|
في ذكرى أحداث القامشلي
مروان علي
الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 09:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
سوريا لكل السوريين تصادف في هذه الايام الذكرى الخامسة لاحداث القامشلي الاليمة التي هزت سوريا من اقصى الشمال الى أقصى الجنوب وادت الى سقوط أكثر من خمسين قتيلا في مواجهات دامية استمرت عدة أيام بين أجهزة الامن السورية والمواطنين الأكراد في القامشلي .
واتسعت دائرة الاحتجاج والمواجهة خلال تلك الاحداث لتشمل كل المناطق الكردية بما في ذلك الأكراد الذين يقطنون في العاصمة السورية دمشق وفي بيوت الصفيح على اطرافها الشاسعة
وامتد الرفض الكردي السوري لماجرى خصوصا من ناحية الاستخدام المفرط والمرفوض طبعا للقوة وللذخيرة الحية في مواجهة المواطنين العزل والابرياء من جانب أجهزة الامن والمخابرات حتى الى الدول الاوربية التي اربكت السفارات السورية التي كانت هدفا للمتظاهرين الاكراد .
بعد خمس سنوات على تلك الاحداث الاليمة ( الانتفاضة الكردية كما تؤكد الاحزاب الكردية) لابد من اعادة معاينة لما جرى والبحث عن جوهر الازمة والمشكلة في علاقة النظام السوري باكراده والعلاقة بين النظام والشعب السوري بشكل عام، اذ هل يعقل ان تتسبب مباراة رياضية( المبارة التي فجرت فتيل الاحداث كانت بين فريق الجهاد وفريق الفتوة القادم من دير الزور ) في تفجير ازمة كادت ان تعصف بالوحدة الوطنية ولو الشكلية والتي يتباهى بها السوريون جميعا وعلى مختلف انتماءآتهم القومية والدينية والمذهبية .
لقد كشفت احداث 12 آذار 2004 عن عمق المشكلات التي تواجه سوريا داخليا رغم محاولة أبواق السلطة التقليل من شانها واعتباركل شيء على افضل مايرام وان هناك التفافا شعبيا حول القيادة الحكيمة وان البيت
السوري في افضل حالاته ( والامن مستتب ) وهو فعلا كذلك ولكن فقط في تقارير الرفاق الحزبيين و ملفات الاجهزة الامنية .
لكن الواقع يقول غير ذلك ويكذب تقارير الرفاق والمخابرات ويؤكد ان الوحدة الوطنية في خطر وان جوهر الخطورة هذه تأتي اولا من غياب الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وغياب قانون الاحزاب وهيمنة حزب البعث الحاكم على كل شيء وغياب الصحافة الحرة هذا من طرف ومن الطرف الاخر تهميش المواطنين الاكراد السوريين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الانسانية
فالمناطق الكردية الكبرى مثل القامشلي وعفرين وعين العرب تعاني من اهمال فظيع وتهميش متعمد من قبل السلطات وتُحكم بقبضة مخابراتية فظيعة لدرجة ان الكردي الذي يريد اقامة عرس يحتاج الى موافقة كل الفروع الامنية المعروفة ومن الناحية التعليمية هناك نقص في المدارس والخدمات والمعاهد وسنويا يفصل مئآت الطلبة الاكراد حصرا من الجامعات والمعاهد بحجة " خطر على أمن الدولة " والسؤال الذي يتبادر الى ذهن كل سوري عرف قسوة تلك الاجهزة الامنية الرهيبة : كيف يمكن لطالب كردي اعزل لايملك غير قلمه ان يهدد امن دولة بوليسية بكل معنى الكلمة .
ومن الناحية الثقافية تحظر تماما الثقافة الكردية في سورية ، رغم محالات غض النظر عن اقامة بعض النشاطات الثقافية خصوصا بعد احداث 12 آذار لتنفيس الاحتقان الكردي فاللغة الكردية محظورة في الدوائر الرسمية ، بالاضافة الى استمرار سياسات التعريب في المناطق الكردية وتغيير اسماء القرى الكردية ومنع الاكراد من اطلاق الاسماء الكردية على المواليد الجدد ومصادرة الاراضي واصدار المراسيم التي تستهدف الاكراد ومناطقهم حصرا
كما تعاني المناطق الكردية ازياد عدد العاطلين عن العمل وغياب فرص العمل لدى جيل الشباب وغياب البنية التحتية لمعالجة هذه المشكلة سواء من حيث اقامة الشركات والمعامل فرغم ان المناطق الكردية هي من اخصب المناطق الزراعية في سورية فان اغلب المعامل والمصانع التي تستخدم المنتجات الزراعية تتركز في الداخل او في المناطق العربية حصرا رغم ان ذلك يكلف الدولة سنويا مئآت الملايين من الليرات ولكن يبدو ان الغاية من ذلك سياسية ولاعلاقة لها بالخطط الاقتصادية وعملية الانتاج وتطويره . الوضع الكردي في سورية ليس بذلك التعقيد كما في العراق او ايران او تركيا ، لان انتماء الكردي السوري الى سورية (تعددية ديمقراطية حرة) نهائي وابدي ولذلك علاقة بعوامل تاريخية وجغرافية ودينية وثقافية من المستحيل تجاوزها ،وان الخطوة الاولى تكون في الاعتراف الرسمي والدستوري بالشعب الكردي كقومية سورية ثانية والغاء نتاج الاحصاء العنصري البغيض ورفع الغبن والظلم عن كاهل الشعب الكردي وتعويض المتضررين الاكراد من السياسات الشوفينية على مر العقود واعادة الأراضي المصادرة الى اصحابها والغاء المراسيم العنصرية التي تستهدف الاكراد حصرا والعمل على تطوير الثقافة الكردية كجزء من الثقافة السورية الجديدة والاعتراف الرسمي بالحركة السياسية للأكراد السوريين واطلاق جميع المعتقلين السياسيين بماء فيهم الاكراد طبعا .
أحداث القامشلي كانت مؤلمة للجميع للعرب وللأكراد وللنظام طبعا ولابد من التضامن والنظر الى المستقبل ووضع الوحدة الوطنية وحمايتها وترسيخها في اول الاولويات ولن يكون ذلك الا بسورية ديمقراطية حرة تكون لكل السوريين .
#مروان_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يد العدالة الطويلة
-
جنبلاط في دمشق
-
كركوك قلب العراق
-
مشعل التمو معتقلا
-
انطولوجيا
-
لا مبرر لمقاطعة قمة دمشق
-
التدخل الخارجي
-
طبخ
-
شاعر كان موته أسهل من حياته
-
اللبناني
-
لماذا لن تدخل سورية الحرب
-
قصص عربية قصيرة
-
انفلونزا الانتظار - الى عارف دليلة
-
سورية رفيق شامي
-
كمال سيد قادر
-
الاكراد والمعارضة السورية
-
صفق.. أيها الكردي
-
الأخ
-
ملف لن يغلق أبد
-
بشرى سارة للسوريين
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|