أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - عكاظ وأولمبياد القمم العربية














المزيد.....


عكاظ وأولمبياد القمم العربية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 09:31
المحور: كتابات ساخرة
    


سمعتُ تعليقا ظريفا من أحدهم ، وهو يتحدث إلى صديقه:
اليوم سيُفتتح سوقُ عكاظ، ابتسمتُ وأنا أحاول أن أعثر على وجه شبهٍ بين مؤتمر القمة الذي يُعقدُ اليوم 30/3/2009 وبين سوق عكاظ، فاعتصرتُ ذاكرتي محاولا إيجاد وجه الشبه بينهما، فلسوق عكاظ ومؤتمرات القمة موعد ثابت محدد في كل عام، فالأول كان يعقد في أواخر ذي الحجة ، أي قبل موسم الحج بأيام قليلة، أما الثاني فهو يعقد في بداية فصل الربيع، حين تتفتح الأحلام والطموح والرجاء والآمال العربية برجاء غدٍ أفضل.
أما عن تفصيلات أنشطة سوق عكاظ ، فكانت بالطبع تختلف عن مؤتمر القمة العربي ،فقد كان سوق عكاظ يُنتجُ ثمراتٍ متعددة الأشكال والألوان، متعددة المذاقات، فكان يُصلحُ بين القبائل المتحاربة، ويُنجب أروع قصائد الشعر، ويُبرز أبلغ الخطباء والأدباء، ويُثري الاقتصاد العربي في الجزيرة العربية، بتبادل السلع والبضائع ، وكانت ترعاه التقاليد القبلية والأعراف العشائرية، فكلٌ كان يعرف مكانه وموقعه، وكانت تُضربُ القبابُ للشيوخ والنقاد والمصلحين ، وكانت تنزعُ من الداخلين إليه الأسلحة، فهو نشاطٌ ثقافي وتجاري وسياسي، فيه تُعقد المعاهدات وتُوقَّعُ المصالحات، وتُدفعُ دياتُ القتلى.
أما في مؤتمرات القمة، فإن منتجاتها من القرارات ماتزال بعد عشرين مؤتمرا لا تُلبي طموحَ فقراء العرب ومظلوميهم، كما أنها لا تُلبي طموح العربي البسيط الحالم بالمستقبل، ففي كل مؤتمر يظهر صراعٌ جديد، وبعده تزدهر الخلافات، بين دول عربية كثيرة، بسبب كره بعض الزعماء لبعض الرؤساء، وغيظ بعض المسؤولين من بعض ولاة الأمر، والغريب أن الخلافات بين الرؤساء والملوك والأمراء العرب، لا تنتهي بانتهاء جولات البطولة في المؤتمر ، وإنما تستمر ّشهورا وسنوات، وتتفاقم المآسي بعد أن يشتعل الخلاف بين شعبي رئيس وأمير، ويتحول الشعبان من صيغة الأخوَّة العربية، إلى صيغة العداوة الأبدية، وفي الغالب لا يظهر في مؤتمرات القمة أشخاصٌ كهرم بن سنان والحارث بن عوف، زعيمي الإصلاح في سوق عكاظ ليصلحا بين عبس وذبيان، بعدما دقوا بينهم ( عطر منشم)!، إلا بعد جهدٍ وعناء كبير، وفي الغالب تنتهي القمة، بلا صلحٍ وبلا حرب، وقد استبدلت القمةُ العربية الجاهة العربية التقليدية بالجامعة العربية التجديدية،بدون أن تتمكن الجامعة المسكينة من القيام حتى بدور الجاهة العربية.
والغريب أن (بوس) لحية رئيس لأمير، وأمير لرئيس، واحتضان وزير لمسؤول كبير، وعبط ملك لملك ، تُنهى الخلاف في طرفة عين ،بين شعبين عربيين عريقين، مدة لا تقل عن نصف عام،وحين يزول سوء الفهم بين مسؤولين، يظلّ الشعبان المتخاصمان في حالة ذهول من هول المفاجأة، بعد أن تورطا في خلافات ظلا يظنان بأنها خلافات في المبادئ والأهداف وفي الرؤى والتوجهات، وفي السياسة والمنطلقات، وفي الأيدلوجيا الفكرية!
كما أن المواطنين العرب يشعرون بأن الخلافات بين أوطانهم أكبر بكثير مما كانوا يتوقعون، حينما يقفون على الحدود بين دولتين عربيتين يجمعهما رباط التاريخ واللغة والأهداف، ولا تشفع لهم قصيدة فخري البارودي الذي قال حالما:
بلاد العُرب أوطاني، من الشام لبغدان ، ومن نجد إلى يمن ، ومن مصر فتطوان..
فعلى الحدود بين الدول العربية يعرف من يرغبون في العبور حجم الكارثة العربية العربية.
أما إذا أراد العربيُّ أن يحصل على إقامة في دولة عربية شقيقة، فإنه سيصاب بخيبة أمل في إجراءات الإقامات المعقدة، والتي لا تنطبق إلا على من يحملون جوازات سفر أجنبية، كما أن العربي نفسه الذي يحمل جنسية أخرى ، غير عربية ،إذا أراد أن يحظى بالاحترام والتقدير، فعليه أن يُبرز في نقاط الحدود العربية جواز سفره الأجنبي ، ليحظى بابتسامة رجال الحدود والجمارك، ويسمع عبارة الترحيب :
You are Welcome
أما إذا رغب العربي في الحصول على جنسية عربية، غير جنسيته ، فإنه سيموتُ قبل أن يُحقِّق حلمه.
وقد وصل الأمر ببعض العرب أنهم يعتقلون عربا كثيرين بتهمة الجاسوسية، لا لدولة من دول الأعداء، بل لأنهم جواسيسُ لبلادهم العربية التي يحملون هويتها.
و بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية الحادية والعشرين، فإنني أقترح بأن نحوّل المؤتمر، إلى مناسبة قومية رياضية، نستمتع فيها بالفرق الرئاسية العربية، ونسهر لمتابعة الجولات الخطابية لهذه الفرق الرئاسية، فمنافسات الرئاسة تحظى باهتمام الجماهير العربية دائما، لا للقرارات التي تصدر عن الألومبياد قبل انعقاده بفترة زمنية كافية، بل للمنافسات التي تدور في ساحة المؤتمر، وأفضلها دائما وأكثرها شعبية، هي المنافسات التي تدور وراء الكواليس، حين ينزعُ أبطال أولمبياد القمة أزياءهم الرياضية، ويمارسون حياتهم الحقيقية بلا رتوش ويتولى طاقمٌ إعلاميٌّ مُدرَّب على متابعة حركات وسكنات أبطال الأولمبياد العرب، وينقلون بالصوت والصورة الاتهامات والأقوال الجارحة والتهديدات التي تتبادلها الفرق الرئاسية، وذلك لإثراء المخزون العربي من الأحقاد!
فقد صارت القمم العربية الرئاسية مشوقة، لا لما يرتديه الرؤساء العرب من أزياء أولمبية عربية( موحَّدة)!! تدل على أن العرب جميعهم من أصلٍ واحد، ومن أب واحد، ومن تراثٍ واحد، بل لأن اللغات واللهجات العربية،التي تسود في المؤتمر تشير أيضا إلى الوحدة والتضامن بين أبناء يعرب ابن قحطان!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطهير إسرائيل من اليسار والعلمانية
- الفلسطينيون وهواية جمع الألقاب
- شرطة مطاردة المجاز في اللغة العربية
- الإعلام ومراسلو الخوذات والدروع
- التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن
- قرنفل غزة الحزين
- الإعلام العشوائي وفضائيات مصارعة الديكة
- حق اللجوء الإبداعي إلى دول السوفت وير
- غزة التي أدمنت الدمار
- إسرائيل وعقدة شمشون في غزة
- آخر صلوات بوش أمام الشمعدان
- قمع المرأة للمرأة
- قصتان من غزة بمناسبة العيد السعيد
- الحوار المتمدن شعلة الحرية
- ظرفاء الإنترنت ومقامات بديع الزمان
- أولمرت وموسم السياحة الحزبية في إسرائيل
- إدمان الولاء للحاكم
- مصطلحات إعلامية إسرائيلية ساحرة !
- مسكين باراك أوباما
- مجزرة الأسهم في قلعة النيكي والنازداك


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - عكاظ وأولمبياد القمم العربية