شهناز أحمد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2593 - 2009 / 3 / 22 - 01:37
المحور:
الادب والفن
المدينة الجامعية
أبنية متناثرة ...مكتظة بالطلبة ...حركة دائمة .....أحلام تبحث عن وطن ....
مدينة تحاول خلق مدن ما ...!
الغرفة 105
كنا نسميها الزنزانة 105 يسكنها الطالبات الطب البشري , يفتح الباب بهدوء
الأغاني , الضحك والجريدة اليومية بحاجة لجواز سفر لدخول الغرفة .
الباب معتقل بين أنامل العبارة التالية : ( نحن نائمون نرجو عدم الإزعاج ) .
والحقيقة إنهم يدرسون بشكل صارخ حينئذٍ .
جدارها صماء معلقٍ على واحدٍ منها صورة أمٍ ترضع طفلتها وتحت الصورة
كتبت العبارة التالية : ( أثبت طبيا" أن الرضاعة الطبيعية أكثر فائدة للطفل ) .
على الجدار الثاني يوجد صورة لممثلة عربية يبدو أن أدوارها في التمثيل
تدور في المجال الطبي .
الجدار الثالث يحاول إقناع الآخر بعلاقة غرام بالرغم إنه أصم .
الجدار الرابع يهم بالرحيل نحو مكان ما .
الغرفة 224
ساكنيها من سلمية .....وسلمية مدينة تجيد تمرد منذ الأزل , قامات تلك الصبايا
شامخة بعشق الحياة , أكثرهم مرحا" .....أكثرهم بكاء" شعار غرفتهم . صوت مارسيل
خليفة يعانق حزنهن المنثور بين ثنايا لوحة طفلٍ يعانق يدا أمه وقصيدة محمود
درويش .
صورة فيروز معلقة على الجدار المقابل للنافذة كي تشرق الشمس صباحا" .
المكتبة تشكو من المسطرة الطويلة , المحبرة والكتب الهندسية وفي طرفها لوحة لفنان ما
طفل عين له تشع ولآخرى تدمع راسمة خريطة فلسطين .
صديقاتهم من أقصى شمال ....
الغرفة 624
شعار الغرفة ( مرة قبل العاشق حبيبته ففاح من فمه رائحة التراب ) .
كأس المتة ....بإنتظار زائر ما ...فنجان القهوة وعلبة السجائر وأوراق متناثرة بإنتظار من
يضبط فوضاها .....
طالبات الزراعة واعداد المعلمين والهندسة .....التقت طرطوس مع ديرك في غرفة واحدة
بالرغم من المسافات , جريدة أنباء موسكو بصورها الملونة احتلت الغرفة , راديو صغير
وصوت مذيغة مونتيكارلو يصدح بأخبار كل الامم إلا أمتهم .........
صوت نجاة ومحمد شيخو مساء" يحاولان تخدير الغرفة .
الخزانة ...تحمل أوراق ما ... تخاف أن تنطق لزوارها وللمشرفة الطالبات بمحتوياتها ...
في نهاية العام أدركت صديقتهم إنهم سيأخذون معهم رائحة تراب إلى قامشلو .
حلب 6/11/1990
#شهناز_أحمد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟