أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - التجاوز على أملاك الدولة














المزيد.....

التجاوز على أملاك الدولة


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد في العالم موجود ولا يمكن القضاء عليه، بل يمكن تحجيمه وتقليصه الى نسبة محدودة، كما هو الحال في معظم دول العالم، هكذا هو التعامل مع الكثير من اعراض الشر في الحياة.

ولكن خروجه عن الحد الطبيعي والتعاطي معه كشيء لابد منه من خلال اتساع نطاقه والدفاع عنه كضرورة لازمة لمواجهة تكاليف الحياة الباهظة هو ما يمثل الخطورة كما حدث من خلال التعدي على القانون وسرقة المال العام في وضح النهار او التجاوز على املاك الدولة، ويسوغون ذلك بادعائهم عدم امتلاك مساكن وكأن من ليس له منزل في العالم عليه ان يستولي على املاك الغير.

في العهد الملكي كان رئيس وزراء العراق يتندر بمقولة رائجة عنه ”دار السيد مامونة“ ولم يكن يدور في ذهنه، ان يأتي يوم على العراقيين يضعون لافتة على ابواب منازلهم تقول”الدار مسكونة “ وفيها ما يوحي ان خلو الدار من اصحابها يعرضها للاستيلاء والاستحواذ من قبل ابطال الحواسم.
اما طاغية العراق فقد احتاط للامر واقام 65 قصرا منيفاً وكانت هذه القصور يعد الطعام فيها يوميا في وقت واحد ولذلك كان يتعذر على الانقلابيين معرفة اي القصور مسكونة او غير مسكونة، وقد يكون اعتكاف الرئيس العراقي الاسبق احمد حسن البكر في قصر الرئاسة خوفا من الانقلابات العسكرية على طريقة”القصر مسكون “ والمرة الوحيدة التي سافر فيها الى بلغاريا كانت نذير شؤم عليه فقد حدث ما كان يخشاه ويتوقعه، محاولة انقلابية لازاحته من القصر.
ومن الطرائف التي تروى عن الانقلابات في السودان ان من يصلي صلاة الفجر يصبح رئيسا للجمهورية!

وربما ان زوار الفجر الذين يداهمون المنازل الامنة قد اقتفوا اثر سيدهم ومن شابه سيده ما ظلم، وفي الليل غالبا ما تحاك الدسائس والمؤامرات ولذلك يُقال:”ان هذا امر قد دبر بليل “.
وذهنية المؤامرة جاءت مع الانقلابات العسكرية وذلك لانهم استولوا على السلطة بصورة غير شرعية فيشعرون بالخوف من سلوك غيرهم نفس الطريقة التي اوصلتهم الى السلطة.

فاذا كان الاستيلاء على مقاليد الحكم يتم بالقوة، فمن الطبيعي ان ينتقل هذا الداء الى مفاصل المجتمع وتصبح العلاقات خاضعة لمفهوم الهيمنة والتجاوز بدلا من العقد الاجتماعي ولذلك ان الصراعات السياسية على السلطة قد انتقلت الى المجتمع واحدثت شرخا اجتماعيا في نسيجه.

ان اعمال العنف او القسر او الاجبار من جانب قوى المجتمع ضد الدولة او من جانب الدولة ضد المجتمع المدني او ضد نفسها، يكون من شأن هذه الافعال زيادة قلق الفرد على نفسه وبلده واكثر اشكال العنف السياسي شيوعا الاضطراب والتآمر والتمرد والثورة.
وبطبيعة الحال ان العنف سوف يؤدي الى الفساد وانتشاره بشكل قد يقوض من بناء او كيان الدولة.

ولمفهوم الفساد تعريفات كثيرة ومتنوعة، فاذا عدنا الى القواميس مثل قاموس اكسفورد وقاموس وبستر نجدها تتناوله بمعان ثلاثة تتردد في الكتابات السياسية، الفساد العضوي او البيولوجي والفساد الاخلاقي، ثم الفساد القانوني او فساد الموظف العام.

ويشير الفساد العضوي الى التلوث او التلف او العفن ويطلق في معرض وصف وادانة تفكك الدول وسوء سيرة الحكام وغيرهم من المشتغلين بالعمل السياسي، ويستخدم الفساد الاخلاقي بمعنى الانحراف وفقدان النزاهة والامانة وتجاهل الفضائل او مبادئ الاخلاق وبذلك تتدهور طبائع الحكام والمحكومين وتنهار العلاقات الاخلاقية بين الفريقين من ناحية وبين افراد كل فريق من ناحية اخرى، ان المجتمع الفاسد في عرف المنظور الاخلاقي تحركه المصلحة الخاصة فحسب ولا يأبه بالقيم المدنية والمسؤولية الاجتماعية ويتنافس اعضاؤه بشراهة في سبيل القيم الذاتية.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لإصلاح الديني.. إعادة قراءة للفكر والسلوك البشري
- الاسلام والنزعة الانسانية العلمانية
- قوانين الحرية في المجتمع الديمقراطي
- آيديولوجيا التطرف والعنف
- الوكيل والأصيل في التقاعد
- القواسم المشتركة
- الانسان المستوحد بين جحيم الاخرين وجحيم الوحدة
- المصلحة بين الدولة والدين
- ا لعقلانية من سمات المجتمعات المنفتحة
- جدل ا لاد ب والسياسة
- الرئيس السابق
- المرأة تجمل كرسي الحكم
- الحكومات الديمقراطية ناجحة في ميزان أعمالها
- مؤتمرات ولجان ..وجعجعة بلا طحين
- حين تكون الازمات وقوداً لاستمرار الانظمة!
- الموظفون الأشباح وأشباح الموظفين
- عرض كتاب
- القراءة.. افضل الاسلحة لمناهضة الاستبداد
- أغلق المحضر ... ضد مجهول
- الأولوية لحرية المجتمع أم المرأة؟


المزيد.....




- الخارجية الروسية تستدعي السفيرة الأمريكية في موسكو وتكشف الس ...
- ??مباشر: صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إ ...
- بعد موت رئيسي.. الإيرانيون يتجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيا ...
- منطقة الساحل بعد الانقلابات - بين الإحباط والصحوة
- موسكو تحمل واشنطن مسؤولية هجوم دموي بالقرم وتتوعد بـ-عواقب- ...
- Hello world!
- موسكو: ضلوع واشنطن في اعتداء سيفاستوبول واضح ولن نترك هذه ال ...
- مشهد مروع لسقوط مساعدات إنسانية فوق خيمة للنازحين وتسويتها ب ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي في داغستان إلى 20 وإصابة ...
- -فتح- تحمّل -حماس- مسؤولية -إفشال- جميع الحوارات السابقة


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - التجاوز على أملاك الدولة