ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:35
المحور:
الادب والفن
أعشقك دون أن أراك
أو أتعرف عليك
أيتها السحلية الكحيلة العينين
أيتها التي لم تأت بعد
من تلك المصادر والآيات
والضفاف التي
ولدت فقط لتختفي
كحمرة خجل
أعشقك أيتها المثعلبة في بستان وميضي
وأنت غير موجودة على أية حال
مهما بدوت لي شعلة
في أفق سرابي
ومهما جئت حاملة جلبة الصيف
وبريق الرمال وهو يشتعل في صياحي
لن تكفر بك ثيابي المبرقعة
بثقب اللانهاية
أو حتى اللابداية
أركاني زريبة للمساء
أفرغها الليل
من أغنيات الريف المعتق
فقد هوى الظل على الشجرة
ومات المريخ ساهما وثلجا تصحر
أعشقك أيتها التي
سوف أتدفأ بالنقع فيها
تحت نهديها الصغيرين أنا أستظل بهما
ونسافر نحو العلبة السرية معا
تلك التي تعلقها الآلهة على أعناقنا قبل الفطام
كوقت لإنبثاق الرنة .
أعشقك كما لو لم يكن أي صوت
لديك
أي انبعاث في طريقك
أي صدى لتلال جبالك
أي شوق أيضا
وهو متوارى في أعقاب محارة جامدة قد تكون
تحت بحر عملاق بلا قعر
أو بيت
بلا ولو إشارة أو تحية
أعشقك وقت السفر
حيث تهب عليك طرقات ومنعطفات
وأنت ترشحين هويتك للبقاء
أكثر فأكثر
دعيني ألثم موتك
يامجنونة بي حتى الثمالة
حتى اللسعة الأخيرة
التي سأتمتع بها كقبلة أفعوان
مجلجلة
تمنحنى سكون موتي الأول
في لحظة خاطفة
غير منتظرة
ولا مرغوب فيها
أعشقك أيتها الغفوة في أعماقي الممكنة
ترفل في سبات كالدب
الراقد في زمن شتاء قارس
أنت أنت
أو لا شيء تماما يخفي ظني .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟