أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل السلحوت - أخلاقيات الحروب وجرائمها














المزيد.....

أخلاقيات الحروب وجرائمها


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة -
أخلاقيات الحروب والجرائم ضد المدنيين
اعترافات بعض الجنود الاسرائيليين عن ارتكابهم جرائم حرب كما ذكرت صحيفة " هأرتس " الاسرائيلية في عددها الصادر في 19-3-2009 اثناء حرب اسرائيل الأخيرة على قطاع غزة ، لم يفاجئ أيّ مواطن فلسطيني في الأراضي المحتلة كونهم اكتووا بنار هذه الجرائم مرات عديدة ، واذا كان نشر الاعترافات جاء من باب القفز على امكانية تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم الى محكمة الجنايات الدولية ، كما ذكر محمد بركة عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ، حيث ان اعلان الحكومة الاسرائيلية عن تشكيل لجنة تحقيق وتقديم المدانين الى محاكمات يعفي القتلة من تقديمهم الى محكمة الجنايات الدولية ، لأنه لا يجوز محاكمة الشخص مرتين على نفس الجريمة .
ومع ان الحرب على غزة لم تكن مسبوقة في كثافة النيران التي استعملها الجيش واستعماله لأسلحة متطورة جدا ومحرم استعمالها دوليا ، في استهداف المدنيين وأملاكهم ، والتي لم ينج منها حتى الاطفال والنساء والمستشفيات وسيارات الاسعاف ، والمدارس والمساجد ، فإن اعتراف احد الجنود بقتل امرأة وطفليها ، وقتل امرأة عجوز واستخدام الأطفال كدروع بشرية ، يؤكد من جديد ان استهداف آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين سقطوا ما بين شهيد وجريح ، كان بناء على تعليمات فوقية للجنود ، ونحن في الاراضي المحتلة ومن خلال معاناتنا مع جيش الاحتلال نشهد لله وللتاريخ بان الجيش الاسرائيلي جيش نظامي ملتزم بأوامر قادته ، وان افراد هذا الجيش الذين يرتكبون جرائم القتل ضد الفلسطينيين هم ضحايا لقادتهم العسكريين والسياسييين،مع أن الجندي الانسان يجب أن لا يطيع أوامر قادته في أمور تنتهك انسانية الانسان. .
وبالتالي فإن مسؤولية هذه الجرائم يتحملها اصحاب القرار من عسكريين وسياسييين في اسرائيل ، فأحد اسباب حرب اسرائيل على غزة هو الدعاية الانتخابية لقادة حزبيين يقدمون انفسهم لناخبيهم من خلال الدم الفلسطيني المسفوك .
واذا كانت للحروب اخلاقيات عرفتها البشرية منذ القدم ، ونظمها القانون الدولي ، واتفاقات جنيف الرابعة في العصر الحديث ، والتي تتلخص في حصر دائرة الحرب في المحاربين ، وتحريم التعرض للمدنيين وممتلكاتهم ، فإن اسرائيل قد اخرجت نفسها من دائرة هذه الاخلاقيات والقوانين حتى قبل قيامها ، ولعل مذابح دير ياسين والطنطورة ، والدوايمة ، وغيرها خير شاهد على ذلك . بل ان اسرائيل حتى بعد قيامها لم تتورع عن قتل " مواطنيها " الفلسطينيين ، مثلما حصل في مذبحة كفر قاسم مساء 29-10-1956 لحظة البدء في العدوان الثلاثي على مصر ، كما ان استهداف المدنيين تواصل بعد ذلك مثلما حصل في مدرسة بحر البقر في مصر ، ومذبحة قانا في الجنوب اللبناني ، ومذبحة مخيم جنين ، ومذبحة الحرم الابراهيمي في الخليل ، ومذابح المسجد الاقصى .....
والقائمة طويلة ، وليس اقلها المسؤولية الأخلاقية التي تتحملها اسرائيل عن مذابح مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان في صيف عام 1982 ،واذا كانت لجنة التحقيق الاسرائيلية في مذابح صبرا وشاتيلا قد أوصت بأن لا يتولى ارئيل شارون حقيبة وزارة الدفاع الاسرائيلية ، فإن القانون الاسرائيلي اتاح له بان يتولى رئاسة الحكومة الاسرائيلية ، تماما مثلما ادانت المحكمة الاسرائيلية من ارتكبوا مذبحة كفر قاسم 1956 ، وحكمت عليهم بدفع " اغورة " واحدة اي 1% من الليرة الاسرائيلية – عملة اسرائيل في حينه – فإن لجان التحقيق الاسرائيلية في أيّ مخالفات استهدفت مدنيين كانت تخرج بنتائج بأن الجنود تصرفوا حسب القانون أو حسب الأوامر ، وان الجنود اطلقوا نيرانهم التحذيرية في الهواء ، وسقط الفلسطينيون ضحايا ،- وكأن الفلسطينيين مخلوقات فضائية تحلق في الجو- .
ومعروف ان القادة الاسرائيليين الذين يبنون سياساتهم على امكانية تحقيق اهدافهم بالقوة ، وان لم تـُحقق بهذه القوة فإنه يمكن تحقيقها بقوة أكبر ، لم يتعلموا من تجاربهم السابقة ، ومن فشل سياساتهم السابقة ، المبنية على هذه النظرية الاجرامية ، فاستمروا في تكرارها .
ومن الجدير ذكره ان عربدة الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين ، لا مبرر لها مطلقا ، فقد استعمل هذا الجيش احدث الاسلحة من طائرات الفانتوم والاباتشي الامريكية الصنع وطائرات الاستطلاع ، ودبابات المركفاة ، وكأنه يخوض حربا ضد جيوش مكافئة له في القوة .
واذا كان الفضل للفضائيات في فضح الممارسات الاسرائيلية في الحرب الاخيرة على قطاع غزة ، فإن الفضل لبعض منظمات حقوق الانسان التي تجمع الأدلة لاقامة دعاوي ضد اسرائيل امام محكمة الجنايات الدولية ، فإن هذا لا يعفي الدبلوماسية العربية من أن يكون لها دور في هذا الاتجاه .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار فارس الأحلام
- حكاية -أبناء السلطان- فيها حكمة كبيرة
- القدس من قبل ومن بعد
- رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة
- ليس دفاعا عن البشير
- الاستيطان حرب مفتوحة
- الإشاعة - حكاية شعبية
- ليبرمان يفهم العربية
- الثرثرة - حكاية شعبية
- الجحيم...
- مدينة الصمت والتميز في الابداع
- الأمنية - حكاية شعبية
- شرعنة الاحتلال
- السمك لمن يعمل
- يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-
- المصالح العربية وما بعدها
- يوميات الحزن الدامي -5- -أميرة-
- يوميات الحزن الدامي -4- رياض
- يوميات الحزن الدامي-3- ماهر
- يوميات الحزن الدامي-2- اسماعيل


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل السلحوت - أخلاقيات الحروب وجرائمها