جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 07:26
المحور:
كتابات ساخرة
" اعطي مال الله لله ومال قيصر لقيصر "
ليست كل الوصايا طيبة وهذه حقيقة ترتبط موضوعيا بطبيعة الموصي واهدافه ، على الرغم من ان الوصايا هي ارقى ما في عصارة الخبرة ، وزبدة لتجربة يوصي بها عادة من هم اصاحب الشأن بها ، فوصايا التلمود ليست كوصايا العهد القديم التي اخذت عن تسطير موسى واخيه هارون ، ولو كان الامر متوقفا على موسى فقط لجعل من شعبه يمتلك اكبر طاقة تخلص الابدان والازمان والنفوس من تيه العبودية المزمن ، والذي يسري في الضمائر الدنيئة قبل ان يسري على الارض وما عليها ، قال موسى لشعبه : جيل جديد منكم بعد اربعون عاما قادرا على تخليصكم مما انتم فيه !
وصايا موسى ليست مطابقة لوصايا المسيح بل تناقضها في الروح احيانا ، تناقضات العهد القديم والجديد ، ووصيا الامام علي لابنه الحسن مثلا ليست كوصايا معاوية ابن ابي سفيان لابنه يزيد ، وهناك وصايا تستأنف صراعا مع وصايا اخرى ، فوصايا هرتزل تجد ضالتها بوصايا حكماء صهيون ، ثم بلفور وبن غورين ، وتناقض وصاياهم لوصايا عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني ، وهكذا دواليك !
وصايا الصعاليك الاحرار ليست كوصايا اسياد المال والجمال و الاحمال ، فالصعاليك كحزب روبن هود لا يخسرون في تمردهم سوى قيود عبوديتهم ، يعيدون توزيع الثروة بطريقتهم ، وهم يؤمنون بان القوانين السارية غير متوازنة ، غزارة بالانتاج وسوء بالتوزيع !
للاحزاب وصاياها ايضا :
ايها الرفاق قصروا من طولكم ، لتضيفوا اليه من طول الرفاق الاخرين شيئا !
ايها الرفيق كن في مقدمة المدافعين عن حقوق ومصالح الشعب وكادحيه !
ايها الرفيق كن شجاعا وجريئا في مواجهة المصاعب والاخطاء ومقداما في سبيل تجاوزها !
ايها الرفيق انبذ الاتكالية وعبادة الفرد والثقة المطلقة بنجاعة الشعارات ومن يرفعها وكن صاحب رؤية نقدية جدلية متواصلة ففي هذه الخصلة فقط يمكن ان يطهر الحزب نفسه !
ايها الرفاق احذروا من الشعور بالرضى عن النفس فمتى ما حل هذا الشعور حلت الشيخوخة ثم الموت!
للشعراء ايضا وصاياهم :
ايها الناس اسمعوا وعوا ، واذا سمعتم شيئا فنتفعوا ، ايها الناس ان الذي فات مات ، والذي آت آت !
لا تشتري بلسما الا والطريقة معه ان البلاسم سموم حين لا تدرسوا !
تعلم ما اعلم : أتعلم اما لا تعلم ان دم الضحايا فم !
تعلم ما اعلم : انا حتفهم اغري الوليد بشتمهم والحاجبا !
تعلم ما اعلم : يا رائحا للاهل قلهم ، ان المشتهى ما انتهى ، اليوم بتنا هنا والصبح في بغداد !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟