أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - تحية للصدق الذي اتخذ من الوطنية منهجا














المزيد.....


تحية للصدق الذي اتخذ من الوطنية منهجا


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ت
قبل سقوط نظام صدام بفترة طويلة اتهم رئيس المؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي بالعمالة لامريكا , و حملت شخصيته مالاتستطيع مخابرات دول من القيام به , وذلك عندما جعلوا منه المسؤول الاول عن ايهام المخابرات الامريكية بأمتلاك صدام للاسلحة المحرمة دولياً , وهندسة تكامل الرؤيا الامريكية بضرورة اسقاط هذا النظام . ولااحد ينكر ان الكثير من زعماء المعارضة العراقية ايام صدام كانوا يلهثون وراء الادارة الامريكية بعد ان عرفوا توجهاتها لاسقاط النظام ومنذ تحرير الكويت عام 1991 , وتأجلت لاسباب يعرفها الجميع : وهو الخوف من نجاح الانتفاضة التي افتقدت للقيادة الوطنية الموحدة , وما سيتركه هذا النجاح من فراغ امني يؤدي الى سقوط العراق في الحضن الايراني . ولعل ابرز هذه الزعامات هو الدكتور الجلبي والدكتور اياد علاوي والقيادات الكوردية التي بنت ادارتيهما في ظل الحماية الامريكية والانكَليزية لكردستان .

الدكتور احمد الجلبي يمتلك امكانيات ورؤيا تتفوق على اغلب الزعامات العراقية في توجهاتها السياسية , وكلنا رأيناه كيف كان يعمل بحمية مع الامريكان وبالذات قبل سقوط النظام , حيث حصل على حصة الاسد من الثمانية وتسعين مليون دولار التي خصصتها الادارة الامريكية في وقتها لمساعدة بعض الفصائل العراقية المعارضة . والاهتمام الذي حصل عليه هو والدكتور علاوي من قبل الادارة الامريكية اثار حسد الكثير من رؤساء الدول وبالذات العرب منهم . ورغم كل الدفئ , والتقلب على اسرّة ووسائد وزارة الدفاع والبيت الابيض, الا ان ذلك لم يمنعه من المجاهرة بأن : " الامريكيون خلقوا ثقافة النهب المبرمج في العراق " , المنشور في موقع " صوت العراق " يوم 20090321 .

الوطنية لاتقاس بالاقوال كما يزايد بها الكثير من زعامات الاحزاب العراقية , ولو تيسر لكل واحد منهم تاريخ يوازي تاريخ الدكتور احمد الجلبي لطالب بامتلاك العراق في الطابو - رغم خسارته في الانتخابات وعدم تمكنه من الحصول على صوت برلماني واحد - . ومنذ ان كان مديراً لبنك البترا في الاردن حيث عمل على استدانة اموال البنك لوضعها في بورصة العمل الوطني العراقي للاسراع بالاجهاز على نظام صدام , ثم اعادة هذه الاموال بعد استلام السلطة . الا ان النظام الاردني وما له من علاقة مع نظام صدام اتهم الدكتور الجلبي بالسرقة , وكانت مصالح الاردن اقوى من اي دليل يثبت نيةالبراءة . وتمكن بأعجوبة الخلاص من عقوبة السجن التي لاتزال تلاحقه لحد الآن . فمن من زعماء المعارضة تحمل كل هذا التشويه والجور في سبيل حرية العراق؟!

لااحد ينكر عليه وهو العلماني ان يطرح نفسه كزعيم طائفي شيعي بعد ان وجد موجات المد الشيعي تكاد ان تغطي ساحة الوسط والجنوب , وطرح مفهوم البيت الشيعي , وسارع لزيارة طهران عدة مرات رغم ادراكه بطائفية النظام الايراني وحقده على العراقيين , وقد اتهمه البعض من القيادات العسكرية والضباط الطيارين من الجيش السابق بأنه سلم اسمائهم الى ايران التي اخذت بأغتيالهم بواسطة مليشيات التنظيمات الشيعية التي رعتها ايران . والمعروف عن الدكتور الجلبي انه فعلاً استولى على هذه القوائم وغيرها من مقرات الامن العام والمخابرات , ونشر البعض من هذه الوثائق في موقع المؤتمر على الانترنيت خدمة لكشف اسرار ورجال النظام السابق امام العراقيين والعالم . وزاد هذا البعض ايضاً بانه وضع هذه القوائم تحت طلب كل من يريدها لقاء مبلغ من المال .

ان المحاولة النزيهة للدكتور الجلبي في خلق البيت الشيعي , والتقارب مع ايران , هو لغرض ايجاد الموقع المؤثر لتوجيه العملية السياسية العراقية التي اخذت تتعثر , وكادت ان تسقط في الحرب الطائفية بعد ان اججها المنتفعون منها من كلا الطائفتين . وان الدكتور الجلبي ادرك بشكل مبكر ان البقاء على العلمانية لن يمكنه من الحصول على المقاعد النيابية التي يطمح في الحصول عليها كي يكون فاعلاً , ورغم هذا الاستيعاب المبكر والتضحية الجسيمة في تبديل اتجاه المؤتمر الذي يقوده , الا ان زعامات الاحزاب الشيعية اتهمته بالانتهازية ولم تفسح له مجال الدخول الى قائمة الائتلاف الشيعية في وقتها .
تحية للدكتور الجلبي على تصريحه الاخير في اتهام الامريكان كونهم خلقوا ثقافة النهب المبرمج في العراق , والذي جاء كتشخيص دقيق وجرئ يضاف الى آلاف الانتقادات التي وجهت الى تعسف سلطات الاحتلال طيلة السنوات الماضية ومن مختلف الاطياف العراقية , والبعض منها حذر من الاحتلال قبل وقوعه مثل الشيوعيين والدعوة , وتحية لكل الزعامات العراقية التي اتخذت من الوطنية منهجاً .





#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عسى ان تنتهي المحاصصة قبل دورتها الثانية
- سؤال الى السيد مفيد الجزائري
- شكراً لقيادة القائمة العراقية
- الامريكان والاصرار على الخطأ
- لكي لاتتكرر تجربة الانتفاضة الجبارة
- مأزق النظام الايراني وما يهمنا نحن العراقيين
- النفط في دورته الجديدة
- الاصرار على الخطأ
- لكي نعرف بما يدور
- الطرق الوطنية السالكة
- السباق مع الزمن
- من الذي يحدد الضرورات الوطنية؟!
- التطلعات العراقية وزيارة المالكي لطهران
- الاتفاقية وبوصلة العمل الوطني
- مزاميرعزف الانتخابات القادمة
- من سيلقح الآخر: الضرورات الوطنية ام الرغبة الامريكية؟
- مايهمنا نحن العراقيين
- مضاربات بورصة العراق السياسية
- ضرورات لاتقبل التاجيل
- العراق والمشاريع المتوطنة


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - تحية للصدق الذي اتخذ من الوطنية منهجا