|
(قفل قلبي)رواية1
تحسين كرمياني
الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 05:30
المحور:
الادب والفن
(((أم على قلوبٍ أقفالها)))
(قرآن كريم) ***
[عندما تدق بسخاءٍ ساعات منتصف الليل خلال الوقت الذي يتسع أجذف أبعد من أولئك البحّارة في الأوديسة عميقاً.. إلى مياه الحلم التي لا تطالها الذاكرة البشرية..] ( بورخس ) /من قصيدة حلم/ *** (1)
كنت بصدد أن أغلق باب عيادتي،قبل أن تندفع امرأة قروية لاهثة،تشير رافعة كفها اليمين أن أتريث،لم أجد بد،كانت تحاول استرداد أنفاسها بشيء من هلعٍ متنامٍ يأكل نظراتها،دفعت الباب على مضض رغم المساء الذي سريعاً زحف وأنساني ـ خلاف ما عهدته ـ ميقات غلق عيادتي،وضعت حقيبتي على الطاولة وأشرت لها بالجلوس..قالت : ـ ابني.. ـ تكلمي يا أمي..أين هو.. ـ ابني(مسكون)..دكتور.. ـ كيف نعرف ذلك..كم عمره ..؟؟ ـ في الثانية والعشرين،رفض المجيء معي.. تبادلنا بعض الحديث واتفقنا على موعدٍ لابد منه في المساء اللاحق..!! *** في البدء،لم أعر قضية تلك المرأة التي باغتتني بعدما انحدرت الشمس وراء الأفق اهتماماً يذكر، ما سردت لي من ملابسات كلام شائك وظنون فوق العادة،شيء معتاد يتم تداوله بين الناس في زمن الكوارث الإنسانية الكبرى،تحديداً أوقات الحروب،فحالات الانهيار النفسي أوّل البوادر المتفشية،أعراض طبيعية تتوالد تتعلق بديدن البشر وسرعة تناغمه مع كل ما هو خارق وفوقطبيعي،كون الدوافع الذاتية تتأجج وتبحث عن سمو وأحلام رومانسية لتحقيق التوازن ما بين الذي يلغي المتمثلة بآفة الحرب والذي يريد التفوق هو الذات الإنسانية المتحدية،الشباب هم الضحايا كونهم مدججين بالأحلام،باحثون عن أنفسهم وسط محيط غير واضح الملامح،تتصاعد حمى التبدلات الفيزيولوجية للبشر،نقائض تهيمن جراء انفلات القانون وسيادة العقل الغابي،شباب لم يجدوا فرصاً كاملة كي يكشفوا عن ملامح أحلامهم،ينهار على مرأى أعينهم كل ما رسموه من آمال وتطلعات فوق أرض الخيال،كل رغبة تنتهكها طواحين ظروف لا تحابي الإنسان على الرغم أنه محرك دواليبها،استناداً لما هو شائع..!! *** خلتها حالة طارئة كما تعودت عبر مسيرة مرهقة من جلسات فوق العادة مع نماذج من شباب وصبيان سقطوا في فخ الكوابيس ووسوست صدورهم بأشباح أقضت مضاجعهم،رغم كوني طبيب الباطنية في مشفى البلدة(جلبلاء)في يومٍ ما،قبل أن أجد نفسي خارج الحياة،مبتور الساق،في تلك الفترة تم إسناد مسؤولية الإشراف المباشر لي على رعاية المراكز الصحية في الأرياف التابعة لبلدتي، بادئ ذي بدء فهت: ـ نسمة مباغتة عابرة سرعان ما تشرق شمس العافية ويعم الصحو في ربوع قلب هذا الشاب الذي لمّا يزل في سلّم صعوده الحياتي..!! وجدت نفسي تتحمس وتندفع برغبة محمومة صوب حلم جاذب،شيء مثل البرق ومض وتركني واجماً أبحث عنه،ثمة ما في نظرات المرأة ما هو مربك وغير واضح،ظلّ يلقيني في دوامة من التساؤلات،شيء محير واضح وغامض في آن ومض وأنار جوانب غامضة في مكان ما من روحي،جرس رن ودفعني إلى برهة حيرة وتأمل ورغبة ملحة في ركوب موج المغامرة..!! *** في اليوم اللاحق أتتني المرأة،كانت تتشح بثوب أزرق لاهب وتضع على رأسها شال ماروني، (متمكيجة)بشكل لافت للنظر،دخلت وهي تعلن يأسها وتعذر عليها إقناع(شقيّها)كي يرافقها لمعاينة حالته،ألحت وتوسلت وطلبت تدخلي السريع والحاسم،حكت لي معاناتها وقلق قلبها وأنها باتت لا تحتمل أكثر مما احتملت طيلة نهارات وليالي،عرضت علي دموعها وتوسلاتها،وجدت في حكايتها مغامرة متعبة لكنها ممتعة،تنافرت حواسي وسعرت رغباتي لأكن سندها في محنتها،اتخذت من غير مدارسة قراري،أن أقوم بنفسي زيارة ميدانية لفتاها العنيد،توق مباغت دفعني الجري وراء وميض غامض لمع في عيني المرأة،وميض محير وجاذب..!! *** ـ هل يعقل أن أجد شاباً مثلك يرتمي في حضن اليأس..؟ حدجني بنظرة ملؤها أجوبة متراكمة وسط طوفان أشياء تبحث عن مفازات ومسالك لتنفلت، وجدت في ابتسامته تكلفة واضحة مما أنار في ذهني ضوء أمتد عبر نفق من غير نهاية،شجعني أن أسرج من دون تمهل خيول الحرص وأندفع بعربة الأمل بلا دليل طبعاً،صوب هذه المتاهات،بحثاً عن جواهر غريبة ونادرة،شعّت متوهجة في ذاكرتي،جواهر مدفونة في أرض تنتظر منقب آثار،تسلحت برغبة المغامرة وحب مهنتي،على أمل إسعاف المرأة التي بكت وهيّجت مشاعري قبل يوم واحد من لقاءي بفتاها..!! رفع رأسه وتمتم: ـ من أتى بك..لا..لا..أنا لست أعاني من شيء..!! ـ ومن قال أنك في وضع غير ذلك.. ـ لم أتيت إذاً..؟ ـ أمك قلقة تريد أن تطمئن عليك..!! حدجني بعدوانية واضحة وظلّ فاتحاً عينيه دون أن ترمش جفنيه،كان يجب أن أتخذ قراراً سريعاً،كوني أقف أمام شخصٍٍ يائس،لم أبغِ إطالة تلك الجلسة الافتتاحية لمكاشفة وضعية زبوني،كنت بصدد التعرف عليه وإمكانية الوقوف على البيانات التمهيدية المؤدية إلى مشارف علته،قبل الخوض في مستنقع البحث عن تلك الخلايا الفاسدة لإستئصالها،تركته كما كان،جالساً على حافة جدول ماء يجري،تحت ظل شجرة توت،في باحة المنزل اعترضتني المرأة بادلتني الحوار،رغبت أن أعرف سبب معاناته والفواصل الزمنية لعلته إن كانت مزمنة أو طارئة،أوقات هذياناته وتفاصيل أخرى قد تساعدنا للوصول إلى برٍّ يوصلنا إلى خيط يفضي لقلب محنته،قالت أشياء كثيرة،منها ما هو نافع والكثير مما هي روتينيات مألوفة،بطبيعة الحال في مهنة الطب اكتشفت من خلال تجارب ومتابعة وقراءة،ليس كل كلام مهما كانت خصوصيته ودرجة علاقته بالمريض،يصلح لبناء جسرٍ يقود للمتاعب النفسية المتأزمة في جسد العليل،واعدتها أن أحاول من أجلها كفاحي لبيان علته وأعادته إلى وضعٍ يريحها..!! *** كان فتى خجولاً،في عينيه سعة آمال،يمتاز بهدوء يندر أن يتصف به شاب تحيط به دوامات الحروب والملذات،رغم تواجده وسط عالم كله بساتين وحقول،عالم لم يتلوث بالمدينية المتشرنقة،ماذا بوسعي أن أقول إذا كان هو وحيد امرأة ويتيم،فتحت له كما يجب ملفاً ودونت ما أردته من تفاصيل بسيطة قبل أن أكتشف رحلة حياة تداخلت فيها التراجيديا والكوميديا،حياة متشرنقة،ليس ثمة بصيص ضوء،أينما تحط قدمك،ظلام يتبعه ظلام،فكل شيء متوقع تحت مخالب ظروف تزحف متعرجة خلاف ما ينشده كل إنسان يرغب أن يؤدي ما عليه وينعم برغيد العيش،ولم يحصل ذلك إلاّ بعد غيبوبة باغتته،تم نقله إلى المستوصف الصحي،اتصلت بي مسؤولة المركز،الطبيبة المقيمة، (فيما بعد صارت زوجتي)رغبت أن تتطلع على بعض التفاصيل الأولية المدونة لدي في عيادتي الشخصية،بعدما عرفت من المرأة زيارتي له،ذهبت إليها وكلّي رغبة أن أنهي تلك المهمة بالسرعة الممكنة،بعد مناقشات بسيطة حول الإجراءات التي قامت بها،رغبت أن استطلع أحواله،رافقتني إلى ردهة الطوارئ،وجدناه يهذي،ذبول لم أتوقعه وصفرة تعصف بعينيه،وزبد أبيض يسيل من بين شفتيه..قلت : ـ وضعه لا يحتمل التهاون .. قالت: ـ أتوا به في الظهيرة،أشرفت بنفسي عليه،كان في وضعٍ أسوأ .. ـ راقبي حرارته..سأقف إلى جانبك..لدي بعض الالتزامات سأعود ثانية .. كان الغروب في أوله،ذهبت إلى منزلي وعند الثامنة مساء كنت في طريقي إلى المركز الصحي،في حقيقة الأمر،لم أحقق في ثلاثة مساءات متتالية ـ حين كنت أزوره ـ ما كنت أخطط له في ذهني،ظل يراوغ كلما أطرح عليه سؤالاً،كنت قد قررت أن أداهمه من باب القلب كونه حاضنة فايروس الحب،والحب هو الباب السرّي والمنفذ السحري لفك مغاليق كل صمت ونكوص وسأم لدى المراهقين،حمى وهذيان فوق العادة يستوطنان جسد شاب يعيش في بحبوحة ثراء،حالة تتطلب المزيد من اليقظة والحرص،شاب ـ حسب أقوال المرأة ـ لم يكن يعاني من متاعب صحيّة فيما سبق،لقد جاء المساء الرابع مخالفاً وصادماً ـ إن جاز التعبير ـ لما عزمت عليه وما أعددت من وسائل حديثة قد تسعفني في تحطيم القفل الرئيسي لأغواره،ففي عصر ذلك اليوم،كنت مشغولاً به وأنا أقود مركبتي بهدوء،عند الباب الرئيسي اندفع صوبي البوّاب وهو يضرب كفاً بكف..!! ـ دكتور..ساءت أحواله ونقلوه إلى المستوصف قبل ساعتين..!! *** استقبلتني المرأة في صالة الاستقبال،مسحت دموعها بمنديل أخرجته من حقيبتها..تلعثمت : ـ ألحقه..ألحقه..دكتور.. أشرت لها أن تهدأ،هزّت رأسها وعادت إلى مقعدها،قامت الطبيبة لحظت رأتني..قالت: ـ هدأ قليلاً وبات في وعي تام.. ـ هذا ما أريده..أرغب أن أختلي به لدقائق.. رافقتني إلى باب غرفته،ارتبك لحظة باغته،لمحته يجتهد لتبديد انفعالاته،جلست قربه،سحبت طبلة العلاج وألقيت نظرة متحايلة كوني كنت أبغي استراق اعتمالات وجهه..باغته: ـ قل لي بصراحة إلى أي درجة هي جميلة..!! هز رأسه وارتجفت أجفانه.. ـ ماماماااااااااااذا..!! ـ اعرف مدى خشيتك البوح بما تدفنه في صدرك،دعني أساعدك..أمّك تكاد أن تجن،قل أي شيء ولا تخف،أنا هنا كي أساعدك،لا تخف لن يتطلع على أسرارك غيري..!! صمت وظلّ واجماً كمن أخذ على حين غرة،ناولته كوباً كان مليئاً بالعصير،نظر إلي نظرة مرتبكة ورمشت جفناه لمرات،قبل أن يمتثل ويتناوله من يدي،رشف قليلاً قبل أن يضعه على الطاولة،سحب نفساً عميقاً وحرر آهة طويلة..تمتم: ـ ماذا تريد مني.. ـ أريد أن تفتح باب قلبك كي أرجعك إلى أمك،ألا تحبها..هي تحبك..!! في تلك اللحظة وجدته يرتجف ويكبت ألماً برق في عينيه،مسكت يديه،تشبث بي،ضغطت الجرس، جاءت الطبيبة،تم حقنه بمهدئ وتركناه يتراخى فوق سريره..!! *** في غرفتها..قالت : ـ علينا أن نقوم بشيء.. ـ علته في قلبه..تعرفين ما أقصد .. ـ هذا ما أظنه،صدمته عاطفية..أسرّت لي أمّه بعض الأمور الهامشية.. ـ هذا ما يدور بذهني،لحظة باغتّه بذلك ارتبك.. ـ ماذا تقول تحاليله.. ـ كل شيء نظيف بالنسبة لدمه.. ـ أريد بعض الأجوبة من أمّه وغداً سأكون هنا..!! *** قامّت أمه لحظة رأتني،أجلستها وجلست قبالتها.. ـ أريد أن أعرف..هل له علاقة بفتاة.. ـ ها..لا..لا..لا أعرف.. ـ أريد أن أساعدك..أبنك في وضع خطر.. ـ دكتور..كان يرفض الزواج.. ـ ألم تعرفي سبب رفضه.. ـ لا اعرف.. ـ سيموت إن لم تفعل شيئاً من أجله.. بكت وانهمكت بمسح دموعها،تركتها غارقة في نحيب مختنق ومضيت..!! *** في الساعة التاسعة والنصف ليلاً رنّ الهاتف.. ـ يبدو إن هناك ما يستدعيني أن أستنجد بك..(تهادى صوت الدكتورة مثل موسيقى هادئة إلى ذهني) ـ إن كان يستوجب التأجيل لنلتقي صباحاً،أو أرسل لكِ سيارة الإسعاف لنقله إلى مشفى البلدة.. ـ وضعه لا يحتمل التأجيل..أرجوك تعال بسرعة.. قالت أمي وهي تمازحني : ـ يبدو أنها تعلقت بك يا حضرة الدكتور.. ـ يا أمي..يا أمي.. ـ ألم تقل..جميلة.. ـ لا أحد يريد طبيبة في هذا الزمن.. ـ وأنت.. ـ كان حلم أبي رحمه الله.. ـ والآن.. ـ سنكمل حديثنا فيما بعد.. وصلت المستوصف،في تمام العاشرة والربع،وجدتها في لحظة هلع،تجلس في غرفتها.. ـ ما الذي حصل.. ـ شيء لا أجدني قادرة على التفوه به.. ـ لا تنسي يا دكتورة..مهنتنا لا تقبل الأسرار.. ـ أنه يعاني من شيء في(....)..!! ـ بإمكانك أن تكتبيه في الطبلة.. ـ ذلك ما فعلته.. ذهبت إليه،كان غارقاً في شخير وأنين،لحظة قرأت ما هو مدون،وجدت نفسي أمام معضلة،ما الذي يعني أنه يعاني من انتفاخ غير وارد في جهازه التناسلي،أنه لم يفرز إدراره منذ يوم كامل رغم تناوله كميات كبيرة من السوائل،عدت إليها،وجدتها مأخوذة،قرأت أوراق خجلها،ناولتني أوراق التحليلات والأشعة السينية،دنوت من النافذة ورفعت الأشعة كي أفك اللغز الغامض،ثمة شيء يقف بوضوح في المجرى البولي..!! ـ دكتورة..!! رفعت رأسها،في عينيها وجدت أمواج ذهول متلاطم..قالت بصوت خفيض : ـ أعرف ما تود قوله.. ـ لا سبيل آخر..تأخير العملية سيضر به أكثر.. ـ سنحرمه حياته القادمة،أنت تدرك ماذا يحصل،ومع أي جزء حيوي نتعامل.. ـ لست أبغي عملية جراحية بطبيعة الحال..دكتورة .. ـ ما الذي تعنيه.. ـ أنه يعاني من انسداد في المجرى..شيء غريب واضح لا أعرف كيف تسلل إلى هكذا مكان.. ـ لست أمانع من إخراج إدراره بواسطة أنبوب مطاطي.. ـ دكتورة..شيء واحد ينقذه..ليس بوسعي البوح به..سأكتبه لك وحين أغادر عليك دراسة الفكرة..!! *** في ذهني ظل سؤال واحد يدور،من الممكن أن تتدحرج حصى وبأحجام متفاوتة من المثانة لتقف في المجاري،شيء غير مستحيل العلاج،يمكن تفتيتها،في تلك الحالة،يحصل انتفاخ مؤقت تصاحبه آلام وفقدان شهية في تناول الطعام،ما أجبرني على متابعة الإجراءات،هو ما رأيته في أشعته السينية،مضافاً إليها رغبتي في تحقيق النجاح في كل عمل له صلة بتخصصي الباطني والوقوف مع محنة امرأة ألقت مرساة حياتها على عاتقي لإنقاذ وحيدها،في الصباح بعد ليلة مشحونة بالأرق والتفكير بما دونته للطبيبة،انطلقت إلى المزرعة، استقبلني البوّاب وطلبته أن يرافقني.. ـ دكتور كيف حاله.. ربتّ على كتفه..قلت : ـ سيعود عاجلاً.. غمره فرح مفاجئ..صاح : ـ الحمد لله.. ـ أريد زيارة منزله.. ـ السيدة هناك.. استقبلتني وهي متلهفة لخبرٍ يفرحها،وجدتها تنتحب.. ـ استعيني بالصبر،لا تقلقي،أنه على ما يرام،سيعود معافى.. دخلت المنزل،قصر لم أتخيله،حسدته على ملكه وحين انتبهت المرأة لدهشتي،شعرت أنها رصدت إعجابي ..قالت : ـ ترك زوجي كل هذا النعيم ورحل.. ـ أبوه.. ـ أبوه مات من قبل.. ـ قلت أنه رفض الزواج.. ـ نعم..رفض الاقتران بابنة عمه.. ـ يا أمي..أرغب أن أساعدك،أبنك حصل له شيء غير عادي..!! *** عدت إلى المنزل..قالت أمي : ـ ألم أقل هذه الدكتورة وضعتك في البال.. ـ ماذا تقولين..لا تمزحي يا أمي.. ـ اتصلت بك.. ـ حقاً.. ـ قالت حين يعود،ليتصل بي..!! قررت أن أذهب بنفسي،وجدتها مفعمة بالخجل،في عينيها توضيحات لما يعتمل في خلجانها المشمسة وعلى شفتيها يتراقص كغزال تحرر من آسره فرح خجول،تذكرت مجاملات أمي وشعرت أنني حقاً بدأت أهتم بالجوانب الأخرى فيها،تلك هي قواعد اللعبة العاطفية،حب ينضج خارج وعينا ويكتسح في لحظة حاسمة ليقلب كل شيء دون هوادة أو هوان،تساءلت إن كان حقاً يهوى الإنسان فتاة تقتحم عالمه فجأة،تساءلت أيضاً لم لم أشعر بهكذا شعور يوم جاءت إلى المشفى وهي تحمل أوراق تعينها قبل أشهر تحديداً،تتنامى هواجس وينفلت الخيال بحثاً عن وسائل تعين وتخمد الحمى،أدرك أن القدر يرسم مصائر الناس،هذا شيء مشاع،يعرفه كل كبير وصغير وربما هو تعبير غير منطقي في متناول كل لسان جراء العجز الذي يكبح الدوافع الذاتية للعقل،فحالات اليقظة غالباً ما تأتي في وقتٍ مباغت،تتعلق إلى حدٍ ما بالطبيعة الفيزيولوجية للبشر..!! *** لحظة حسم الموضوع،وجدت الدكتورة أكثر رغبة وحماسة في التعاون..قالت : ـ كيف السبيل لتطبيق الفكرة.. ـ لا بد من الاستعانة بواحدة.. ـ القضية تتطلب مهارة ودهاء.. ـ حقاً ما تقولين..قبل ذلك علينا كتمان القضية.. ـ أترك الأمر لي،المغامرة هي مفتاح كل نجاح،أنا في أول الطريق يجب أن أفلح..هذا ما فكرت به طوال الليل،مهمتي الآن هي أن أجتاز هذا الامتحان الذي لابد منه..!! ـ أشد على يديك..سأقف بجنبك..!! ***
#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزن الوسيم(رواية)9 القسم الأخير
-
الحزن الوسيم(رواية)8
-
الحزن الوسيم(رواية)7
-
الحزن الوسيم(رواية)6
-
الحزن الوسيم(رواية)5
-
الحزن الوسيم(رواية)4
-
الحزن الوسيم..(رواية)3
-
الحزن الوسيم..(رواية)2
-
الحزن الوسيم..(رواية)1
-
مزرعة الرؤوس(قصة قصيرة)
-
خمس حكايات
-
لعبة الموت..البرلماني الغيور(حكايتان)
-
الشرفة الواشية..قبلة أزلية(حكايتان)
-
لقاءان..الكرة الزجاجية رقم 301(حكايتان)
-
معاقل الذباب..مزرعة الضفادع(حكايتان)
-
حجة الغائب..المهرج الأمبراطور)قصتان
-
في بلاد الأمبراطور..الموسوعة الأمبراطورية(قصتان)
-
خطبة حذاء..ية
-
في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)
-
الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)
المزيد.....
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|