سعيد علم الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2594 - 2009 / 3 / 23 - 01:28
المحور:
الادب والفن
صعدَ على سَطحِ إحدى الْمَباني الشَّرقِيَه
ليداعبَ أطرافَ السَّماءِ بِيدَيه
كان سعيداً جداً بتلك الْمُداعَبَه
فمتاعِبُهُ وأثقالُهُ تَبخَّرتْ أمامَ عينَيه
كما تتبخرُ مياهُ البحارِ السَّائِبه
والْمجراتُ العديدةُ البعيدةُ اللامُتناهيه
الغارقةُ في أَبعادٍ وأزمانٍ سحيقةٍ نائِيَه
لَمَحَتْهُ بطرفِها من البعيد غاويَه
وأخذت تَتَغَنْدرُ شبقاً حواليه
تدعوهُ إلى حفلةِ رقصٍ لاهيه
..
فأشعَلتِ الغيرةُ عشيقَتَهُ الغاليه
دربَ التَّبانَةِ بنيرانٍ حامِيه
..
خلعت كلُّ ما عليها من ثياب
متناثرةً بدُرَرِها الزاهِيَه
حوريةُ الكونِ العاريه
تريدُ الْرقصَ والخلعَ والْورْشَنه
في سهرةِ الْحبِ والدلْعَنَه
..
وبين الْحينِ وبين الْحين
كان يَمرُ سحابٌ داكنٌ وضباب
ليعكرَ صَفوَ هذه الأُمسيةِ الراقِيَه
. . .
وبِما أَن النورَ والضِّياء
هو التَّفتُّحُ والانطلاق
وبِما أن الظلامَ والغِشاء
هو العَتمَةُ والانغلاق
فما كان منه الا ان تركَ الْمَّزاح
وهبَّ يبعثرُ الضبابَ والرياح
وبدأَ يرى بِعينيهِ الْصافيتينِ من الأَوهام
وضوحَ الكثيرِ من الْمآسيِ والآلام
أصبحَ جزأً من الأُفُقِ البعيد
وأخذَ يَختارُ لعينيهِ آفاقاً أبعد
صارَ يحلمُ بقدوم عصرٍ جديد
ويعترضُ على كلِّ شئٍ يُرَدَّد
وصارَ يغرقُ في سكونٍ عميق
لينتقدَ لتَّ الكلامِ الْمزوَّق
وعندما كان يبتسمُ بوجْهٍ صديق
كان في داخله القلبُ يدمعْ
فالْمصيبةُ كبيرةٌ
والترقيعُ لا ينفع
الْحاضرُ مهازلٌ
والقادِمُ ألعنُ وأبشع
فالأَصنامُ التي رُحِّلت يوما إلى السَّحِيق
عادت من جديدٍ على عروشِها تتربع
. .
وتَمنى أن يصنعَ لنفسهِ آلِهةً من الخبزِ والتمور
ليأكلَهَا عندما تزقزقُ في بطْنِهِ العصافيرُ والطيور
وهل هناك أنفعُ من صنمٍ عند الجوعِ يؤكَل
بدل أن نُقَدِّسَهُ ونَعْبُدَهُ طوالَ اليومِ ونَتَبَهْدَل
#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟