يكون الجاني غير عربي و غير مسلم ؟
هل هذه هي قيم القرآن الكريم بشأن العدالة ؟
أليس العدل أقرب للتقوى ؟
قيم الخير الأصيلة لا تتعارض مع بعضها ، و الوطنية الحقة لا تتعارض أبداً مع العدالة .
أما بشأن عبارة الكيل بمكيالين التي تتردد في إشارة إلى جرائم الحرب الأخرى في المنطقة ، فإنني أقول : نعم إننا يجب أن نكون مع تقديم كل مجرمي الحرب ، أي حرب ، للعدالة ، أيا كانت جنسية تلك العدالة ، محلية أو دولية ، مادامت بالفعل عدالة ، و لكن لا تأجيل لمحاكمة فرد ما ، فقط لأن هناك مجرمين أخرين لازالوا أحرار ، و إلا فإطلقوا سراح مجرم الصرب رادوفان الذي يحاكم حالياً ، و أوقفوا مطاردة الأخر ميلاديتش ، لأن هناك مجرمين أخرين لازالوا يحيون أحرار مطمئنين .
إنني أحيي الأردن ، التي وقعت على إتفاقية المحاكمة الدولية ، و كسرت بذلك التقليد العربي المخجل ، و أتمنى أن تستمر على هذا الصراط المستقيم ، فلا ترضخ لأي ضغط ، و لا تتوان عن القبض على البشير لو زارها أو مر بأجواءها ، و بالمثل بشأن جزر القمر .
و إلى شباب الحرية و القيم العليا ، شباب المجتمع المصري الفاضل الذي نعمل من أجله ، لا تدعوهم يخدعونكم و يلوثوكم ، فلا تعارض بين الوطنية و العدالة ، و لو فرضنا جدلاً أن هناك تعارض ، فإن العدالة أولى بالإتباع ، إنها تعلو و لا يعلى عليها .
لا لرفع أي شعار يعيق العدالة .
ليكن القول الفصل في تلك المسألة : ليذهب البشير إلى قفص الإتهام ، و ليعمل ما بوسعه لتبرئة نفسه .
و لو عاد البشير مبرأ من كل ذنب ، فعلينا إستقبالة إستقبال الأبطال .
و الحال نفسه مع مبارك عندما يحين دوره .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقليديون لا يدخلون التاريخ يا ساركوزي
- إلى الولايات المتحدة : أفضل حافز لإيران رفع الغبن الديني في ...
- ليست هذه هي قاهرتنا المفقودة ، و ليس هذا هو التنوع الثقافي
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخر ...
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة جدي ...
- السادس من إبريل دخل التاريخ و تجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخ ...
- السلام لا يبنى على أنقاض حقوق الإنسان
- نعم على الأمريكيين في مصر توخي الحذر ، و لكن من النظام الحاك ...
- سنجعل مبارك يرتدي الجلباب الأزرق و يمسك بالنبوت و يرقص التحط ...
- إستعادة أسماء القرى المصرية القديمة ، إستعادة لتاريخنا و هوي ...
- إلى العقيد القذافي : إتحادنا الأفريقي هدفه الخير ، لا الإستق ...
- مبارك هو الإرهابي الأول في مصر
- إلى متى ستبقى الديمقراطية العراقية الحالية ؟ هذا هو السؤال
- ثورات الطالبيين ، ثورات من أجل العدالة الإجتماعية
- لننفتح على العالم بإتقان العربية الفصحى و الإنجليزية ، و لا ...
- البقاء فوق الخراب ليس إنتصار
- الإضرابات يجب أن تستمر ، إنها حرب إستنزاف نفسية
- سلاح مبارك لحماس ، سلاح لقتل الديمقراطية الإسلامية و الديمقر ...
- نشر الديمقراطية ، كلمة حق لا يجب أن يخشى أوباما النطق بها
- البقاء لمن يعرف متى و أين يقف ، على حماس أن تتنحى


المزيد.....




- ليس الإكثار فقط.. مخاطر صحية قد تنتج عن خفض استهلاك الملح بش ...
- التبرع بالدم يقدم فائدة غير متوقعة لصحتك وحياتك
- دراسة تكشف العلاقة بين مشاهدة التلفزيون وأمراض القلب
- مفاوضون أمريكيون في موسكو وترامب يأمل بموافقة بوتين على وقف ...
- مصادر دبلوماسية للجزيرة: مجلس الأمن يقر مشروع بيان يندد بالع ...
- شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروبا
- جنود على الخطوط الأمامية في أوكرانيا يصفون محادثات السلام مع ...
- زاخاروفا: تصريحات بودولياك حول موقف روسيا في الاتفاق مع الول ...
- حريق بطائرة تابعة لأميركان إيرلاينز بمطار دنفر
- انقسام في مجموعة السبع حول البيان الختامي


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - العدالة ، و لو كانت دولية ، لا تتعارض مع الوطنية الحقة