هشام أبو شهلا
الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 04:27
المحور:
القضية الفلسطينية
للأرض يومٌ، يقول آذار.. انتفاض الأخضر على الأخضر، صمتٌ يكسر صمتاً، ويبعث في الأزهار. اصطفاف الشجرات على الطرقات، لتحية الإله العابر. حنين الأغصان إلى إصلاح ما أفسده الشتاء، وتواضعها إن هي وضعت شروطاً، أو ثمار.
للأرض يومٌ، يقول آذار.. نزعة تمردٍ واستقلال، نزعة وجودية بنمط مختلف؛ صمت رشاشٍ على كتف، اشتعال الحقيقة في السراب، أحلام الرجال، نصر نبيّ في معركة كرامة. عظام العظام تحت التراب، ونجاة الشاعر من أسئلة القيامة. لأنه آذار، كالميلاد، كالأضرحة الباردة، لا يوثر الانتظار، ولا يحبّذ خطب القفازات الأسبوعية عن الشعار.
للأرض يومٌ.. للأرض حلمُ، يقول آذار. حلمٌ للساعة الضائعة في انقلاب الصيف على التوقيت. لليمون والزيتون، وللبرتقال الحزين، من الوريد إلى الجدار. حلمٌ للحزن المخضّب بالغضب، للشعب المعذب، من الشهيد إلى الحصار. حلمٌ بطعم القهوة متواضعة السكر صباحاً، بطعم الزعتر البلديّ. حلمٌ يقريء سلاماً للأرض الأمية، التي لا تفقه إلا اللسان العربيّ.
آذار يُلبس الأرض مما حاك من سبقوه، دون ترددٍ. ويترك ما سوّاه لسواه، يقنع أنه لامس حبيبته صدفةً، أو عن قصدٍ. وفي آذار، تشق الأرض ثيابها، لمن يرديها نفسه شهيداً، وينجو من الشهادة. والأرض كالمرايا، لا تغفر الحقيقة، ولا تهدينا نصراً مفبركاً في آخر الرواية. لو أنّا نصحح أخطاءنا، كما تفعل الأمطار، لعدنا لغيمنا وخيمنا بانتصار.
للأرض يومٌ.. للأرض رَومٌ، يقول آذار. كلّما اتكأ مساءْ، على أرضٍ بين ماءٍ وماءْ، أصحو على صوت أمةٍ، تقرأ على أوجاعها، سورة ناصر: فلسطينُ، يا جرحاً في القلب غائر، لن يمرّوا، يقولها شعبُ على كل شيء قادر. لن يمرّوا، لن يمرّوا.. يردّ عمّار.
آذار يضيء قبلة في جبين الأرض، ثم يعطينا ظهر حنظله، ويرحل في وصية. الأرض آخر أيامه وكلامه، والأرض أول أشعاره وأعماله. يؤكد آذار – المثقل بأيامه – أن المرأة في اكتمالها أمٌ. يضيف: أن الأم في اكتمالها أرضٌ. فالأرض أمٌ – يقول آذار – تعرف أبناءها، وتحنّ/ تئنّ بالضاد. أليست تنتهي به إليه؟
للأرض يومٌ، يقول آذار .. للأرض قومٌ، نُجيبُ آذار
#هشام_أبو_شهلا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟