|
أعتذار للشعب السودانى الشقيق
مايكل نبيل سند
الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 05:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
من حوالى سنة ، كنت بزور مدونة " كشف القناع " بتاعة المدون السودانى الشهير " عماد الدين الدباغ " ... كانت ساعتها الذكرة السنوية الأولى لمذبحة السودانيين ، اللى قام بيها كلاب الأمن المركزى المصرى بأوامر من قائد المماليك حبيب العادلى ... طبعا هو كان متضايق جدا ، و كان كاتب نوت سخنة فى حق الأمن المصرى ، و طبعا الكلام طرطش على مصر و على المصريين بدون قصد منة ، و طالب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر ، و طرد المصريين العاملين بالسودان ، و حاجات شبيهة بكدة يومها أنا حسيت بأحراج شديد جدا ... أنا كنت مقدر لشعورة ... أنا نفسى بقول نفس الكلام لما حد مصرى بيتظلم فى الخليج او فى اى دولة قمعية ... فعلا مكنش فية اى مبرر يسمح لبلطجية الأمن المركزى أنهم يقتلوا و يضربوا لاجئين سودانيين ، هربانين من سعير نار البشير ، و طالبين اللجوء لمصر وطنهم التانى ، حسب حق اللجوء السياسى اللى بينص علية الدستور المصرى ... لكن واضح أن نظام مبارك ، كان مصر أن مفيش سودانى يقدر يهرب من تحت سيف البشير ساعتها أعتذرتلة ، و أعتذرت لكل الشعب السودانى ، بأعتبارى مصرى تأذى أنسانيا من الحادثة ، و مقدر تماما للألم و الإهانة اللى سببتها الحادثة دى لأخواتنا السودانيين ... و عماد الدين ساعتها رد عليا رد شيك ، و قدر مشاعرى ، و أتفقنا على أن جرايم النظام المصرى لا يحاسب عليها الشعب المصرى
و لكن يبدو أن نظام مبارك مش قادر يستحمل أن المصرى يبقى رافع راسة قدام أى مواطن على مستوى العالم ، و فى أصرار متكرر على تجاهل الدماء المسفوكة فى السودان بأستمرار من ساعة ما البشير قام بأنقلابة المدعوم من عسكر مبارك ... و حرص على أنة يصدمنا صدمة تانية توسخ صورة مصر و المصريين قدام العالم كلة يوم الأربعاء الماضى أستقبل مبارك ، فى القاهرة ، زعيم العصابة السودانى ، محمد عمر البشير ، مجرم الحرب ، و المسئول مسئولية مباشرة عن الأبادة الجماعية لعشرات الألوف من أهالى دارفور المسلمين ، بالأضافة لأغتصاب حوالى 200 ألف فتاة و سيدة ، و تهجير 2 مليون مواطن دارفورى ، و اللى مطلوب القبض علية طبقا لقرار من المحكمة الجنائية الدولية ... و اللى يزيد الخبر دة مرارة ، أن مصر كانت تانى دولة تستقبل البشير من ساعة ما القرار صدر .. و الدولة الأولى كانت أريتريا ، اللى بيحكمها أسائيس أفورقى ، الدكتاتور اللى بيسحق بعسكرة حوالى 3 مليون أريترى ، بدون أى نوع من الحريات أو حتى دولة قانون
يمكن الواحد بيستحمل جرايم نظام مبارك و بيصبر شوية ، على أساس أننا كلنا مصريين و أنها مشاكل داخلية ، و لما بنطلع برا مصر العالم كلة بيحترمنا علشان تاريخنا المحترم و علشان أنسانيتنا البسيطة ... لكن نظام مبارك مصر أنة مايسيبناش نرفع وشنا فى وش أى حد على مستوى العالم ... دلوقتى أحنا بقينا فى نظر العالم كلة ، الشعب الأرهابى اللى بيساند مجرم الحرب عمر البشير ... مش عارف الواحد يودى وشة من السودانيين فين ؟ الواحد يودى وشة من العالم الحر فين ؟؟ ... يا شماتة عصابة مبارك فينا !!
فى النهاية ، أنا لا أملك ألا أنى أعتذر لكل صديق سودانى عن الجريمة اللى عملتها العصابة اللى بتحكم بلدى ، لما أستقبلت زعيم العصابة اللى بتحكم السودان ... بعتذر على توفير مناخ الحرية لمجرم زى البشير ، فى الوقت اللى هو فية مايستحقش الحياة ، بعد ما سلبها من آلاف البشر الأبرياء ... بعتذر و أنا شاعر أن بلدى و كرامتى كمصرى أهينوا لما مبارك تواطئ و مد إيدة للسلام على البشير
عمرنا كليبراليين ما كنا بنبص للسودان على أنها دولة أجنبية ، و حتى حكومات الوفد الليبرالية قبل الأنقلاب ، كانت كلها بتطلع من ميزانية الدولة المصرية معونة تديها للسودان لصالح التطوير ... الجيش السودانى لما أتبنى فى بداية القرن العشرين ، أتبنى بأشراف و دعم من الجيش المصرى ، و كانت مصر من أكبر المدافعين عن تحرر السودان من الأستعمار البريطانى ... طول عمرنا كليبراليين بنعتبر المصريين و السودانيين شعب واحد زى ما كان زمان دولة واحدة أسمها مملكة وادى النيل ( مصر و السودان ) مش معنى كلامى دة أنى بنكر أستقلال السودان و سيادتة على أراضية ، لكنى مقدرش أنكر الترابط التاريخى و الأنسانى بين الشعبين ، و يكفى أنى بلاد النوبة ( بلاد الدهب ) تلتها موجود داخل الأراضى المصرية ، و التلتين الباقيين تابعين للسودان لحد دلوقتى ... وحدة الشعب المصرى و الشعب السودانى وحدة تاريخية مالهاش أى علاقة بأكاذيب القومية العربية اللى داست بأقدام و جنازير العسكر على أخواتنا الأفارقة فى جنوب و غرب السودان
بكرر أعتذارى للأخوة السودانيين ، و بقولهم أنى كان أمنيتى الوحيدة أنى أعرف معاد زيارة البشير لمصر قبلها بفترة كافية ، كان ممكن ساعتها أقدر أعمل تجمع من المعارضين المصريين ، و كنا حاولنا نمنع الزيارة دى بأى طريقة ، أو على الأقل كنا زفيناة زفة محترمة ، و عرفناة أن شعب مصر مش راضى عن جرايمة فى حق أخواتنا السودانيين ، و أن زيارتة لمصر وسخت مصر
أيها البشير ... بلدنا لا تتشرف بزيارتك ... من فضلك ، لا تعود إلينا مرة أخرى
http://ra-shere.blogspot.com/2009/03/blog-post_27.html
#مايكل_نبيل_سند (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظام الأسرة الأجتماعى
-
الأمن بيهددنى من خلال والدى
-
مغامرة مع حرس جامعة أسيوط - حرس الجامعة يصادر كارنيهى
-
الأفراج عن أيمن نور لا يكفى
-
مين اللى قال ان حزب التنمية و العدالة أسلامى ؟
-
و ماذا أيضا تعرف شركات المحمول عنا ؟
-
نفسى فى أية فى 2009 ؟
-
و أهلى أرهابيون أيضا
-
آخر يوم فى حياة صابر
-
أوقفوا أهانة المسلمين فى الكنائس
-
بكام ؟؟
-
ثقافة القبيلة
-
لأن الحياة مرّة
-
الدين أفيون الضمير
-
خائف من الحب
-
تقدر تساعد المدونين أزاى ؟
-
موقف محرج - من بريد القراء
-
على وشك الأنفجار
-
أمجاد يا ليبراليين أمجاد
-
مش كفاية أزدواجية بقى ؟
المزيد.....
-
-الشامي- يغني شارة مسلسل -تحت سابع أرض- في رمضان
-
وزير داخلية فرنسا يحذر من -تسونامي الكوكايين-
-
الجيش السوداني يهاجم القصر الجمهوري لحسم معركة السيطرة على ا
...
-
ليبيا تقتاد مهاجرين إلى سجونها وتحذيرات من كارثة قرب مالطا
-
كتاب عبري يكشف ممارسات الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة
-
مصراتة الليبية تستعد لإطلاق سفينة إغاثية ثانية إلى قطاع غزة
...
-
إسرائيل.. كاتس يجري مشاورات أمنية حول خيارات تهجير سكان قطاع
...
-
وزير الكهرباء السوري يبحث مع وفد إماراتي مشاريع توليد الكهرب
...
-
السفير الروسي لدى هلسنكي: السلطات الفنلندية تحث مواطنيها على
...
-
مصر.. حبس راقصة متهمة بالتحريض على الفسق من خلال فيديوهاتها
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|