أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - تداعيات ما بعد الانتخابات














المزيد.....

تداعيات ما بعد الانتخابات


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


النتائج التي افرزتها انتخابات مجالس المحافظات – وبغض النظر عن كل السلبيات التي رافقتها – اكدت على افلاس الخطاب الطائفي بشقيه الشيعي والسني , وبات واضحاً ايضاً ان الكسب الذي حصل عليه حزب " الدعوة " برئاسة المالكي ليس بسبب امتلاكه للسلطة وتحقيق انجازات عملية فقط , بل ويعود في جزء كبير منه للخطاب السياسي البعيد عن الطائفية . والمتتبع لخطابات المالكي في جولاته الانتخابية التي بدءت قبل اجراء الانتخابات بفترة طويلة وفي مختلف المحافظات العراقية , لم يذكر اسم حزبه " الدعوة " الذي يوحي بالظلال الطائفية الشيعية , بل رسخ بدلها " ائتلاف دولة القانون " التي توحي بالعلمانية .

بعد ان تم تجاوز فورة الانفعال السلبي على نتائج الانتخابات للاحزاب التي تراجعت حضوضها ومنيت بالخسارة , تحاول هذه الاحزاب ان تدرس اسباب الوصول الى هذه النتائج , وبرزت في الايام الاخيرة اتجاهات غير متكاملة تحسباً للانتخابات البرلمانية القادمة , وهي الاهم في اعادة بناء البلد . فمن جهة الاحزاب الشيعية التي مزقت شرنقة قائمة " الائتلاف " ووجدت نفسها امام هاوية الخسارة التي قد تكون افدح في الانتخابات القادمة , يجري الحوار حول امكانية عودة قائمة " الائتلاف " الشيعية ولكن ليس بزعامة " المجلس الاعلى " , بل بزعامة حزب " الدعوة " . الاتجاه الآخر توجه حزب " الدعوة " لمحاورة اطراف علمانية واخرى من الجانب السني والبعثيين , وبالذات جبهة " الحوار " برئاسة صالح المطلك , في محاولة ظاهرها خلق تعاون يخرج العملية السياسية من اطارها الطائفي .

كلا الاتجاهين يدور حول الرابح الاكبر ( الجوكر ) السيد رئيس الوزراء وحزبه " الدعوة " , وكلا المشروعين لايبتعدان عن استمرار الصراع بين المشروعين الرئيسيين الايراني والامريكي . الايرانيون يحاولون المحافظة على كتلة " الائتلاف " الشيعية لانها الاضمن في استمرار نفوذهم الفاعل داخل العملية السياسية و الحكومة , والثاني يريد اخراج العملية السياسية من اطارها الطائفي لتحجيم النفوذ الايراني واضعافه من جهة , ومن جهة اخرى اضفاء صفة التآلف الوطني الذي يمكن تصنيعه بمنح بعض السلطة التي هي هدف اغلب هذه الاطراف , ويبقى المشروع الوطني الديمقراطي الحقيقي الذي لايزال يحبو , يحتاج الى وقت اطول كي ينمو ويشتد عوده . ولو قدر للاتجاه الثاني ان يكون اكثر جذرية فهو الاسلم لاعادة بناء العراق في المرحلة الحالية , خاصة وان الامريكان امام استحقاق اقناع العراقيين بجدوى الاتفاقية الامنية معهم من جهة , وضغوط الازمة العالمية التي تدفعهم للاسراع بسحب جزء من قواتهم من جهة ثانية .

التوجه الاول سيكون تحقيقه اكثر صعوبة لعدة اسباب , من بينها تجاوز اطراف " الائتلاف " ذاتها للاطار الطائفي الذي ا صبح لايلبي المصلحة الذاتية التي توسعت لكل طرف . ومن الاسباب المهمة ايضاً الخبرة والامكانية والاثرة في عدم التنازل التي يمتلكها " المجلس الاعلى " داخل العملية السياسية , واهم حلفائه القائمة الكوردستانية التي تعتبر تجريد مفهوم الفيدرالية من كورديتها شأن يهم الآخرين , بل تسعى لمنع ربط الفيدرالية بكوردستان فقط , وتحالفها مع " المجلس الاعلى " الذي يريد تنفيذ مشروع التسع محافظات الطائفي لكي يتم تجريد الحكومة الاتحادية ( المركزية ) من اغلب صلاحياتها , ويسهل للاقليمين وضعاً يكاد ان يكون مستقلاً . وهذا التكتل يمكن ان يسحب اليه ( بصورة اكثر جذرية ) الحزب الاسلامي السني . والحزب الاسلامي سيقرر بعد ان يعرف ما يحققه من نفوذ داخل الوسط السني .

توحد رغبات الحزبين الكورديين الرئيسيين و" المجلس الاعلى " ستساعد في اتفاق الاطراف المناوئة الاخرى التي تعمل على قيام حكومة اتحادية قوية , ومن هنا تأتي امكانية اتفاق رئيس الوزراء وحزبه مع الاطراف السنية وبعض العلمانيين . ويبقى عامل الزمن عنصر مهم في هذه المعادلات , حيث لم يبقى على الانتخابات البرلمانية الا القليل , وستكون مجازفة كبيرة ل"المجلس الاعلى " لو سار بهذا الاتجاه , وذلك لكون اكثرالعراقيين اخذوا يميلون لوجود حكومة مركزية قوية تفرض الامن والنظام , بعد ان ذاقوا نعمة الامن عن طريق الحملات العسكرية التي قادها المالكي في محاربة العصابات الخارجة على القانون في بغداد والبصرة والموصل وديالى وباقي المناطق الملتهبة , وهو سبب جوهري ايضاً يضاف لاسباب فوز المالكي وحزبه في الانتخابات الاخيرة . ولعل فشل التصويت على مشروع اقليم البصرة الذي روج له الاستاذ وائل عبد اللطيف ما يؤكد هذه الوجهة , رغم تصوير المشروع من قبل القائمين عليه على انه المنقذ الحقيقي للجماهير البصرية المنكوبة بنار الفقر والحرمان , وكل بصراوي سيرفه مثل اي مواطن في دول الخليج . الا ان المشروع سقط في هاوية لايرجى منها اية شفاعة . وسيخسر " المجلس الاعلى " الكثير من اصوات مؤيديه لو اصر على السير في هذا الطريق , وطعم الخسارة المرّة لايزال طرياً ويفرض عليه مراجعة عسيرة .





#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث من الزمن المنكوب
- شهادات تأبى النسيان
- المسرحية
- عمودي بحر العلوم وآية الله عجعوجي
- وقائع لاتبغي التوثيق
- الرسالة الاولى
- زوايا من زمن الطاعون
- احتفالات لها طعم خاص
- ذكريات لها رائحة الورد
- تهويمات تحققت بعد عشرين عاماً
- المرجعية الوحيدة القادرة على إنقاذ العراق
- العراق بين غياب المشروع الوطني وصراع الآخرين
- الأستحقاقات المبيتة للفشل
- خطوة جيدة في كل الأحوال
- الدوران في الفشل
- إستمرار الصلاة في محراب المحاصصة نهايتها جهنم
- ألصكوك بلا رصيد
- بين المأزق والمشاريع السياسية
- زوبعة علاوي ومكامن الخطر على وحدة العراق
- الرباعية العراقية وأمل الخروج من المأزق


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - تداعيات ما بعد الانتخابات