ماجد المذحجي
الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 08:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
إن مسألة بيع صوامع الغلال وتصفية المؤسسة العامة للحبوب التي تشكل رمزاً للأمان الغذائي للمواطن تمنح مؤشراً بهذا الاتجاه.. وهي مسألة تفصح أيضاً عن رغبة الدولة-إن لم تكن قد فعلت بعد- لقطع شراكتها-الهشة في الأساس- مع الموطن وجعلها بريئة منه وغير مسؤولة عن تأمين احتياجاته. وبالتالي فعلى هذا المواطن أن يتحمل التبعات شديدة الوطأة لوحده.. في ظل ظروف صعبه لا يمكن فيها توفير الحد الأدنى من الكفاية اللازمة للعيش خصوصاً في ظل الإجراءات السعرية الجديدة للدولة. إن تخلي الدولة عن وظائفها يعني ترك المجتمع بأكمله تحت رحمة أصحاب المصالح الاقتصادية الأقوى وحيتان المال والفساد الجدد والذين سيدافعون عن مصالحهم- خصوصاً مع غياب الدولة والقانون الذي تكفله والذي يفترض به تنظيم تضارب هذه المصالح بين جميع المواطنين- من دون أن ينشغلو بهذا المواطن المسكين والمسحوق تماماً من قبل دولة تبرعت بكاملها جهودها لأصلاح الشأن العربي والدولي وأحزاب سياسية هشة لا هم لها سوى الدفاع عن رموزها وقادتها المتهمين بالإرهاب من الداخل والخارج.
أنا اعتقد انه يجب أن نصل إلى قناعه واضحة في هذا الشأن، وهي قناعة تقول بان الإصلاحات السياسية والاقتصادية لاتأتي من بوابة تخلي الدولة عن وظيفتها وإنما من خلال إصلاح علاقتها بالمواطن قانونياً واقتصادياً وسياسياً، وعبر تعزيز الشفافية على المستوى الوطني وتوسيع دائرة الوعي بقضايا هذا الوطن الذي يخسر بفداحة، وجعل المواطنين شركاء حقيقين لا رعايا سلبيين. وأنا شخصياً اعتقد أن أي دولة تتخلى عن وظائفها هي دولة تخلي طرفها من التعاقد غير المكتوب بينها وبين المواطن، وهو تعاقد يفترض قيام الطرفيين بأدوارهما. فما دامت هذه الدولة تخلت عن ضمان معيشة كريمة للمواطن فلاشيء يلزم هذا المواطن بطاعتها والالتزام بقوانينهافـ(لا طاعة في معصية).
#ماجد_المذحجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟