أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - بدعة -إشراك الجميع-














المزيد.....

بدعة -إشراك الجميع-


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك شعار واحد يتكرر منذ إعلان نتائج إنتخابات مجالس المحافظات وإنطلاق المفاوضات بين الكتل الفائزة فيها لبناء التحالفات وتوزيع المناصب وهو شعار "إشراك الجميع في السلطة" وهو شعار يبدو في ظاهره جميلا يعبر عن روح التسامح والكرم والرغبة في تحقيق السلام والوئام بين الاطراف السياسية والفئات الاجتماعية، لكن هذا الشعار ليس سوى سطح براق يخفي تحته أزمات ومشاكل وعيوب العمل السياسي في العراق، حيث لا يريد أحد أن يرى المنظومة السياسية قائمة بشقيها (الحكومة والمعارضة).
الذين حققوا فوزا كبيرا يعرضون على من حقق فوزا صغيرا المشاركة في تأليف حكومات المحافظات، لأن الفائز يريد أن يتمتع بالسلطة المطلقة الصافية من شائبة المعارضة وذلك عبر منح جزء صغير من السلطة للآخرين ليتخلص من وجودهم كمعارضة قد تنغص عليه الحكم براحة وبصلاحيات مطلقة، كما إن من حققوا نتائج ضعيفة دخلوا الانتخابات وهم يخططون للوصول الى السلطة وليس في مشاريعهم أو أحلامهم أن يكونوا في المعارضة ولذلك هم مستعدون للقبول بأي نصيب من السلطة أو ربما حتى بمجرد رضاها وما يجلبه هذا الرضى من منافع.
لقد شهد العراق في الدورة الانتخابية السابقة تشكيل الحكومة الاتحادية وحكومات المحافظات على خلفية شعار إشراك الجميع والنتيجة هي بناء تشكيلة سلطة متناقضة في تكويناتها وإتجاهاتها عاشت أغلب أيامها مشلولة وغير قادرة على اتخاذ القرار وتنفيذ المشاريع، وإنكشفت حالات فساد ومخالفات كثيرة في المحافظات لكن مجالس المحافظات لم تستطع مواجهتها كما إن هذه المجالس وقفت عاجزة عن مواجهة المسؤولين الفاسدين والعاجزين، لأن "إشراك الجميع" أسس لمعادلة رخوة في توزيع السلطة أدت الى تشرذم المؤسسات والاصوات من جهة كما أدت الى تورط الجميع في حالات فساد وفشل الامر الذي قاد الى توازن سلطوي على أساس تكافؤ في توزيع الفساد والفشل.
كانت هناك ظروف بررت تشكيل الحكومة الاتحادية على أساس "إشراك الجميع" وتحمل العراق الاثار السلبية الناجمة عن ذلك تحت مبرر "أهون الشرين" ويبدو إننا نقترب من مرحلة الاختبار الصعب القادم الذي سيأتي بعد الانتخابات النيابية القادمة والتي ستتطلب حكومة أكثر تماسكا وإنسجاما، كما ستتطلب معارضة أكثر وضوحا وجرأة، بعد أن فشلت القوى السياسية ولعدة سنوات في بناء معارضة حقيقية تراقب الحكومة وتصوب أخطائها وتقترح نفسها بديلا ممكنا عن الحكومة القائمة في حال إنهيار الاتفاقات السياسية بدل أن يدخل البلد في مرحلة المجهول.
بعض محافظات العراق وبسبب تركيبتها السكانية المعقدة تحتاج الى تحالفات واسعة لتشكيل الحكومات فيها لكن ذلك لا يبرر ترك مصطبة المعارضة خالية من أي لاعب، بينما تحتشد مصطبة السلطة بعدد كبير من اللاعبين الذين لا يمكن توفير مكان يكفيهم في عملية تقاسم غنائم السلطة المعقدة، وإذا كان هذا هو الحال في المحافظات ذات التركيبة السكانية المعقدة فالاحرى بالمحافظات الاخرى ذات التركيبة البسيطة أن يكون معسكرا الحكومة والمعارضة واضحين ومتكافئين لا يفصل بينهما إلا الكفاف من الاصوات التي تسمح بتحقيق النصاب القانوني في حال عدم وجود فوز كاف لكتلة واحدة، لكن ما يحدث هو عكس ذلك تماما فحتى من لم يحصل على ما يؤهله لدخول مجلس المحافظة يطالب بحصة من السلطة مبررا ذلك "بالكفاءة" التي لا يوجد مقياس حقيقي لإختبارها ولكن هؤلاء يطرحون أنفسهم في دائرة الابتزاز والتخويف على الاقل من دورهم الاعلامي التشهيري وليس المعارض.
لقد تعب الكتاب والمراقبون في العراق من عملية التأكيد على دور المعارضة وأهميتها في إستقرار النظام السياسي الديمقراطي وفعالية إداء الاجهزة الرسمية ولكن كل ذلك من دون جدوى، فلم يقتنع أحد بممارسة المعارضة الفعالة وأكتفى كل من هو خارج السلطة بالمناوشات الاعلامية وممارسة الضغوط من أجل مصالح شخصية وحزبية ضيقة حتى إن كثيرا منهم لم يراجع قانون الانتخابات وما فيه من غموض معتمدين على مساومات اللحظة الاخيرة والدفع نحو بدعة "إشراك الجميع".






#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملف المعتقلين
- السياسة..معرفة وسلوك
- حدود التفاوض والمناورة
- العشائرية والانتفاع السياسي
- بعد التصفيق لأوباما
- مستنقع الأمن
- الموازنة وجدلها المتأخر
- الائتلاف الموحد..المعادلات الجديدة
- المجالس الخاسرة
- إدارة الانتخابات
- قانون الاحزاب
- من سيعتزل؟
- ما لم يحدث في الانتخابات
- دروس في التغيير
- تجاوز الانتخابات
- شرعية المخاوف من الدكتاتورية
- دعاية تغيير الدستور
- المال العام وتكريس السلطة
- الانتخابات..ظلال من الشك
- مغريات السلطة


المزيد.....




- -المحطة الذكية-.. ابتكار يسعى لتحويل دبي لمدينة صديقة للدراج ...
- البرغوثي لـCNN: السنوار شجاع وسيُنظر إليه على أنه بطل.. وهذا ...
- مدفيديف: نظام كييف يحاول صنع -قنبلة قذرة-
- إسرائيل تعلن تحييد مسلحين اجتازوا الحدود من الأردن
- علماء يرسمون خارطة للجلد البشري قد تساعد في معالجة الندوب
- ترحيب غربي بمقتل السنوار: فرصة للسلام والإفراج عن الرهائن
- مصر.. تفاصيل دستور الدواء الخامس
- احتجاز جثمان السنوار بمكان سري.. والكشف عن نتائج التشريح
- خبير روسي: مقاومة ما يحدث في العالم هو ما يوحد -بريكس-
- عراقجي من إسطنبول: هناك فهم مشترك بالمنطقة تجاه خطورة الصراع ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - بدعة -إشراك الجميع-