|
في ذكرى يوم الأرض ....تضيع الأرض ....!!
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2601 - 2009 / 3 / 30 - 06:14
المحور:
القضية الفلسطينية
تأتي الذكرى الثالثة والثلاثون ليوم الأرض الخالد،تلك الذكرى التي هبت فيها جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل- مناطق 48 – للدفاع عن أرضها ووجودها في وجه الأطماع الإسرائيلية التي تستهدف وجودهم وأرضهم،ولكي تثبت تلك الجماهير التي عمدت ذلك اليوم بالدماء والتضحيات أنها مهما استخدم المحتلون من وسائل وأساليب لطردهم وتهجيرهم واقتلاعهم من أرضهم،فهي لن تفلح أبداً بذلك،فهناك شعب يمتلك الإرادة والتصميم للبقاء ولن يتشرد ثانية في منافي اللجوء والشتات. همّ شعبنا واحد،ومصير شعبنا واحد وان اختلفت الأولويات والاستهداف واحد أيضاً،فبالقدر التي تستهدف فيه يافا وحيفا واللد وأم الفحم،بالقدر التي تستهدف فيه القدس ونابلس والخليل وسلوان وغيرها،فهذا عدو يبني وجوده ومشروعه على استباحة ومصادرة أرض الغير ونفي وجوده،ولكن هذا الشعب منغرس في أرض ومصمم على الدفاع عنها،فهو جذوره ضاربة وممتدة عميقاً في هذه الأرض وتمتد إلى ألاف السنين،ولن تجدي معه نفعاً مقولات " شعب بلا أرض وأرض بلا شعب"،وسيبقى يدق ويقلق مضاجع الإسرائيليين في منامهم وأحلامهم وكوابيسهم.. هذا الشعب فشلت كل الوسائل والأساليب لتطويعه وطرده وتهجيره،ويثبت كل يوم بأنه يجترح المعجزات في الصمود والبقاء،هذا الصمود والتشبث بالبقاء،دفع كل صناع القرار الإسرائيلي للبحث عن كل الخطط والبرامج المشروعة وغير المشروعة،ليس التي تحد فقط من الوجود العربي الفلسطيني في مناطق 48،بل ممكنات الطرد والتهجير القسري،حيث نشهد مؤخراً وفي ظل تجذر وتعمق العنصرية والفاشية في المجتمع الإسرائيلي،قيام المستوطنين بحملات من العربدة والزعرنة المنظمة تجاه الوجود الفلسطيني هناك،والجميع يذكر تلك العربدة في شوارع وأزقة مدينة عكا،ومحاولات المستوطنين مؤخراً للعربدة والزعرنة في مدينة أم الفحم،تلك الزعرنات والعربدات التي تصدت لها جماهير شعبنا الفلسطيني،مثبتة وملقنة إياها الدروس بأن أم الفحم عصية على الكسر،وعجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء،ولن ترهب أو تخاف جماهير شعبنا ويتركوا أرضهم لقمة صائغة لأوباش المستوطنين.. في الوقت الذي يزداد فيه الاحتلال تغولاً وتوحشاً،ويشن فيه حملة وحرباً شاملتين ومفتوحتين على شعبنا الفلسطيني،فإن شعبنا الفلسطيني في نفس الوقت يضرب أروع الأمثلة في الصمود والتضحية والتشبث بالبقاء،صمود تجسد بشكل لافت للنظر في الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة واستخدمت فيها كل أشكال وأنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً،وجدنا أن قيادات هذا الشعب وفي ظل اشتداد الهجمة عليه،تقتل على وهم سلطة مجردة من الصلاحيات ولا تمتلك أدنى مقومات السيطرة،بل وتمعن في تجاوز كل ما كنا نعتبره خطوط حمراء لا يجرؤ أي فلسطيني على تجاوزها،هذه الهجمة التي تتكثف وتتصاعد بفعل حالة الانقسام والانفصال الفلسطيني،حيث هذه الحالة هي التي تشجع الاحتلال الإسرائيلي وتفتح شهيته على المزيد من التوسع والاستيطان،وإخراج مشاريع التهجير والتطهير العرقي إلى حيز الوجود والتنفيذ،فها هي القدس تشن عليها حملة شاملة ومفتوحة،ولم تعد مسائل الترحيل والطرد وهدم البيوت فردية،بل أصبحت جماعية وتطال أحياء بأكملها،فمن حي البستان في سلوان والذي وجهت فيه إخطارات لهدم أكثر من 88 بيت فلسطيني يسكنها أكثر من 1500 شخص،إلى حي رأس خميس في شعفاط وإخطارات بهدم 55 بيت فلسطيني،الى الطور وبيت حنينا وشعفاط والمكبر وصورباهر وأم طوبا وعشرات أوامر الهدم،والشروع في إقامة أحياء استيطانية جديدة في الشيخ جراح وسلوان وغيرها،واستكمال إجراءات عزل وفصل مدينة القدس جغرافياً وديمغرافياً عن محيطها الفلسطيني،حيث صودر أكثر من 30 دونم من أراضي شعفاط من أجل توسيع الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط وبلدة عناتا،ومصادرة أكثر من 3500 دونم في المنطقة المسماة E1الواقعة إلى الشرق من بلدتي أبو ديس والعيزرية من أجل إقامة مدينة استيطانية عليها،وبما يحكم إغلاق القدس وإحاطتها إحاطة السوار بالمعصم بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري،وبما يفصل شمال الضفة عن جنوبها ويلغي أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والوجود. في ظل تشكل حكومة يمينية مغرقة في التطرف والعنصرية في إسرائيل وتسييد وجنوح المجتمع الإسرائيلي نحو المزيد من العنصرية والكره والحقد لكل ما هو عربي وفلسطيني،فالمتوقع لهذه الهجمة الاستيطانية أن تتصاعد وتتكثف،وخصوصاً أن الاستيطان في الضفة الغربية منذ ما يسمى بمؤتمر أنابولس للسلام وحتى اللحظة الراهنة زاد بنسبة 173%،ويجري التخطيط من أجل إقامة 73000 وحدة سكنية للمستوطنين في الضفة الغربية،من أجل تغير الطابع الديمغرافي فيها،أي زيادة نسبة المستوطنين فيها عن عدد السكان العرب الفلسطينيين. وكل هذه المخططات تثبت أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بمختلف تلاوينها وتسمياتها،إن اختلفت في التفاصيل والجزئيات والهوامش والنبرة واللغة،فهي متفقة في الاستراتيجي،وهو مواصلة الاستيطان والأسرلة والتهويد،بينما نحن نتلهى في مفاوضات عبثية عقيمة،أصبحت تستغل كغطاء لمواصلة إسرائيل لممارساتها وإجراءاتها القمعية والاذلالية بحق شعبنا الفلسطيني. اذاً في ذكرى يوم الأرض الخالد،والذي تستباح فيه الأرض الفلسطينية،ويجري نهبها ومصادرتها والاستيلاء عليها من قبل الحكومة الإسرائيلية ومستوطنيها،فلا بد من خطط وبرامج وآليات تنفيذية تمكن من الدفاع عن هذه الأراضي وحمايتها،واستخدام وسائل المقاومة بكل أشكالها وتسمياتها بدءاً من وقف المفاوضات العبثية وربط استئنافها بالتوقف الكلي للاستيطان في الضفة والقدس بكل أشكاله ومسمياته،والنضالات الشعبية والجماهيرية كما هو الحال في مقاومة جدار الفصل العنصري،حيث بلعين ونعلين والمعصرة وأم سلمة وجيوس ضربت أروع الأمثلة في هذه المقاومة الشعبية،والتي يجب أن تتطور وتتوسع وتمتد لتشمل كل قرى ومدن فلسطين،فما عاد الشجب والاستنكار والبيان من الوسائل الفعالة في ردع ووقف غول الاستيطان،هذا الغول الذي يبتلع كل شيء له علاقة بالوطن،لا الاستجداء بالمفاوضات يوقفه ولا الاستجداء على أبواب هيئة الأمم والبيت الأبيض وعواصم أوروبا الغربية،وكذلك ليس بالخطب العصماء والشعارات الرنانة "والهوبرات" الاعلامية والتصوير أمام الكاميرات وفي الفضائيات بل ما يوقفه هو وحدتنا وانهاء انقسامنا ونضال جاد وحقيقي،وخطوة عملية في هذا الجانب أفضل من مليون شعار.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قطر لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير ...
-
في حضرة المناضل الكبير بسام الشكعة ...
-
الشروط الأمريكية- الاسرائيلية حاضرة على طاولة الحوار الوطني
...
-
الأسرى الفلسطينيون تصعيد ومس خطير بالحقوق ...
-
نحو مؤتمر شعبي لمواجهة سياسة هدم المنازل في القدس ...
-
أين شروط الرباعية من تشكيلة الحكومة الاسرائيلية ..؟؟
-
هل يتفق ملوك الطوائف في القاهرة ...؟؟
-
في يوم المرأة العالمي / المرأة الفلسطينية والعربية أمية،قمع،
...
-
الأولوية لنيل الحقوق وليس لحقائب الفلوس ...
-
رقم 335 ...
-
عن الأسرى ...وعن الحوار الوطني وحكومة الوفاق الوطني ..
-
القدس أسرلة وتهويد مستمرين ....
-
التعليم في القدس العربية مجدداً .....
-
حسام خضر جرأة غير مسبوقة ووضع لليد على الجرح ...
-
التهدئة وشاليط ...
-
ماذا بعد الانتخابات الاسرائيلية ...؟؟؟
-
الأسرى الفلسطينون وصفقة التبادل ...
-
عشية الانتخابات الاسرائيلية ...
-
منظمة التحرير الفلسطينية من التهميش والتجويف الى الانكار وال
...
-
أردوغان مرة أخرى ..
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|