أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كليبي - معاهدة كامب ديفيد ... ثمن السلام














المزيد.....

معاهدة كامب ديفيد ... ثمن السلام


محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 05:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر هذه الايام الذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين اسرائيل ومصر , التي أبرمت في 26 مارس عام 1979 في منتجع كامب ديفيد في الولايات المتحدة الاميركية , وبرعاية الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر . حيث وقع المعاهدة الزعيمان الخالدان , مناحيم بيغن رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق ومحمد أنور السادات الرئيس المصري السابق ( السابق وليس الأسبق لأن حسني مبارك يحكم مصر منذ حوالي ثلاثون عاما , أي بعد الاغتيال الارهابي الاسلاموي للرئيس السادات . بينما تعاقب على الزعامة في اسرائيل سبعة زعماء في عشر حكومات بعد بيغن !!! ) .
وهي المعاهدة التي تم بموجبها تخلي اسرائيل عن شبه جزيرة سيناء - التي كانت قد استعادتها عام 1967 - للمصريين , مقابل السلام بين البلدين وانهاء حالة الحرب والعداء بين الشعبين الجارين , ووفقا لشروط عسكرية وأمنية توجب عدم نشر قوات عسكرية وأمنية مصرية في سيناء الا وفقا لتفاهمات بين الجانبيت المصري والاسرائيلي , وبما يحفظ لاسرائيل أمنها وسلامتها .
وهو المأخذ الذي يدعي بعض المصريين والعروبيين من أصحاب النعرات العنصرية المعادية للشعب الاسرائيلي , أن ذلك الوضع الذي ترتب عن معاهدة السلام الاسرائيلية المصرية (( ينقص من السيادة المصرية على جزء من ترابها الوطني !! ) ناسيين ومتناسيين , غافلين ومتغافلين , أن ذلك الوضع الاستثنائي , وأن تلك الحالة الاستثنائية , هي ثمن السلام . وهي حالة تهون , ووضع يهون , مقابل السلام , لمن يعرف منى السلام .
فموقع دولة اسرائيل الجغرافي , والذي يجعل منها بلدا محاطا ببحر من العرب , يستدعي ويستلزم ويستوجب على قادتها وزعاماتها العمل بكل الوسائل المتاحة والممكنة لحفظ أمنها وسلامتها , ومن ذلك فرض وجود مساحات جغرافية فاصلة بين اسرائيل وجيرانها العرب , خالية من السلاح . وهو أقل ما يمكن أن يؤمنه الجيران العرب لدولة وشعب اسرائيل مقابل السلام والاستقرار في المنطقة , ومقابل العيش المشترك بين الشعب العبري وجيرانه الشعوب العربية .
وهذا الشرط الأمني هو ما يتوجب على القيادة السورية ادراكه واستيعابه جيدا كثمن مستقبلي لتنازل اسرائيل عن مرتفعات الجولان - التي كانت قد استعادتها عام 1967 - للسوريين , وتحقيق السلام بين الجانبين . فلا يمكن ولا يتصور أن تتنازل اسرائيل عن تلك المرتفعات الاستراتيجية الهامة دون الاتفاق مع السوريين على ترتيبات عسكرية وأمنية في الجولان تحقق لاسرائيل الأمن الذي تريده , ويمنع عنها التهديد المباشر من تلك المرتفعات .
وهو ما يتعين على الفلسطينيين أيضا ادراكه واستيعابه , والقبول بأن تكون دولتهم المرتقبة , دولة منزوعة السلاح .

ومن الملاحظ أنه , وبعد مرور ( 30 ) عاما على اتفاقية السلام الاسرائيلية المصرية , فلا يزال أغلب الشعب المصري - رغم العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية ... الرسمية بين البلدين - يرفض فكرة التطبيع مع الشعب الاسرائيلي , في حقيقة تشير الى رفض المصريين لمبدأ السلام بين البلدين والشعبين , وهي حقيقة بدورها تشير الى سيادة ثقافة الحقد والكراهية المصرية والعربية والاسلامية عموما تجاه الشعب الاسرائيلي - الذي يمد يد السلام - وحقه الطبيعي في الوجود على جزء من أرضه التاريخية . فعلى الرغم من المحاولات المستمرة من قبل الحكومتين الاسرائيلية والمصرية للتطبيع بين الشعبين الجارين , فان المصريين مصرون على الرفض , وبغباء يحسدون عليه , ذلك الغباء المستحكم في العقلية العربية عموما , فالعقل العربي عقل متحجر متزمت متصلب متعجرف ... يصعب عليه تقبّل التغيّر والتحوّل , وهو سبب تأخره وتخلفه وانحطاطه على مر العصور .

ومع ذلك فان معاهدة كامب ديفيد تظل انجازا تاريخا عظيما يحسب للقيادتين في البلدين , وتستحق أن تكون مثالا يحتذى لبقية الجيران العرب لدولة اسرائيل , لتحقيق السلام الدائم في المنطقة .

http://www.unlimitedworld.org/index.php?option=com_content&task=view&id=3838&Itemid=9999





#محمد_كليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازدواجية السورية في التعامل مع الجماعات الاسلاموية
- الديمقراطية الاسرائيلية والدكتاتورية العربية ( سوريا انموذجا ...
- عين على الديمقراطية
- ايران الفضائية .. الدور الروسي
- أردوغان ومعاداة السامية
- خيار الدولتين الفلسطينيتين
- عندما يصبح الارهاب وسيلة للهجرة الى الغرب !!!
- الانتصار الكارثي !!!
- بوش - أوباما : اللحظة الحضارية
- الكرة في ملعب حماس
- مسرحية غزّة
- حماسيات
- المرحلة الحاسمة
- السيناريو الايراني في غزّة
- معبر رفح .. والعقلية القبلية
- السفارة في العمارة !!!
- حظر التكنولوجيا النووية عن الانظمة المشبوهة : سوريا انموذجا
- الضفة والقطاع ... رسالة السلام وصواريخ القسّام
- ثمن الجولان
- اليمن : ظاهرة اختطاف الاجانب


المزيد.....




- -حماس- تُعلن رسميا مقتل يحيى السنوار: ننعى قائد معركة -طوفان ...
- أفراد من القوات الأوكرانية يفرون من منطقة كورسك تحت ضربات ال ...
- شيرين عبدالوهاب تحسم جدل لقب -صوت مصر- بعد مقارنتها بأنغام
- أول تعليق من حماس على مقتل السنوار
- كيف يؤثر انقطاع الطمث على دماغ المرأة؟
- غداة اعترافه بمقتل 5 جنود بمعارك مع حزب الله.. الجيش الإسرائ ...
- حماس تنعى رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار
- منفذا عملية البحر الميت.. من هما وما هي وصيتهما؟ (فيديوهات) ...
- المشاركون في اجتماع صيغة -3+3- يدعون إلى وقف التصعيد في الشر ...
- البرلمان الإيراني يفند تصريحات رئيسه التي أثارت غضب لبنان


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كليبي - معاهدة كامب ديفيد ... ثمن السلام