أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - المحكمة الدولية والأنظمة الشمولية














المزيد.....

المحكمة الدولية والأنظمة الشمولية


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2598 - 2009 / 3 / 27 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصرف النظر عن مدى جدية مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير والآلية التي سيتم تنفيذها لاحقا، إلا إنني أرى تطورا نوعيا في تعامل المجتمع الدولي ومؤسساته مع الأنظمة الشمولية منذ تدخل الأمم المتحدة ومؤسساتها في معالجة أوضاع بقايا دولة الماريشال جوزيف تيتو التي غرقت في جرائم الإبادة الجماعية للسكان على طريقة حزب البعث وقادته في إبادة سكان حلبجة بالأسلحة الكيماوية، وحتى إن كان هذا التعامل مجرد قرارات أو بيانات تدين سلوكيات هذه الأنظمة وتدعو إلى الكشف عنها أو إيقافها أو كما حصل مؤخرا الدعوة إلى تقديم رئيس إحدى تلك الأنظمة إلى العدالة.
بلا أدنى شك فان طبيعة النظام الحالي في السودان طبيعة شمولية رغم محاولات تجميله من بعض الأطراف كونه يمتلك نموذج برلماني من نوع البرلمانات الاحتفالية والتمثيلية على شاكلة المجلس الوطني العراقي أيام النظام السابق، وعلى خلفية الحل السلمي لقضية الجنوب السوداني وهو يشبه بذلك نظام بغداد أبان السبعينات من القرن الماضي وعمليات التجميل في ما سمي وقتذاك بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي استخدمها النظام لإبادة المؤتلفين فيها أو استنساخهم كما فعل لاحقا البشير بحليفه الترابي في السودان.
لقد أكدت الأحداث منذ استحواذ هذا الجنرال ومجموعته على رئاسة الدولة السودانية نزعته القبلية والانفرادية في إدارة النظام السياسي، وما حصل ويحصل في السودان وأقاليمه ما هو إلا نتيجة هذا النمط من السلوك الانفرادي والشمولي في السلطة والإدارة ونتاج العقلية الدكتاتورية المستبدة، وهو بالتأكيد يتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث من فضائع في إقليم دارفور وغيره، سواء على يد ميليشياته أو من خلال سياساته العنصرية والدكتاتورية تجاه الآخرين من سكان المنطقة.
وتبقى مذكرة الاعتقال إشارة إلى تغير نوعي في الأداء الميداني للمؤسسات الأممية ذات العلاقة بالتعاطي بين الحكومات والأهالي، ويبقى السؤال أيضا إلى أي مدى يمكن تطبيق تلك المذكرة وما هي آلية التنفيذ وأداتها، خصوصا وان التجربة الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق لا تشجع تماما على تكليف الشرطي الأمريكي بتنفيذ الاعتقال، لما آلت إليه الأمور من خسائر وتدمير يفوق الغاية التي من أجلها دخلت الولايات المتحدة مستنقع التحرير في كل من العراق وأفغانستان.
وعلى ذات الخلفية هل ستطال هذه المحكمة شخصيات أمريكية وعراقية كان لها دور مماثل لرئيس السودان في جرائم الإبادة والفساد المالي الذي لا يقل عن إبادة السكان بعد احتلال العراق وتحديدا على ما اقترفه الحاكم الأمريكي المدني بول برايمر ومجموعته التي أسست لتفكيك وتدمير الدولة وسرقة عشرات المليارات من الدولارات حسب ما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية!؟.
اعتقد تماما بأن مؤسسات مهمة في العالم بإمكانها أن تفعل الكثير من أجل إيقاف النظم الشمولية ومكافحتها لتدعم ما تذهب إليه المحكمة الدولية سواء مع اعتقال البشير أو العشرات من أمثاله حول العالم وليس حصرا في منطقتنا التي تتميز دوما بهذه الأنماط المستبدة، فهناك الكثير من الدول الديمقراطية التي اقترفت قواتها أو من ينوب عنها خارج بلدانها افضع الجرائم بحق الإنسانية بالتعاون مع أنظمة دكتاتورية كما حصل في التعاون الأمريكي والأوربي مع النظام العراقي السابق ومع كثير من الأنظمة الشبيهة به حتى يومنا هذا، أو من خلال الممارسات اليومية والميدانية التي تقع تحت طائلة التنفيذ المفرط للسلطة أو العنف بذريعة مكافحة الإرهاب والذي يذهب ضحيته الكثير من الأبرياء والمعتقلين لمجرد الاشتباه بهم.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأثيرات السلوكية للأعلام الشمولي
- النظم الشمولية وصناعة الآخر؟
- الآخر بين القبول والتصنيع ؟
- تداول السلطة والقطار الديمقراطي
- النظم السياسية والاصولية الدينية
- جمهورية القرية!?
- العراق والمواطنة
- دكتاتورية الهزائم
- استنساخ المزايدات وذبح غزة ؟
- البحث عن بطل من ورق ؟
- الشرق والهروب من الحرية؟
- الشرف المعلق !؟
- ذيول الذيول
- الانتهازيون وتدهور القيم الاجتماعية !
- ( العراق بين الاسلاف والاخلاف )
- الحيتان تغزو العراق ...؟
- بقايا الإمبراطوريات والمثلث الملتهب!
- ( التعصب القومي والتشويه الديموغرافي في العراق )
- ( همسات تحت المطر )
- الموصل.. تاريخ مشرق وحاضر بائس!؟


المزيد.....




- مصر.. تهريب أموال بسندويتشات شاورما!
- لافروف يوضح سبب تحرك الناتو إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ
- لماذا تقلق أوروبا من اختيار ترامب لـ -جي دي فانس- نائباً؟
- في عيد ميلادها الـ70.. الألمان يحنون إلى عهد المستشارة ميركل ...
- تسمم جماعي بسبب وجبات المطاعم السريعة شرق الجزائر
- قبل غيابه لمدة 80 ألف عام.. دراسة تتنبأ بـ-مصير- مذنب يزورنا ...
- ميدفيدتشوك يرجح تورط زيلينسكي في محاولة اغتيال ترامب
- نعيم قاسم: الإدارة الأمريكية كاذبة ومنافقة وتسير مع إسرائيل ...
- لافروف: سماح ألمانيا بنشر الصواريخ الأمريكية على أراضيها بمث ...
- موقع: الجيش الإسرائيلي سيقوم هذا الأسبوع بتجنيد آلاف الرجال ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - المحكمة الدولية والأنظمة الشمولية