وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2594 - 2009 / 3 / 23 - 01:28
المحور:
الادب والفن
حزينة هي الطرقات التي تنتظر المطر.. حزين هو المطر الذي لا تتلقفه الطرقات...... حزينة هي الخطى التي لا تقودها الطرق.. حزينة هي الخطوات التي تحرقها الألفة.. أعرف أنني التقيتك قبل الآن.. وفارقتك من خوفي عليك.. لأن زبانية يصطادون نجاوى العشاق فلا ترتبكي.. لا ترتبكييييييي.. تكفي إغماضة عين كي نتوحّد في وجه العصر.. أحبّك حتى أني لا أبصر شيئاً قدامي غيرك.. لااااااا ترتبكي.. لا تبكي قلبي المستغرق هذه اللحظة فيك يصلي.. يصلي صلاة جميع المحرومين على أرصفة الغربة.. أرتجف كعصفور جائع في غرة تشرين.. وأسأل رئيس الكتاب عن قصتنا.. أَ وَ لو كنا نكذب أو نفسق في الأرض كان الآن ربيع.. أي ربيع يصنعه الفجار ونحن شهداء الحق على الحق نضيع..
أحب اللحظة أن أبكي فاجمعي كفيك وغطيني يا حارسة أوروك فلا يفضحني نورك.. غطيني كي أتوحّد في الذات الأخرى.. كفاك تحيطانني مثل تويج الزهرة.. مثل تويج الزهرة إذ ينغلق الآن ويبتدئ كون آخر.. يمتدّ إلى كون آخر.. ينفتح على أكوان زاهرة تتدرج فيها ألوان الطيف الشمسيّ على أطراف جدائلك.. من كان طريقاً لن يعدم نور.. من كان طريقاً لن يعدم نور.. من كان بلا أرض أو مائدة يكفيه قلب الفجر الراجف.. يا مانح جنح العصفور هبة الطيران هبني الآن أطير.. يا مانح جنح العصفور هبة الطيران قدني إلى أرض تحملني وسرير يحضنني من قلق الفلوات وقلب يلتف على بردي .. طالت غربة روحي وتنفس فيّ الغثيان.. وليس على الضفة الأخرى غير سراب.. أعرف شلل المهووسين وراء النعش يغنون بلا وعي .. من كان على النعش يرى ألوان الخطوات ويعرف شكل الطرقات.. فلا ترتبكي.. لا ترتبكي أن الساعة آتية لا ريب.. سيصحون من الرقدة بعد فوات الوقت.. ولن يعتذروا.. سيجدون قوالب أخرى تجمع خيبتهم.. خرافات أخرى ينسابون بداخلها.. يستلقون على البطن أو الظهر.. أو على رؤوسهمو ينتصبون.. الحشرُ لهم عيد.. الحشر لهم عيد..
الساعة آتية لا ريب..
31 يناير 2007
لندن
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟