|
حوار بسيط وهاديء مع الأخوة الشيوعيين ...
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أهم موضوعين طرحهما موقع الحوار المتمدن للتصويت من وجهة نظرنا المتواضعة هما : أولاً : هل تؤيد أن تكون للمرأة علاقات جنسية قبل الزواج واعتبار تلك العلاقات شأناً شخصياً ليس لأحد الحق بالتدخل فيه ؟ بعد انتهاء التصويت كتبت ألسيدة بيان صالح مقالة :بعنوان ( بعض الملاحظات حول حق المرأة في التصرف بجسدها وعواطفها) بتاريخ 20 / 3 /2009.وصفها غالبية أصحاب ألتعليقات بالمقالة الجريئة للسيدة بيان . وفعلاً لقد كانت كذلك علماً أننا من الذين صوتوا بنعم .. ولقد أبدعت ألأستاذة بيان في طرح وجهة نظرها .. ثانياً : هل تعتقد أن النظرية الماركسية شاخت وبحاجة إلى تطوير بحيث تلائم العصر الراهن ؟ جاءت نتائج التصويت كالتالي ولغاية يوم 22/3/2009: لا إنها ملائمة لكل العصور 14% 293 صوت. نعم إنها بحاجة إلى التطوير 51% 1075 صوت . من الممكن 6% 123 صوت . نظرية عفا عليها الزمن 29% 617 صوت . ونحن صوتنا بنظرية عفا عليها الزمن .. من خلال هذا التصويت نلاحظ أن أعلى نسبة كانت ( بحاجة إلى التطوير) تليها في المرتبة الثانية ( نظرية عفا عليها الزمن ) . قد يقول احد الرفاق لماذا كتبت حول الموضوع والتصويت لم ينتهي بعد ؟ ونحن نقول أن المسالة محسومة أصلاً من حيث الفارق الكبير بين ( ملائمتها لكل العصور) و( نظرية عفا عليها الزمن) . أما الأغلبية والذين صوتوا ( بحاجة إلى التطوير) فلدينا سؤال ؟ من هو المُعول عليه أو بمعنى أخر ماهي المرجعية التي من الممكن الاعتماد عايها بحيث تستطيع التطوير حتى تلائم العصر وهل سيقبل الرفاق بهذا التطوير ؟ وبحوار بسيط مع الأخوة الشيوعيين وبلغة بسيطة خالية من التعقيد والمصطلحات ( بالنسبة لنا) نُحب أن نورد مسألتين نعتقد وحسب رأينا الشخصي أن مأيتبناه الأخوة فيهما يتسم بالضبابية ( هكذا نراها) ألا وهما : الدين والقضية الفلسطينية.. ولنبدأ بالدين : كلمة دين هنا لاتعني الدين الإسلامي فقط ولكن جميع الأديان وبما أن العالم العربي غالبية سكانه من المسلمين سوف يكون مثالنا محصوراً به وينطبق على باقي الأديان وانطلاقا من الحزب الشيوعي العراقي أيضا ليكون مثالاً أخراً على باقي الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية قاطبة فأرجو أن يتسع صدر الأخوة لأننا من الأميين في الشيوعية عموماً وفي السياسة خصوصاً . حسب المعلومات المتوفرة لدينا فأن حزب البعث قد منع ( الأربعينيات الحسينية) كما يُسميها الأستاذ حنا بطاطو في كتابه العراق ( الكتاب الثاني) الحزب الشيوعي صفحة 362 .منذ عام 1975 وبما أن حزب البعث انتهى في عام 2003 من ناحية حكم البلاد فلقد عادت الأربعينيات الحسينية من قبل إخواننا الشيعة تأخذ مجراها الطبيعي وبشكل كبير جداً ومنذ مأيقارب 7 أعوام حتى أن كثيراً من السادة الكُتاب قد كتبوا حول هذا الموضوع عدة مقالات من قبيل النقد البناء وذلك لكون هذه المناسبات تُعطل الحياة وتعمل على شل حركة البلاد من ناحية الإنتاج وصرف الأموال الطائلة وغيرها . مع ملاحظة أنه لايمضي شهر إلا وهناك مناسبة دينية إما لولادة إمام أو وفاة أخر .. وأكبر هذه المناسبات هي المسيرات الحسينية بحيث يصل عدد الحجاج إلى الملايين .. نعود لكتاب الأستاذ حنا بطاطو حتى نصل إلى الأسئلة التي سوف يتم طرحها . يقول الأستاذ حنا : وبعيداً عن الجدل الذي انطلقت منه ملاحظات عابرة حول الأربعينيات الحسينية وردت في مقالة منشورة في صحيفة السجن السرية ( كفاح السجين الثوري) بتاريخ 2 شباط (فبراير) عام 1954 وظهور رد مطول على هذا الموقف في ( كفاح السجين الثوري) بعد أكثر من ثلاثة أشهر وجاء الرد يحمل توقيع ( الرفيق نصير) وبعنوان : ماهو موقفنا تجاه المسيرات الحسينية وكتب نصير يقول : أثارت هذه المسألة الكثير من الخلاف داخل تنظيمنا والمشكلة هي ما إذا كان علينا أن نحارب هذه المسيرات ونستهدف وضع حد لها أم كان علينا أن نسعى إلى تحويلها من سلاح في أيدي الأعداء إلى سلاح للحركة الثورية .هذه النقطة من مقالة ( الرفيق نصير) هي ألتي سوف يتم طرح أسئلتنا من خلالها دون ألاسترسال في بقية مقالته . طبعاً كان هناك اعتراضات كبيرة على ماكتبه ( الرفيق نصير) من قبل الشيوعيين أنفسهم . نحن هنا والذي يعنينا من ألأمر . هل استفاد الشيوعيين من المسيرات الحسينية وتحويلها إلى سلاح للحركة الثورية كما قال ( الرفيق نصير) في الوقت الحاضر على ضوء مقولة لينين ( إفعل حيث توجد الجماهير). سوف نسأل ؟ هل هناك جماهير أكبر من جماهير المسيرات الحسينية في كربلاء والنجف ؟ لقد وصل العدد في عام 2009 إلى الملايين ؟ ومنذ عام 2003 – 2009 هل فعل الشيوعيين في العراق ماأوصاهم به لينين ؟ وسوف نتحاشى أقوال لينين وأنجلز من أن أي هجوم مباشر على الدين في ظل ظروف غير مؤاتية يُعتبر حماقة وعلى الماركسي أن يكون مادياً أي عدواً للدين ولكن أن يكون مادياً جدلياً ونكتفي بالفعل تجاه الجماهير .. نحن ألآن أمام خيارين : ألأول : إما أن الشيوعيين وعلى امتداد 7 أعوام في العراق قد التزموا بما قاله لينين وفعلوا حيث توجد الجماهير ؟ ومن هنا لابد من نتائج مثمرة على أرض الواقع وتكون ملموسة ولابد كذلك من ترجمة الأفكار إلى وقائع ؟ وبعكسه فان هذه الأفكار كانت للمناظرات والتثقيف والمحاضرات والدروس بدون أفعال تذكر .. الثاني : هو أنهم لم يلتزموا بما قاله لينين وضيعوا أكبر فرصة في تاريخ حياتهم . وذهبت جهودهم وأفكارهم سدى . على ألأخوة الشيوعيين أن يختاروا مع الأخذ بعين الاعتبار الملاحظة التالية : لقد جرت انتخابات عام 2009 في العراق وفي 14 محافظة فيها معاقل الشيوعيين مثل محافظة الناصرية والبصرة والعمارة وكذلك بغداد .. لم يستطع الحزب أن يحصل على مقعد واحد علماً أن عدد الأصوات للمقعد الواحد تراوحت وحسب نسبة السكان في المحافظات مابين 20 – 50 ألف حسب معلوماتنا ... هل هذا السؤال مهم جداً أم لا ؟ هل الأخوة الشيوعيين لديهم تفسيرات منطقية وعلمية حول ذلك ؟ ألا يوجد في العراق 20 ألف شيوعي مع ملاحظة ماهي القوائم ألتي فازت ؟ أتمنى أن لاندخل في شروحات ملئيه بالمصطلحات حتى لاتضيع علينا فرصة الأسباب ألتي أدت إلى ذلك .. علماً أن الحزب الشيوعي العراقي من أقدم الأحزاب في العراق .. المسالة الفلسطينية وهي الثانية : يقول الأستاذ حنا بطاطو في كتابه المشار إليه أعلاه وفي صفحة 255 مايلي : يوم 14 أيار ( مايو) 1947 أعلن وزير الخارجية السوفيتي أندريه غروميكو في بيان تلاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه ( لايمكن ضمان المصالح المشروعة للسكان اليهود والعرب في فلسطين على حدَ سواء إلا بأقامة دولة عربية – يهودية مستقلة وثنائية وديمقراطية ومتجانسة) ولكنه أضاف أنه ( إذا ما أثبتت هذه الخطة كونها مستحيلة التنفيذ فسيكون ضرورياً أخذ الخطة الأخرى في الاعتبار وهي الخطة التي تنص على تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين واحدة يهودية وأخرى عربية ).. وبعد خمسة أشهر في 13 تشرين الأول ( أكتوبر) قال س . تسارابكن المندوب السوفيتي لدى الأمم المتحدة أن العلاقات بين العرب واليهود أصبحت متوترة إلى درجة أنه صار يستحيل التوفيق بينهما ولذلك فان خطة التقسيم تحظى بأكبر ( أمل في التنفيذ). القضية الفلسطينية بالنسبة للمسلمين عموماً وللعرب خصوصاً تُعتبر القضية المركزية ومنذ أكثر من 60 عاماً ناهيك عن أن الاتحاد السوفيتي صوت مع أمريكا وهذا نقض واضح للموقف الذي اتخذته الحكومة السوفيتية على مدى 3 عقود سابقة . وفي صفحة 261 يقول بطاطو : وعلى كل فقد كان لسياسة موسكو تأثيرا ضار جداً بالنسبة إلى الشيوعيين في العراق وقللت هذه السياسة من نفوذ الشيوعيين بين العمال العرب وأربكت مؤيديهم وثبطت عزائمهم وقلصت قاعدتهم بشكل ملموس. كان هذا موقف الاتحاد السوفيتي .. بينما قال مؤسس الحزب يوسف سلمان ( فهد) مايلي: إن قبول الاتحاد السوفيتي بقرار تقسيم فلسطين وإقامة دولتين منفصلتين قد فرضته اعتبارات دولية في مقدمتها موازين القوى في العالم . نحن كنا وما نزال مع إقامة دولة واحدة في فلسطين دولة ديمقراطية للعرب واليهود وإذا أتضح تعذر فرض هذا الحل في الوقت الحاضر فهذا لايعني قبولنا الحل الثاني. هناك تباين بين موقف الاتحاد السوفيتي وموقف الرفيق فهد ( نحن نراه هكذا) ..خصوصاً إذا علمنا أن المرجعية في كل صغيرة وكبيرة لابد أن تكون للبلد الأم باعتبارها حاملة لواء الشيوعية . أما في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي فأن الرفيق فهد يقول : إن فلسطين لاتتحرر إذا أقتصر أمر تحريرها على إجراءات الحكومات العربية دون أن تشترك الجماهير الشعبية في البلاد العربية في هذا الكفاح واشتراكها فعلياً وبشكل يضمن الفوز هذا التصريح مضى عليه أكثر من ستين عاماً ولازال هناك الكثيرين من الشيوعيين على هذا الرأي. إسرائيل اليوم من الدول المتطورة وهي الدولة الوحيدة التي يصفها الكثيرين بأنها دولة ديمقراطية ولا يوجد في الشرق دولة ديمقراطية غيرها علماً أنها تمتلك كل وسائل العصر مع جيش يعتبره الكثيرون أنه خامس جيش في العالم .. السؤال؟ هل تصريح الرفيق فهد مؤسس الحزب لايزال قائما ؟ وكيف يتم التعامل معه على ضوء النقاط البسيطة التي أوردناها هذه الرؤيا البسيطة لنا في المسالتين الواردتين أعلاه الدين والقضية الفلسطينية . تنويه : نحن ناقشنا الموضوع على ضوء التصويت الذي طرحه موقع الحوار المتمدن مشكوراً وتغافلنا عن الرأي الذي يقول : هل يُعقل أن ينهار شيء ما قبل أن يقوم ويظهر ( الشيوعية باعتبارها المرحلة الأخيرة ). وأن الاشتراكية لم يقم بناؤها ( باعتبارها المرحلة ماقبل الشيوعية) . لذا وجب التنويه ...
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألعقلية العربية ...
-
مجلة زهوة ...
-
هل الشورى هي الديمقراطية ؟
-
العلاج عند الكفار ...
-
عدنان عاكف وحقبة عبد الناصر التاريخية...
-
عبد العالي الحراك والغثيان ...
-
الوصايا العشرة
-
أراء في الحوار .. فؤاد النمري نموذجاً
-
هذه المرة ... طارق حجي ونادر قريط
-
بين أماني حامد حمودي عباس وكتابات سيد ألقمني
-
طارق حجي بين أنياب فؤاد النمري
-
مرة واحدة بالعمر ...
-
كوكو ... كوكو...
-
الليبرالية ... مرة أخرى
-
الليبرالية وغيرها من المفاهيم ...
-
الاسلام والمفاهيم الحديثة ..
-
مقتطفات أخرى من التراث .. هل من خروج ؟
-
الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة ...
-
نحنُ أخر أمة أُخرجت للناس ...
-
الفكر المخالف ...
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|