بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 08:06
المحور:
الادب والفن
مقطوعة من ملحمة (لو نطـق الوطواط)
مـن ْ قـريـةٍ ضـيِّـقةِ الآفــاق والحـدودْ
نـائـيةٍ منـْسيّـةٍ يلفّـُها الظَّـلامُ والجّمـودْ
حـقـولـُهـا تـعـِجّ ُبالأغـنام والبقــرْ
وأرضـُها تـزخـرُ بالأشـواكِ والحـجـرْ
جـئـتـكـمُ سـَعـْياً عــلى الأقـدامْ
يـلفّـُني الغبـارُ والضَّـبابُ والظـلامْ
تقـودُنـي الأطـيافُ والأحـلامْ
شوقاً إلى ما سـُمِّيتْ مديـنة َ السَّـلامْ
ومُـنـذ ُ أنْ عـرفـتـُها
أحبـبْـتـُها
أحببْـتُ أنْ أملكَهـا
هـواءَهـا وماءَهـا
وأرضَها سماءَهـا
وأمـلـكَ الأنـامْ
وكــلّ ُمنْ عارضَني
وكــلّ ُمنْ خاصَمني
فَـلْيَـذق ِالـحِـمامْ
ولْـيَكـتبِ التـّاريخُ عنّي أننّي الصَّمْصامْ
إنَّ هـارونَ الـرشـيدْ
لـمْ يـكنْ أجـملَ مـنّي
إنً هـولاكـو العـنـيدْ
لـمْ يـكــنْ أجـرأََ منّي
لا ولا نـوري السـعـيدْ
بالـغٌ مـعشـارَ فـنّي
فأنا النَـسْــرُ الـخرافي المُحَجـّلْ
وأنا العنقاءُ في الحُـلية أرفـُلْ
*************************
غير أنّي قبل أنْ أبـلغَ مـنكمْ أرَبا
وأقودَ الشعبَ بالأصفاد كرداً عربا
كان لا بـُد من الإمعان في الرعب لتحقيق المآربْ
كان لا بـُد من التقتيل والإرهاب في كل المذاهبْ
فوجدتُ السُبُـلَ المُـثـلى وبعثَ العفلق ِ
وحدة العربِ جميعاً في جمالِ الرونق ِ
***************************
إنً حكماً وحدوياً واشتراكياً سَـويّـا
بشعارٍ عفلـقيٍّ يرفع العربَ علـيّـا
ليس فيه أيّ ُمعنى، لا ولا يُـغنيني شيّـا
غير أن يُصبحَ هذا الحكمُ مِلكاً في يـديّـا
*****
ولذا حَصّـنْتُ نفسي بذئابٍ منْ بشرْ
كلًُ عِلْج ٍوغبـيٍّ وخـبيثٍ وأشـِرْ
إنهم مِنْ آكلي السُحتِ وعبّـاد الحجرْ
إنَّـهمْ لا يَـفقهونْ، إنَّـهمْ لا يأثمونْ
قتـْلَ كل الأنبياء، سَفـْكَهمْ أيَّ دماءْ
فهُمُ أحـفـاد هولاكـو وجـنكيز الرزايا
وإذا قلتُ اركعوا! خرّوا خشوعاً كالمطايا
كلًُهمْ عبد ينادي: سـيدي أنتَ الرشيدْ
أنتَ مَنْ يُطعمنا، أنتَ مَنْ يَملكُنا حتى الوريدْ
فلك الأمرُ وإنـّا منْ قريبٍ أو بعيدْ
لك جُـند ٌمخلصونْ، نُهلك الخصمَ العنيدْ
لا نبالي أأبا، أماً حنوناً كان، إبنْاً أمْ حفيد
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟