|
دروس في انتفاضة مراكش رؤية جديدة ... فهم جديد لخط الجماهير
محمود أمين
الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1- تقـديـــــــم : تحل في أيامنا هاته الذكرى الأربعينية لاستشهاد مناضل النهج الديمقراطي القاعدي الرفيق عبد الرزاق الكاديري، الذي اغتاله النظام الصهيوني القائم في المغرب لينضاف إلى قافلة شهداء الشعب المغربي وخاصة شهداء قضيتنا الوطنية، القضية الفلسطينية زبيدة خليفة، سعاد السعيدي، محمد كرينة، ع الرزاق الكاديري، عندما تكون كل هذه الأسماء اسما واحدا للدم، ينبوع للاصرار والتضحية وإدانة للردة والتراجع منارة ترشدنا وسط هذا البحر الهائج الذي تلطمنا أمواجه ورياحه العاتية وتخطف منا في كل مرة نجمة وزهرة ليكونا بوصلتنا نحو شاطئ الحرية، نحو الشيوعية. هاهي مرة أخرى الجماهير ولا أحد غير الجماهير تعلمنا ما معنى التضحية والإصرار، وما مدى استعدادها الدائم لتلد المعتقل تلوى الآخر والشهيد بعد الآخر: نعم " الشعب" الشعب وحده هو القوة المحركة لتاريخ العالم وهو خالق هذا التاريخ " قلها كونزالو وأنت داخل السجون الرجعية البيروفية المظلمة " الجماهير هي نور العالم...الجماهير تفعل وقادرة على أن تفعل كل شيء " قوليها يا زهرتنا ورفاقك من داخل أبو غريب – مراكش" الجماهير صانعة هذا التاريخ". نعم لقد أثبت الحركة الطلابية ومن جديد، أنها ماضية في طريق المواجهة المباشرة مع الديمقراطية ونحو أخذ موقع متقدم من حركة التحرر الوطني باعتبارها جزء من هذا الكل، إن لم نقل أحد أجزائه المتقدمة باعتبار الطلاب هم شبيبة ثورية / مثقفين ثوريين لهم موقع متقدم إلى جانب الجماهير الشعبية في معركتها من أجل السلطة السياسية وكما قال ماو: إن الحد الفاصل بين المثقفين الثوريين واللاثوريين هو مدى ارتباطهم بالجماهير ومدى رغبتهم بالالتحام بنضالاتها وتجسيد هذه الرغبة بشكل مادي. وكما أثبت لنا التجارب الثورية في العالم، وبالخصوص تجربة الثورة الصينية، التي عرفت حركة ثورية معادية للإمبريالية والإقطاعية أنجزت في 4 مايو (أيار ) سنة 1919 ضدا على قرار تسليم مقاطعة الشاندونغ الصينية لليابان، وقد عبر الشعب الصيني عن معارضته لهذا القرار وقد لعب الطلاب دورا مهما في تفجير المظاهرات في بيكين، هذه المظاهرات التي تعرضت للقمع من طرف حكومة أمراء الحرب الشماليين مما خلق تضامنا كبيرا مع الطلاب من طرف الفلاحين والعمال والتجار، وقد ساهمت حركة 4 ( مايو / أيار ) في تطوير حركة ثقافية ثورية هدفها الرئيسي نشر الماركسية اللينينية التي فرشت الأرضية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني سنتين بعد ذلك، وبالفعل فقد أثبتت الشبيبة الثورية بمراكش عن وعي سياسي كبير وعلى ارتباط وثيق بإشكالات الجماهير الشعبية مجسدة مقولة الرفيق ماو التي تحث على أن الحركة الطلابية لا يمكنها أن تدوم ولا أن تتخطى سياج الأحكام العرفية التي فرضها الخونة وتحبط سياسة التخريب والتفشيل التي تطبقها الشرطة ورجال المخابرات والمسؤولون العديمو الشرف في ميدان التعليم والفاشيون إلا إذا تناسقت مع نضالات العمال والفلاحيين والجنود"1 وقد جسدوا بشكل لا يدع للشك عن تقدم كبير في فهم خط الجماهير واثبتوا عبر ممارستهم العملية المباشرة مع الطلاب والجماهير الشعبية أن تطور خطهم الفكري والسياسي لا يولد ولا يبنى في السلم أو داخل الغرف المظلمة أو في المقاهي بل في المعارك يتطور يوم بعد الآخر، كما علمنا دائما ماو على أنّ" الخط السياسي والعسكري لا يولد في السلام بلد يولد وينمو في قلب المعارك" وأيضا المناضلون لا يمكنهم أن يولدوا خارج المعارك أو وسط حلقات الثرثرة للمثقفين البرجوازيين وإنما يولدون في وسط المعارك وفي معمعات الصراع لنصرخ مع الشاعر: الثوار لا يأتون في علب السردين وإنما يولدون في المعارك هذا دربنا درب المخاطر طريقنا الوحيدة نحو النصر، نحو جنة البشائر ( من قصيدة قارب شهيد يبحر نحو الخلود" عبد الرحيم لعرب )
2- نظـرتــان إلـى الجماهيــر يقول الرفيق انجلز " إن زمن تلك الخرافة التي كانت تعزو الثورات إلى حفنة من المنخرطين ولى زمنها فهل هذا صحيح؟ نعم بالتأكيد، إن هذا التحليل لبالغ الأهمية بالنسبة لنا كثوريين، إنها خلاصة الماركسية مند سنة 1848، هذه النظرة التي أعطت فهما جديدا للتاريخ والعالم وأقرت أن أشخاص كلوسي بلانكو، وأنصار " نارودايا فوليا" وحركة 3 مارس بالمغرب لا يمكنهم أن يقودوا الجماهير نحو النصر -بالرغم من تضحياتهم العظيمة- وذلك لأنهم لا ينطلقون من فهم بروليتاري للجماهير وكل همهم هو تخليص البشرية من العبودية الأجيرة ليس عن طريق النضال الطبقي للجماهير وإنما عن طريق تآمر أقلية مثقفة صغيرة3 ، فكان مصيرهم هو الإبادة والفشل الذريع. ما هي الرؤية التي يجب على الشيوعيين (ات) التشبث بها ؟ إنها بكل تأكيد الثقة في الجماهير والاعتماد عليها. لماذا؟ لأنها تنطلق من فهم علمي بروليتاري للعالم.ثانيا هو أننا بدون الجماهير لا يمكننا عمل أي شيء، فلا يمكن أن ينتج أي حدث تاريخي ولا أية حركة تغيير ولا أية ثورة، لا يمكن أن يكون شيء من هذا بدون مشاركة الجماهير، فهل نبالغ؟ لا بكل تأكيد، هذا هو الفهم البروليتاري للعالم هذه هي النظرة المادية الدياليكتيكية حول الموضوع، إن هذه الموضوعة ليست المقولات جاهزة نرددها كلما سنحت لنا الفرصة بذلك, بل يجب على الشيوعيين (ات) أن يستوعبوها ويطبقونها بشكل خلاق وأن ينتبهوا دائما إلى بعض الرؤى التي ظهرت بيننا والتي تحتقر الجماهير فمن يشبه علاقة الشيوعيين بالجماهير كعلاقة المرء بالبضائع في السوق !! أو يصرخ بغباء ما بعده ما بعده غباه ويقول ها هي الجماهير في المقاهي ! فلتذهبوا إليها!! لا يمكنه أبدا أن يقود الثورة، وإن فعل لا محالة سيقودها إلى زقاق مسدود، لنقول لهؤلاء الضالين الفارين من هموم الشعب: طوبى لمن طعموا خبزه.... في الزمان الحسن وأداروا له الظهر يوم المحن ! ولنا المجد – نحن الدين وقفنا ( وقد طمس الله أسماءنا!) نتحدى الدمار.... ونأوى إلى جبل لا يموت (يسمونه الشعب ) فأبى الفرار..... فأبى النزوح... كأن قلبي الذي سجنته الجروح كأن قلبي الذي لعنته الشروح يرقد – الآن – فوق بقايا المدنية وردة من عطن هادئا.... بعد أن قال " لا " للسفينة وأحب الوطن (من قصيدة " مقابلة خاصة مع ابن نوح" لأمل دنقل) فهل هذه النظرة التي تحتقر الجماهير صحيحة ؟ لا – بل أكثر من ذلك - إنها نظرة خطيرة على مستقبل الثورة لأنها لا تعتمد على الجماهير وكل من لا يعتمد على الجماهير ليس إلى قصرا من ورق (كونزالو) ولن يبقى له من الثورة سوى الاسم، إن هذه النظرة مثالية لا تعرف مدى أهمية الجماهير وماذا تختزن هذه الجماهير من طاقات وأفكار ان صححها فإنهم سينتصرون لا محالة، فلا يجب أن نهاب أو نخاف من الجماهير لأن الخوف من الجماهير هو أسلوب البرجوازية وليس أسلوب الشيوعيين، فكما قال الرئيس كونزالو" إن أقبح خوف هو انعدام الثقة في الجماهير واعتقاد المرء انه من الضروري ولا غنى عنه، وأنه هو مركز العالم. فإذا كونا الحزب بإيديولوجية البروليتاريا والماوية بالأساس، فأكيد سيكون من السهل فهم أن الجماهير هي صانعة التاريخ، وأن الحزب هو الذي يقوم بالثورة، وأن مسار التاريخ قد تحدد وان الثورة هي الاتجاه الرئيسي هنا سيتبدد الخوف" إن إحدى المهام النظرية والسياسية المباشرة التي تواجه الشيوعيين إنما هي حل مسألة الجماهير ولكي نواجه المسألة يجب دائما أن تنطلق من فهم بروليتاري لأن حل المسألة يعتبر من العناصر الرئيسية للخط السياسي العام للثورة المغربية , أي حل التناقض القائم بين الحركة الشيوعية والحركة الجماهيرية، فأولى الخطوات هي الدفاع عن الرؤية والمبادئ الماركسية والتي تدعم بكل تأكيد اتباع خط الجماهير, فالثقة في الجماهير والاعتماد عليها هو مصدر قوتنا اللامحدود تعبئتها بدون تحفظات وتطوير الحركة الجماهيرية هذا هو المبدأ الأكثر أهمية لنا كثوريين لحل مسألة الجماهير، إذن الثقة أو عدم الثقة في الجماهير، والاعتماد عليها أو عدم الاعتماد عليها، التجرؤ أو عدم التجرؤ على تعبئتها بدون تحفظ هذا هو الخط الفاصل بين المفهوم البروليتاري للعالم والمفهوم البرجوازي للعالم4. 3- الجماهيـر صانعـة الأفكــار هل للجماهير آراء؟ هل فعلا الجماهير هي صانعة الأفكار؟ يقول الرفيق ماو " إن مشكلة العلاقات بين الحزب والجماهير ينبغي أن تفهم على الوجه التالي: واجب الحزب أن يرشد الجماهير في تحقيق أفكارها الصحيحة جميعا وأن يربي الجماهير لتصحيح الأفكار الخاطئة التي ظهرت بين صفوفها" فهل هذا الكلام صحيح؟ نعم إنه قمة في الإبداع والتحليل ويجب أن يتمسك به الشيوعيون لحل علاقاتهم بالجماهير، فلهذه الأخيرة مدرسة خاصة يجب على كل شيوعي أن يتعلم بتواضع منها ويعلمها ويطورها أيضا" لقد علمنا لينين انه لن يكون قادة بلا شفة حقيقيين سوى أولئك الذين ليس فقط يعلمون العمال والفلاحين، بل أيضا يتعلمون منهم" 5 يجب علينا أن ننصت إلى أبسط همسة تصدرها الجماهير فهناك عدد لا يحصى من الديماغوجيين والسادة البيروقراطيين الذين يحتقرون الجماهير ولا يولون اهتماما خاصا لآراء الجماهير وانتقاداتها وملاحظاتها – التي في أغلبها روعة في الدقة – إذ هناك أسلوبان في العمل: أسلوب البرجوازية الذي يتفه أفكار الجماهير ويحتقرها وأسلوب الشيوعيين الذي يحترم أفكار الجماهير ويطورها عبر البحث والدراسة ويوجهها نحو تحقيق أهدافها بشكل صحيح فنحن لا نقول للعالم كف عن نضالك فهو باطل، وإنما نوضح له مغزى نضاله ونعطيه بعده الكفاحي (ماركس) فقد أثبت التجربة الثورية يا من مرة أن الجماهير تبتكر أفكارا تكون في الغالب غائبة عن مفكرة القادة الثوريون وتترك آثارا عظيمة على مسار الثورة ولنا مثال حي في روسيا كيف أبدع العمال أشكال تنظيمية رائعة كان أبرزها سوفييتات العمال، فهل يظن الرفاق أن السوفييتات هي فكرة لينين أو ستالين؟ لا بكل تأكيد إنها فكرة عمال بترسبورغ وما كان في يد لينين وستالين إلا أن دعما هذا الشكل التنظيمي الرائع وطوراه فيما يخدم الحركة الثورية، ولنا أمثلة لا تحصى إبان الثورة الثقافية الصينية، وكيف أبدعت الجماهير أساليب للدفاع عن مكتسبات الثورة ضد العباقرة الأشرار أصحاب الامتيازات داخل الحزب الشيوعي الداعين لعودة الرأسمالية إلى الصين (المناشير البارزة الخطوط التي توجه النقد اللاذع لسياسية القادة البيروقراطيين, تطوير الفن والموسيقى، المسرح، النوادي السينمائية في الريف...) لكن وجب الإشارة إلى نقطة مهمة تشكل جوهر المشاكل، فبين الحين والآخر يطلع علينا بعض الديماغوجيين والتروتسكيين والذين يشنون هجوما خسيسا كعادتهم على معلمنا العظيم ماو حول مبدأ الجماهير صانعة الأفكار إذ بعد أن جمعوا "أفكارهم" و" فكروا" مليا خرجوا بالمحاكمة التالية " مادامت الجماهير صانعة الأفكار فما هو دور القادة الثوريين!؟ بعد هذا السؤال الاستنكاري ( الذي يستنكر من أصحابه قبل أي أحد ! ) يخرجون بالخلاصة التالية: أن مبدأ الجماهير صانعة الأفكار هي بدعة ماوية !! "شوهت" خلاصات تروستكي (كذا) حول الوعي الطبقي للبوليتاريا ( يا الله !) هذه الخلاصات التي تقول أن الوعي الطبقي يأتي من داخل الطبقة العاملة عبر نضالها العفوي اليومي ولا ضرورة لتدخيل المثقفين الثوريين ( هكذا إذن) وهنا بيت القصيد، هنا بالضبط يكمن المشكل، وهنا تكمن خلاصة التروتسكيين ونظرتهم للجماهير أي دع الجماهير تتخبط في عفويتها، دع الجماهير تقرر مصيرها بدون تدخل "جرثومة – الثوريين " أي دون تدخل الحزب الثوري. إن كل مناضل* يملك حسا سليما سيرد على هذا الرياء التروتسكي هؤلاء الذين عودونا على الهجومات الرخيصة على القادة العظام للبروليتاريا وعلى فكر هذه الأخيرة، هذا الافتراء والهجوم يؤكد دائما التحليل الرائع الذي قدمه الحديدي ستالين للشيوعيين في العام حول التروتسكيين وهجوماتهم فلنتمعن قليلا " إن النزعة التروتسكية في أيامنا هذه ليست تيارا أساسيا ضمن الطبقة العاملة، لكنها عصابة لا مبادئ لها ولا إيديولوجية، من المخربين وعملاء التضليل ونقل المعلومات والتجسس والقتلة، عصابة من ألد الأعداء للطبقة العاملة.... فقد انقطعوا منذ عهد طويل عن أن يكونوا رجالا ذوي أفكار وقد أصبحوا منذ عهد طويل عصابة من قطاع الطرق القادرين على ارتكاب جميع الأعمال الدنيئة"6 لقد أثبتت التجربة البروليتاريا في روسيا إبان الصراع مع الاقتصادوية على أن البروليتاريا لا يمكنها أن تملك وعيا طبقيا من تلقاء نفسها، أو عبر نضالها العفوي اليومي، بل ضرورة تدخل عنصر الوعي كما أكد لينين دائما. لأن نضال البروليتاريا العفوي لا يصبح نضالا طبقيا حقا إلا عندما توجهه منظمة ثوريين قوية7 أي ضرورة تدخل الثوريين المحترفين القادرين على تنظيم الطبقة العاملة وتوجيهها ورفع وعيها إلى ما هو سياسي من أجل القيام بمهامها التاريخية. وقد شكلت أطروحات لينين هاته إحدى الإضافات النوعية التي طور** بها الماركسية أي ضرورة الحزب الثوري ( عنصر الوعي) ونجد أيضا الرفيق ماو يؤكد هذه المسألة ويعطيها بعدا أعمق بحيث يحدد على أن البروليتاريا في نضالها اليومي لا تزال معرفتها في مرحلتها الحسية ( أي ظواهر الأشياء و جزءياتها ) إذ لن تستطيع أن تكسب معرفة عقلية من خلال ممارستها العفوية حيث يقول " فإذا ظن المرء أن المعرفة يمكن أن تتوقف عند المرحلة الحسية وهي مرحلة دنيا وأن المعرفة الحسية هي وحدها التي يعتمد عليها من دون المعرفة العقلية فإن هذا يعني تكرار أخطاء "المذهب التجريبي" في الماضي ... فعلى الرغم من أن المعطيات الحسية تعكس بعض الحقائق في العالم الموضوعي... إلا أنها مجرد معطيات جزئية وسطحية لا تعكس الأشياء بصورة كاملة"8 وإذا عدنا إلى لينين نجده يؤكد على أن التظاهرات الجماعية والمعارك التي تخوضها البروليتاريا في نضالاتها العفوية تحس ( ولا نقول تفهم) يحركها بالأساس نقمها على الأوضاع الصعبة التي تعيشها، وهنا ينمو عنصر العفوية - الإحساس – ونقول تحس الجماهير بالاضطهاد والظلم ولا نقول تفهم جذور هذا الاضطهاد وليتطور عنصر الإحساس يجب أن تتسلح بالنظرية الثورة التي يحملها المثقفين الثوريين من خارجها، فالوعي السياسي الطبقي لا يمكنه حمله إلى العامل إلا من الخارج ( لينين ) فنضالات البروليتاريا في مراحلها الأولى مرحلة النضال العفوي ( الإحساس) لم تعرف إلا ظواهر الرأسمالية وبعض جوانب اضطهادها وذلك الوقت كانت " الطبقة في ذاتها". أما مرحلتها الثانية مرحلة النضال الاقتصادي والسياسي الواعيين والمنظمين فقد كونت البروليتاريا صورة كاملة على الرأسمالية وأدركت باطن تناقضاتها القائمة على الاستغلال والنهب وبفعل ممارستها الثورية وتجاربها وبفعل – وهذا هو المهم – تثقيفها بالنظرية الماركسية أصبحت عندئذ هي " طبقة لذاتها " من هذه المراحل كلها تشق معرفة البروليتاريا طريقها نحو مرحلتها الثالثة أي تجسيد المعرفة العقلية في توجيه الممارسة العملية الثورية فالدور الفعال للمعرفة لا يتجلى في القفزة الفعالة من المعرفة الحسية إلى المعرفة العقلية فحسب، بل ينبغي أن يتجلى أيضا - وهذا أكثر أهمية - في القفزة من المعرفة العقلية إلى الممارسات العملية الثورية (ماو) وهنا بالضبط في كل المراحل يكمن دور القادة الثوريين وهذه القوانين لا تخص الجماهير وحسب بل تخص حتى القادة الثوريين نفسهم، بعد هذه الإطلالة البسيطة على واجبات الثوريين اتجاه الجماهير نود هنا أن ينظر جيدا كل من يتكالب على الماوية ويهاجمها انطلاقا من مبدأ الجماهير صانعة الأفكار كيف شوه – بالمعنى الحقيقي للكلمة - الرفيق ماو ودحض وعرى كل الرؤى الانتهازية التي تحتقر الجماهير وتحتقر أفكارها كيف لخصت الماوية علاقة الشيوعيين بالجماهير وآرائها يقول ماو " تجميع آراء الجماهير ( الآراء المبعثرة الغير المنسقة) وتركيزها ( تحويلها إلى آراء مركزة عن طريق البحث والدراسة) ثم إعادتها إلى الجماهير لنشرها وتوضيحها حتى تتبناها الجماهير كآرائها الخاصة وتتمسك بها وتطبقها عمليا وكذلك لاختبار صحة هذه الآراء في أثناء التطبيق الجماهيري، ثم تجميع آراء الجماهير وتركيزها مرة أخرى، الذهاب بها إلى الجماهير لتطبيقها مرة أخرى, وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية، فتصبح الآراء أكثر صحة وحيوية وغزارة في كل مرة، تلك هي النظرية الماركسية عن المعرفة. " (التشديد لنا) (ماو "بعض المسائل المتعلقة بأساليب القيادة" م3)
فمزيدا من الصمود والنضال مزيدا من الارتباط أكثر بهموم الجماهير مزيدا من طرح إشكاليات الثورة المغربية المجد والخلود للشهيد ع الرزاق الكاديري عاشت الحركة الشيوعية المغربية عاشت الماركسية اللينينية – الماوية نظرية منيعة وسديدة
انتـهــى فـي شبــاط – فبرايــر 2009 مـحمــود أميــن الإحــالات : 1- ماو" حول تكتيك مناهضة الامبريالية اليابانية" م I 2- انجلز" الثورة المضادة في ألمانيا". 3- لينين – المؤلفات الكاملة المجلد 13 4- افتتاحية جريدة هونغي ( العالم الأحمر) عدد 9 سنة 1966 . 5- ستالين "مبادئ اللينينية" 1939 . * إننا هنا نعني جميع المناضلين الشرفاء الذين يغارون على (الحشم) ولا نستثني أحدا وإن لم يكونوا بعد "مقتنعون" ويتبنون الماوية، لأننا هنا أمام هجوم وافتراء تروتسكي وليس أمام صراع إيديولوجي إيجابي بين الرفاق المناضلين يسعون إلى الوحدة ، إذن فواجب كل من يغار على المستقبل الحركة فعلا وليس قولا وفقط أن يرد ردا حازما على هذه الهجومات التي لا تقصد ماو أو الماوية وإنها تس اللينينية وحتى ماركس. 6- ستالين -في سبيل تكوين بلشفي- 7- لينين - ما العمل؟- ** فقد شددنا على هذه المسألة لأننا نصادف العديد من الرؤى بيننا التي تعتبر أن تطور الماركسية إلى اللينينية لم يتم ألا مع أطروحة لينين حول الإمبريالية في 1945 !! أي النظر من وجهة الاقتصاد السياسي وفقط إنها نظرة وحيدة الجانب تتفه الماركسية. 8- ماو" في الممارسة العملية"
#محمود_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دائما كي لا ننسى....وحدة الخط الأممي في موضوع الاهتمام
المزيد.....
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
-
مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا
...
-
السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر
...
-
النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
-
مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى
...
-
رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
-
-كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
-
السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال
...
-
علامة غير عادية لأمراض القلب والأوعية الدموية
-
دراسة جديدة تظهر قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونز
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|