حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....44

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 09:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

إلى:

• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.
دور التقاليد العشائرية، والاجتماعية، في تحقيق فرض الحجاب:.....30

وانطلاقا من هذه الازدواجية في التعامل مع المعارف، وفي المسلكيات، نجد أن المرأة في الشارع في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، تجمع بين اللباس الذي يسميه مؤدلجو الدين الإسلامي ب "السفور"، وبين اللباس الذي يسمونه ب "الحجاب". وهذه الثنائية التي تكرسها المرأة، كما يكرسها الرجل على ارض الواقع، إن كانت تدل على شيء، فإنما تدل على أننا أقحمنا الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، في صراع لا يمكن وصفه إلا بالصراع الطائفي / الطائفي.

وهذا الشكل من الصراع، الذي أشرنا إليه، إنما هو صراع متخلف، لا يدخل الشعوب، المشار إليها، إلا في عملية إنتاج التخلف، الذي من بين مظاهره هذه الأشكال من "الحجاب"، التي يسمونها "الحجاب الإسلامي".

والواقع أن الجمع بين الاهتمام بالمعارف التقليدية المتخلفة، والمعارف الحديثة، التي تخدم مصالح الطبقات الحاكمة، إنما هو ممارسة تضليلية، تمارسها الطبقات الحاكمة من أجل اكتساب شرعية الماضي، وشرعية الحاضر في نفس الوقت، سعيا إلى تأبيد استبدادها، كما يدل على ذلك عملها على إشاعة المسلكية المتخلفة، الضاربة في عمق التاريخ، واقتفاء أثر المسلكيات البورجوازية التابعة؛ لأنه بتسييد المسلكيات المتناقضة، تجد الأنظمة القائمة مبرر تدخلها من اجل فرض تأبيد استبداد الطبقات الحاكمة.

وإذا كان واقع المرأة هو محور الصراع بين المعارف التقليدية، والمعارف الحديثة، فإن المرأة هي التي تعكس طبيعة التخلف القائم في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وهي الأكثر استلابا بالمظاهر البورجوازية المتخلفة، مما يجعلها تجسد على أرض الواقع، النتائج السلبية المترتبة عن إشاعة المعارف التقليدية، والمعارف الحديثة، كما يتجلى ذلك من خلال عمليتي "السفور"، و"الحجاب".

وإذا كان ليس من المعارف التقليدية بد، فإن دراسة هذه المعارف دراسة دقيقة، وموثقة، يعتبر ضروريا، من أجل معرفة الإيجابي، والسلبي، في أفق استثمار الإيجابي، ونفي السلبي، لصالح العمل على تطوير الواقع. كذلك إذا كان ليس من المعارف الحديثة بد، فإن دراسة هذه المعارف الحديثة دراسة موثقة، يعتبر ضروريا كذلك، من أجل اعتماد الإيجابي، ونفي السلبي، في أفق اعتماده للتسريع بحركة الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، بما يخدم عملية التحول الإيجابي في التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية في كل بلد من البلدان العربية، ومن باقي بلدان المسلمين.

وفي حالة اعتماد ما هو إيجابي، ونفي ما هو سلبي من المعارف التقليدية، والحديثة، فإن الصراع الطائفي سيختفي، وبصفة نهائية، وسيبرز على السطح الصراع الطبقي، الذي سينخرط فيه جميع أفراد المجتمع، ذكورا، وإناثا، وسيختفي، وبصفة نهائية، مصطلح "الحجاب"، ومصطلح "السفور"، وسيحل محلهما الإنسان / المرأة، الى جانب الإنسان / الرجل، بكل حقوقهما، وسيصير اللباس مجرد اختيار، ودون تسمية تذكر.

وبهذا الاستطراد، نكون قد وضحنا بما فيه الكفاية علاقة التقاليد بالمعارف التقليدية المتنوعة، والجامدة، بوقوفنا على مفهوم المعارف التقليدية، وعلى تنوعها، وعلى شروط إفرازها، وتنوع تلك الشروط، ودور العلاقة التقليد بالمعرفة التقليدية، وتنوع تلك العلاقة، ودواعي اعتبار المعارف التقليدية معارف جامدة، وعلى دور علاقة التقاليد بالمعرفة الجامدة على الحجاب، وعلى تنوع الحجاب، وتطوره، وطبيعة ذلك التطور، وعلى المعارف المنتجة لفكر دونية المرأة، الذي يفرض سيادة الحجاب بأنواعه المختلفة، وعلى العمل من أجل تجاوز المعارف التقليدية، في أفق سيادة معارف متطورة، ومتقدمة، تتمثل في ضرورة تمتيع جميع الناس بجميع الحقوق، وجعل المرأة تتخلص من أسر ظاهرة الحجاب، واعتماد دستور ديمقراطي، وسيادة دولة الحق، والقانون، وإجراء انتخابات حرة، ونزيهة، وتمكين الشعوب من التمتع بالحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، من أجل تجاوز وضعية التخلف، التي تقف وراء فرز ظاهرة الحجاب، والعمل على فرض مؤسسات تمثيلية حقيقية، تعكس إرادة المواطنين، وإيجاد حكومة ترعى مصالح الشعب في كل بلد من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين، وقيام تلك الحكومة بالانفتاح على المعارف المتقدمة، والمتطورة، وبالعمل على تحرير المرأة من أسر الحجاب، حتى تصير حاضرة، بكثافة، في عملية التنمية الشاملة، وعلى زوال عقلية الحجاب، وعلى قيام التفاعل بين الواقع، وبين المعرفة المتقدمة، والمتطورة، وبينا، كذلك، بما فيه الكفاية، أن الواقع العنيد، والمتردي، يقف سدا منيعا أمام تحقيق طموحات الشعوب، بسبب ما تبذله الطبقات الحاكمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، من أجل جعل الواقع في خدمة مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. لنصل بذلك إلى علاقة التقاليد بالمعرفة الدينية.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات