|
شعب واحد وحكومة واحدة أم ؟
ناصر إسماعيل جربوع
الحوار المتمدن-العدد: 2593 - 2009 / 3 / 22 - 01:07
المحور:
القضية الفلسطينية
بسم الله الرحمن الرحيم "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ" صدق الله العظيم تشهد القضية الفلسطينية منعطفاً جديداً من منعطفات (المصالحة الوطنية) والتي تراوح بين المد والجزر من القاهرة حتى مكة مروراً باليمن وعودة للقاهرة مرة أخري ، مصطلح (المصالحة الوطنية) ظهر إلى قاموس عالم السياسة الفلسطينية حديثاً ، وعمر هذا المصطلح الفلسطيني لم يجتز مرحلة الطفولة المبكرة ، لأن الشعب الفلسطيني ومنذ فجر التاريخ لم يشهد اختلافاً وجسد أسمى معاني التلاحم والوحدة في مقارعة الخطوب والأعداء ، وكانت ولازالت فلسطين مقبرة للغزاة وتراب فلسطين الطاهر شاهداً قوياً مؤثراً على وحدة الدم الفلسطيني أمام المغتصب 0ويبدو أن هذا الأمر أغاظ الراغبين أن يلهوا شعبهم عن سو ء الأحوال المعيشية والاقتصادية والسياسية وكبت الحريات في بلادهم ،وخوفا أن تتنقل العدوى الثورية -عدوى الرفض للظلم - إلى شعوبهم قام حكام الرذيلة بصرف كل غالى ونفيس لطعن الشعب الفلسطيني بخنجرهم المسموم (خنجر فرق تسد) الذي أثله الإستعمار منذ القرن التاسع عشر والعشرين ، وللأسف لاقى هذا الشعار استجابة من بعض الشرائح النفعية التي كثير ما تظهر على سطح بعض الشعوب المقهورة 0 جاء حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينية هذه المرة والذي عقد بتاريخ (10 -3- 2009 ) بظروف تختلف عن جولات الحوارات المكوكية السابقة ، ظروف بات الكل يعرفها ، فيها تصاعد العدوان الهمجي الصهيوني على قطاع غزة المحاصر براً وجواً وبحراً ، صب فيه الاحتلال عدوانه الغاشم على كافة شرائح وأحزاب الشعب الفلسطيني ، ولم يقصد قتل وإبادة فصيل دون آخر، بل كان الهدف هو( الشعب الفلسطيني) وقتل حلمه وخلق فلسفة توازن الرعب ، وفى النتيجة كان الشعب هو الضحية ،حيث أكثر من ( 1500 شهيد وما يفوق على 500 جريح ) غالبيتهم أصبحوا معاقين عدا عن الآلاف من حالات الصدمات النفسية التي لم يشعر بها للأسف أحد لأن الإعلام يركز فقط على الجرح الجسدي ويترك الآلاف من أطفالنا الذين أصيبوا بحالات من التبول اللاإرادي والخوف المرضي والوسواس القهري 0 أكثر من أربعين ألف منزل دمر بشكل كلى أو جزئي وشرد الآلاف من الآمنين لتشهد غزة ومخيماتها هجرة بعد هجرة بعد هجرة ! والمخبئ لنا قد يكون أعظم ! ألم يدرك الإخوة المتحاورين ما حدث وربما سيحدث لغزة ؟ بسبب الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ؟ أتسائل سؤال من حقي كفلسطيني ، إلام الخلاف ولماذا ولمتى والى أين ؟ نحن لغاية الآن لم نحصل على ربع دولة ! ولا نملك أرضاً ولا بحراً ولا معاملات ولا حدود ؟ هل صراعنا على كراسي ورقية رسمها الاحتلال لنا ؟ أم صراعنا على منصب وجاه زائل ؟ الشعب يا سادة يذبح ويجوع كل يوم ويتغنى البعض بالصبر والثبات ! نعم سنصبر وسنجوع ونثبت ولكن إلى متى وما هي النتيجة ؟ بمعنى آخر إلى أين نحن ذاهبون ؟ استحلفكم بالله يا سادتي المتحاورين أن تقولوا لنا إلى أين نحن ذاهبون ؟ سؤال بسيط إجابته يبحث عنها كل حيران فلسطيني، وتبحث عنه الأمهات الثكلى والأرامل والأيتام والمشردين والمدمرة بيوتهم ، الجميع ينتظر الإجابة عليه 0 أم ربما سنجد الإجابة عند (النتن ياهو وحليفه ليبرمان) الذي حصد مقاعد الكنيست الصهيوني بسبب شعاراته المطالبة بقتل وتشريد العرب ، اختلف اليهود يا سادتي من أقصى يمينهم حتى يسارهم المزعوم ، ويمين يمينهم ويسار يسارهم وصبوا في صندوق الانتخابات لمصلحة كيانهم الممسوخ ،واختلفوا وزاد اختلافهم وشرحوا بعضهم على شاشات التلفاز ولكنهم أخيراً اتحدوا --- نعم اتحدوا وسيشكلون حكومة وطنية عنصرية تتحد ضد الفلسطينيين بشكل خاص والعرب والمسلمين بشكل عام ، وسيضعوا خلافاتهم وقلوبهم الشتى من أجل مصلحة كيانهم ، أفلا نتعظ وننظر إلى عدونا ، وتحمر وجهنا خجلا ؟! ، أيها المتحاورين استحلفكم بدماء الشهداء وبصرخات الأطفال اليتامى ،وبأنات الأجساد التي شوهها صواريخ الاحتلال وغازات الفسفور السامة ، أن تتقوا الله في شعبكم ونقول لكم كفلسطينيين تربينا على حب فلسطين العطاء والأخوة والفداء ، كفى فنحن شعب واحد نحتاج إلى حكومة واحدة حكومة تحفظ لنا كرامتنا وحقوقنا المسلوبة وتتعاطى مع شقيقاتها العربية لرفع الظلم والحصار الذي نهش أجساد المرضى ، ووضعنا في غوانتومالوا غزة الحادي والعشرون ،، دعونا نعيش كبشر نأمل بحياة أفضل لأطفالنا،، نعيد بنيتنا التحتية المدمرة ونؤهل أطفالنا نفسيا وتربوياً ، ونعود إلى إبداعنا الفلسطيني المغيب و المسلوب منا عنوة ، أرجوكم لا تلتفتوا وانتم تتحاورون إلا لفلسطين وضع أخي المتحاور كتفك وعينيك صوب كتف وعين أخيك الجالس أمامك على الطاولة الشريفة ، ولا تلتفت شرقاً أو غرباً لأن الإلتفات شرقاً وغرباً يؤدى إلى (الحّول )الفكري والوطني ، نحن ننظركم وننتظر أن نستقبلكم بالورود الملونة بلون العلم الفلسطيني الورد الأحمر المعطر برائحة دماء الشهداء الزكية - والأبيض المطهر بقلوب أبناء شعبنا النقية - والأخضر الدال على فيافينا وأشجار الياسمين الفلسطينية الفواحة حباً لمن أحب فلسطين أكثر من حبه لذاته ، أما اللون الأسود يستقبل به أصحاب الوجوه المخزية العابسة المدمرة لشعبنا الساعية لخرابه فهل ستستحقون منا ذلك يا سادتي؟ د-ناصر إسماعيل جربوع - كاتب باحث ومؤرخ فلسطيني - موجه التاريخ والقضايا المعاصرة وزارة التعليم الفلسطينية
#ناصر_إسماعيل_جربوع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وهل ستبقى إسرائيل 30 عاما يا سعدات ؟
-
يافا في مواجهة التهويد الحلقة الخامسة
-
جذور السيطرة الإسرائيلية على القطاع المالي والمصرفي الفلسطين
...
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|