انتصار الميالي
الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 08:29
المحور:
الادب والفن
هذي أنا
شيوعية مذ كنت في المهدِ
يداي من خبز وشعري من سنبلِ
عيناي لونها من لون عيون الحيدري
منذ عرفته وأنا... أنا
أطوف بألف مدينة
كالربيع
أمطر قرنفلاً وياسمينا
أفرش القرى والمدن والجبال أفراحاً وزغاريد
روحي كفراشات الربيع ورحلتي تبدأ عند كل ربيع
أنا لازلت أنا؟
شيوعية علي جسدي نقشت وصايا من مضوا
من خبئوا في أحداقهم أوراق البيان
ومن احتفوا بأول أعداد الجريدة
هذي أنا
فريال ترقص بين أزهار الحدائق
وفوزية وهي يفوح منها عنبر الأرضِ
وعائدة التي تزور المنازل والخمائل بثوبها الأبيض
ونعيمة وهي تطوف بالدرابين القديمة
أرى صباي يلوح على نوافذ بيوت الفلاحين
وألمح في منازلها مواويل عشقنا الاذاري
انا..ما أنا؟
أسنابلاً فراتية؟
أم عسلاً جبلياً مصفى ..وحناء بأنامل صبية بصرية
انا البدايات والنهايات البعيدة
انا العشيقة والشهيدة والرفيقة
انا طفلةً باتت تردد بالنشيد بين الجداول
وتبوح للعصافير بحكايات النضال
ووجع المخاتل
انا كنت في عينيه لازلت طفلةً
يصوغني شعراً رقيقاً ثم يرددني أغنية
كان فلاحاً وعاملاً وبائع جريدة
ينمو ويلعب فوق خطوط يدي
ما كنت اعرف أني حين كبرت سأكون مغرمةً به
انا اليوم انا ؟
شيوعية من رأسي حتى أخمصَ قدمي فأعرفوني
وأزهاراً جوريةً حمراء ازرعوني
وبكفوف الصبايا أكاليلَ فرحٍ احملوني
وغداً قبيل الفجر
في درب مشيناه 75 عاما انثروني
هذي أنا
ليل .. وطقوس فرح...واطواق ياسمين
أطفال...ونسوة...وصبية...يتراقصون
أحلم وكلهم معي يحلمون
75 عاما وهم باللقاء الماسي يحلمون
ولعيدهم أهازيج فرح ينشدون
في محفل للموت كانوا يرقصون
وطن حر وشعب سعيد كانوا يريدون
ربيع هذا العام في عيوننا لن ينتهي
أمل..وشمع...وزغردة وليدة
عشق طويل..وفصول محبة..وأصداء قصيدة
والحكايات التي قالتها لي والدتي طويلة
عن سر هذا الهوى
ويا هذا الهوى..كل يوم يجعلني جميلة
انا من أنا؟
شيوعية انا
هذي انا....
#انتصار_الميالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟