عبدالوهاب عزاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 02:24
المحور:
الادب والفن
ينهكني وجعٌ عتيقْ
ولم يعد الشعر يكفي
لردم دمي فوق المائدة
لم يعد الشعر قادراً
على مصّ خيط الحلم
من أحراش الكبد
وهذي الأرض اللعينة
مازالت تحتاج الكثير
من الدم الحرّ
لأرى كفي فيها
وأعدَّ أصابعي مطمئناً
ملعونةٌ هذي الأرض
ساقاها الوحشيتان
كساقي نعامةٍ
معلقتان في الغيم
ودمي يئّن مثل المنبّه
أعصابي شجرة صنوبرٍ منخورةٌ
ويدي ترتعش كحمامٍ مذبوح
صداعٌ مدمرٌ ينهش رأسي
والشعر لم يعد يسكرني
قصائدي المخنّثة والثائرة
ترقد حولي جثثاً زرقاء
تبحث عما يبرّرها
وأنا أبحث عن شيءٍ قديمٍ
في دمي
لألهي روحي به
يا إلهي
كم أود أن أعجن هذي السماء
وأبريها لتكون أقل ترهّلاً
سأحملها رمحاً بدوياً
لنحيي ذكرى الدون كيشوت
وسنحرّر دمشق
من ظلال الأحذية الطويلة
وسأمصّ نهدها البكر بمحبةٍ
وأغرق في لحمها المضيء
أسبح فيه حتى الرمق الأخير
كم هو جميلٌ أن أحسّ
أن هذي الأرض اللعينة لي
لأموت على طرف ثوبها
كما أشاء
بسيطاً ونقياً
كحبّة توت
عن مجلة عشتروت
#عبدالوهاب_عزاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟