مصطفى العوزي
الحوار المتمدن-العدد: 2593 - 2009 / 3 / 22 - 01:33
المحور:
الادب والفن
جاء النبأ على أمواج الإذاعة مفاجأ و كئيبا ، وفاة المفكر و الأديب و السوسيولوجي المغربي عبد الكبير الخطيبي عن سن الواحد و السبعين عاما بعد معاناة مع المرض و بعدما كان يتابع علاجه بالمستشفى بالرباط ، هكذا وردت قصاصة الخبر الذي تداولته العديد من وسائل الإعلام الوطنية و الدولية ، انتقل صاحب الذاكرة الموشومة إلى دار البقاء مخلفا ورائه إرثا سوسيولوجيا هاما تدرسه الأجيال المعاصرة و اللاحقة أيضا .
عرف الأستاذ عبد الكبير الخطيبي بفكره المتشعب و الواسع ، فالرجل عالم و باحث في السوسيولوجيا ،و أديب روائي ، و مطلع جيد على العديد من الحقول المعرفية الأخرى منها التي تتقاطع مع اختصاصه السوسيولوجيا و منها التي تجر في اتجاه معرفي أخر يقترب من التخصص تارة و يبتعد عنه تارة أخرى ، كما عرف الخطيبي أيضا باطلاعه الجيد على مجموعة من الفنون ، و منها الفن السابع السينما ، و هذا ما أهله ليكون عضوا بلجنة التحكيم في مهرجان الفيلم بمراكش في إحدى دوارته .
الخطيبي هو واحد من أهم المفكرين و الباحثين السوسيولوجين المعاصرين ، ترك بصمات واضحة إلى جانب العديد من رواد هذا الفكر أمثال عبد الصمد الديالمي و فاطمة المرنيسي ، و محمد جسوس و آخرون ، رغم قلة عددهم إلا أن لهم في الحقل العلمي المذكور شأن عظيم ، عبد الكبير الخطيبي الذي قالت عنه إحدى الصحف اللبنانية بأنه واحد من اللذين عملوا على التأصيل الجذري لبعض المفاهيم في الدراسات الإنسانية و السوسيولوجية منها على الخصوص ، كرس حياته العلمية لخدمة القضية السوسيولوجيا داخل الوطن العربي و خارجه أيضا ، فكان أن جاء بمجموعة من المفاهيم الجديدة و التي انظافت إلى قاموس علم الاجتماع ، و حاول التنقيب في كنهها و سبر أغوارها و من تم الكشف عن مجموعة من الظواهر و محاولة دراستها في ضوء المفاهيم الجديدة التي استنبتها ، فدرس الواقع القبلي للدول المغاربية في ضوء مفهوم النقذ المزدوج ، راجعا في ذلك إلى المنظومة الخلدونية و تفسيراتها لنشوء الدولة و تطورها و إلى أبحاث روبير مونتاني و ميشو بلير حول المغرب العميق .
عبد الكبير الخطيبي الذي قال أن الظاهرة الاجتماعية لا تموت ، يكون اليوم قد مات مخلفا ورائه إرثا علميا و فكريا يدرس و يناقش بعده ، كما يصبح إرثا نفتخر به و تفتخر به الأجيال اللاحقة لأنه في البداية و النهاية ارث بشري لرجل عالم مغربي ،سيظل في الذاكرة موشما.
#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟