حامد حمودي عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:47
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في كل نسيج فكري يبقى هناك ثمة خيوط تثير الانتباه بلمعانها وتبهر الوانها الابصار ، ألوان لخيوط تعتمر النسيج الفكري متميزة عن كل الالوان لتجعل من طيف ذلك النسيج بهيا وهو يؤشر بخيلاء مسارا لا يمكن الا تتبعه وقراءة معانيه .. والخيوط اللامعة في النسيج الفكري العراقي بكل معانيه النضالية الحقه هو الحزب الشيوعي العراقي وبلا منافس .. ذلك اللون المبهر من المضامين الرفيعة والتي بقيت مدى ما مر من دهر تقول .. أنا هنا .. وسوف أبقى مكابرا بما لدي من سبق في عمليات النضال من أجل خير العراق .
الشيوعيون العراقيون هم حقا ملح الارض في العراق كما سمتهم فراسة الفقراء والكادحين ، وكما تغنت بهم وبمسيرتهم خيالات شعراء العامية والفصحى معا .. فهم الذين طوت بهم أرض البلاد الفسيحة لينسجوا احلى حكايات السمر الليلي على ضفاف دجلة والفرات ، وهم الذين شربوا من ماء ترع الحياة الصعبة حين تنساب ملتوية وسط قرى وارياف الفرات الاوسط البهيه ، هم الذين حملوا على أكفهم قلوب الرحمة بمواطنيهم ووطنهم ليقولوا لاعتى الجلادين كلمة .. لا .. متحدين أقسى غلضة بشرية عرفها التاريخ ، فكانت لاؤهم تلك وساما بقي معلقا على صدورهم لا يقوى المغالون على رفعه والتقليل من ثمنه الغالي ..
الشيوعيون في العراق .. كانوا ولا زالوا مهما اختلفت رؤى المحبين لاغناء مسيرتهم ، فهم شموع الدلالة الوحيدة للمسيره .. وهم أرقى معاني التحمل والمطاولة النضالية ولهم قصب السبق في خوض غمار المعركة .. انهم وبلا منازع همة عالية من النشاط لم تقوى أعتى الانظمة المتجبرة أن تطفيء نور ركبهم المتقدم .. فهم اول من حفر الحجر وكتب للوطن على جدران السجون ، وهم اول من اعتلى اعواد المشانق من أجل نصرة قضية الفقراء ، وهم في مقدمة من قاتل واهتدى الباقون بفصائلهم المجاهدة وهي تقارع الظلم والدكتاتورية المقيته .
الشيوعيون في العراق .. لا زالوا ورغم كل المزايدات الرخيصة والتي تبغي أن تقلل من شأنهم ، قمة لا يرقى اليها ألطير ولا ينحدر عنها السيل ، تحكي قصصهم بلذة متناهية أحراش ألهور البعيدة وسكك بساتين النخيل وهي تتلوى بعناد قاصدة اوكار النضال على حافات مزارع الشلب وتجمعات القصب السحرية بصمتها وترقبها المشرئب لولادة حياة جديده ، انهم تلك المشاحيف التي كانت تجوب مياه العراق لتنقل مناشير الغضب وسط عيون المخبرين السريين ومتحدية سياط ورصاص الجلادين ، فكانت تلك المناشير حاملة لهموم من لا يفكر احد بهمومهم ، تجوب وهي مخبأة في قلوب حامليها فسيح ربوع الوطن لتغني وتنشد وتقاتل وتثقف وتبني الفكر المتجدد .
وليس لاحد مهما اختلفت رؤاه بقصد تقويم المسيرة الا أن يقف اجلالا لحزب الكادحين في عيده الخامس والسبعين .. فالف تهنئة من القلب لاولئك الاحياء من المناضلين الاشداء من ابناء العراق ، رواد الحركة النضالية المجيده ، ولتبقى شموع الاستشهاد موقدة لتذكرنا بمن قدموا حياتهم فداء للفكر النير وهم كثر ، وتمنياتنا مخلصة للحزب في أن يتقدم حركة الجماهير سعيا نحو تحيق حياة افضل لشعبنا وموقعا أسمى لوطننا الحبيب .
#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟