أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعدون محسن ضمد - اسمه الوحي














المزيد.....


اسمه الوحي


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 04:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنت احسب أن العلم، بأدلته المستندة على التجربة أو على الملاحظة المباشرة، غير قادر على الانسجام مع الخرافة داخل عقل واحد. فهما ضدان، ووجود أحدهما كفيل بسحب البساط من تحت الآخر كنت أعتقد ذلك إلى أن شاهدت، وبالمصادفة، برنامجاً على فضائية الـ(MBC1) يقدمه شاب يبدو عليه، من هيأته، أنه سلفي...
ما جعلني اتابع البرنامج رغم مظهر مقدمه هو موضوعه، الذي تعلق بالفلك. وفعلاً كان العرض مفيداً، لأنه استخدم آلية ممتعة. فقد بدأ ـ وهو بصدد الكشف عن سعة حجم الكون ـ بمشهد يجتمع فيه بعض الناس في مدينة البندقية، ورسم حول هذا المشهد دائرة، قال بأنها تمثل مساحة ما، ثم ضاعف حجم هذه المساحة ورسم دائرة أخرى، فبدت داخل هذه الدائرة الجديدة مدينة البندقية كاملة، وكرر العملية.. وأخذت كل دائرة جديدة تشتمل على مساحة أكبر من الأرض.. وهكذا إلى أن شملت الدائرة هذه المرة الأرض برمتها، ما جعل المدن والدول تختفي. ثم المجموعة الشمسية كلها ما حول الأرض لنقطة باهتة من الضوء. ثم استمرت العملية إلى أن شملت الدائرة مجرة درب التبّانة، وعندها لم يعد ممكن لا رؤية الأرض ولا كل المجموعة الشمسية، ثم شملت الدائرة العنقود المجري الذي تنتمي له مجرتنا، وعندها صارت المجرة وبما تشتمل عليه من ملايين الملايين من النجوم عبارة عن نقطة ضوء تافهة جداً. وبين كل دائرة ودائرة، كان مقدم البرنامج يغتنم الفرصة ليقف مع مشاهديه بلحظة تأمل تكشف لهم حقارة حجم الإنسان بالنسبة لحجم الكون الهائل.
إلى هذه اللحظة كانت العملية ممتعة وعلمية وذات فائدة كبيرة. لكن كانت المفاجأة كبيرة عندما انقلب مقدم البرنامج من كونه داعية علم إلى كونه داعية خرافة، وذلك عندما حول، وبخفة مهرج، هذا الكون العظيم إلى حلقة (=خاتم)، ورماها داخل كرسي الرب. هكذا وبصورة مفاجئة، ثم فسَّر الكرسي بأنه (المسطبة) التي يضع عليها الرب قدمه عندما يريد أن يجلس على عرشه...
يا إلهي.. (قلت لنفسي)، إذن العلم لا يستطيع أن يفعل للخرافة شيئاً وهو يجاورها داخل عقلٍ سلفي أكثر من أن يقبع عند قدميها صاغراً ومهاناً. هذه الحادثة ذكرتني بحقيقة أقرَّها حسن حنفي في أحد كتبه، عندما اعتبر الوحي بمثابة سقف يحجز أفكار المسلمين داخل مستوى (متدن) من الوعي لا يستطيعون تجاوزه، وبالتالي فمهما عرف هؤلاء المحجوزون تحت هذا السقف من معارف علمية فأنهم سيكونون مضطرين لسحبها إلى تحت وتحويلها إلى خرافة، بالأحرى إلى ظلمة لا يريدون مغادرتها. ظلمة الكون الذي يضعه ربه تحت قدميه...
لم تستطع عقلية الإنسان القديم أن تتخيل رباً بلا عرش يجلس عليه، وإلا جلس على التراب!! ولم تستطع أن تتخيل كوناً يكبر على هذا العرش، فكان أن طلعت بخرافة الرب الذي يجلس على عرشه واضعاً قدمه على كرسي كبير، وهناك، أي تحت قدم الرب، بحسب الخرافة التي يقدمها (العلم السلفي)، يختفي كون هائل نعيش نحن داخل كرة صغيرة سابحة بفضائه...
تُستخدم الفضائيات، عادة، والتي هي نتاج مباشر للعلم، لنصرته على الخرافة، لكن الذي يحدث عندنا هو العكس، والسبب أننا ما نزال محتجزين، وربما دون أن نشعر أو نريد، داخل سقف هائل من الخرافات.. نسميه (تراثاً) ونعتبره مقدساً، مع أن له اسماً آخر أكثر حساسية، يجب أن نقف عنده ونحاكمه طويلاً، وطويلاً جداً





#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخائفون، ممن؟
- من لي برأس هذا الفتى الصخّاب*؟
- كذبة الحرية
- خطاب الصناديق السياسي
- وداعا للخراتيت
- اعتدالنا
- حدُّ الأطفال
- ثالث الثلاثة
- عصابات المسؤولين
- قف للمعلم
- أنت الخصم
- رسالة إلى هتلر
- ريثما يموت الببَّغاء
- الإنسان الناقص
- نبوئة لن تتحقق
- اغتيال مدينة
- كنت ثوريا
- التثوير الديني
- يقين الأحمق
- كلام المفجوع لا يعول عليه يا صائب


المزيد.....




- أمريكا تصادر طائرة ثانية لرئيس فنزويلا.. ومسؤول: كنز من المع ...
- آيسلندا: مكتب الأرصاد الجوية يصدر تحذيرا بالطقس الأحمر بسبب ...
- روسيا لترامب.. حل نزاع أوكرانيا بالأفعال
- لبنان.. غارات إسرائيلية ليلية عنيفة تستهدف البقاع وإقليم الت ...
- كوريا الجنوبية تطور مدمرات بحرية لجيشها
- متصفح Firefox الجديد يحصل على ميزات الذكاء الاصطناعي
- أسوشيتد برس: مصر أبلغت واشنطن أن اتفاقية السلام مع إسرائيل ف ...
- تبادل للأسرى بين إدارة العمليات العسكرية السورية وعشائر لبنا ...
- صحف عالمية: خطة ترامب لغزة طوق نجاة لنتنياهو وتشتت مسار الأح ...
- أزمة الإيواء بغزة تتفاقم مع تنصل إسرائيل من تنفيذ البروتوكول ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعدون محسن ضمد - اسمه الوحي