أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جهاد عقل - المفكر والمناضل المصري د. شريف حتاتة في حديث خاص















المزيد.....

المفكر والمناضل المصري د. شريف حتاتة في حديث خاص


جهاد عقل
(Jhad Akel)


الحوار المتمدن-العدد: 794 - 2004 / 4 / 4 - 09:57
المحور: مقابلات و حوارات
    


المفكر والمناضل المصري د. شريف حتاتة في حديث خاص بـ <<الاتحاد>>: الانسان يفقد الامل حين يتوقف عن المقاومة
حاوره: جهاد عقل – لارنكا، قبرص
السبت 3/4/2004
* في هذه المقابلة طرقنا العديد من القضايا مع المفكر الماركسي المعروف: الهجمة الرأسمالية الجديدة، الانظمة العربية التي يعتبرها العقبة الاولى امام تحرر الشعوب العربية، دور الشباب، المساواة بين الرجل والمرأة، وضرورة التضامن بين الشعوب، والخروج من المحلي الضيق الى العالمي *

عندما تلتقي مع الدكتور شريف حتاتة تشعر انك قريب منه وكأنك تعرفه شخصيا منذ فترة طويلة، اخلاقه، اسلوبه، ثقافته والاهم من كل ذلك نضاله وتاريخه، كلها امور تلمسها منه دون ان يتحدث عنها مباشرة.

هذا المناضل العربي المصري العريق لم ولن يرفع يديه مستسلما امام قوى الرأسمالية والاستغلال. تجده وقد تخطى العقد الثامن من العمر يحمل مع شريكة حياته الدكتورة نوال السعداوي الهم العربي والعالمي، باحثين عن تطوير وسائل الكفاح والوحدة العالمية للشعوب المقهورة، المغتصبة حقوقها وخيراتها وثقافاتها من قبل قوى الرأسمالية الجديدة والاستعمار الجديد.

التقيت معهما خلال اجتماعات المنتدى الاجتماعي المتوسطي الذي عُقد في مدينة "لارنكا" في قبرص. برنامج المنتدى مليئ بالابحاث فحددنا الموعد بيننا للقاء على وجبة الافطار الرفاق من المشاركين يواصلون الحديث والسؤال وتبادل الآراء لتطوير اساليب النضال المشترك ضد قوى العولمة الرأسمالية والقوى الاستعمارية الجديدة.. ابتسم د. حتاتة وهمس "لا يمكن ان نجري الحديث هنا". سمعتنا زوجته د. السعداوي وابتسمت، وكأنها تقول لنا "انتم احرار" فاعتذرنا منها ومن الزملاء ودخلنا قاعة هادئة لمواصلة الحديث الخاص "للاتحاد" التي يكن لها د. شريف حتاتة الاحترام وحديثنا اعاد "الذكريات الجميلة" مع الصحيفة.

* اراك وزوجتك د. نوال السعداوي نشطين جدا في المنتدى الاجتماعي هذا وفي العالمي ايضا.
- د. حتاتة: نحن نواجه في المرحلة الحالية بسيطرة الشركات المتعددة الجنسيات، الشركات الكبرى في العالم والمتركزة في عدد من البلدان الراسمالية وعلى الاخص في الولايات المتحدة الامريكية، لكنها موجودة ايضا في المانيا، اليابان، فرنسا وغيرها.

هذه الشركات قوة اقتصادية عالمية تريد ان تفرض سيطرتها كاملة على جميع انحاء العالم وأن تتحرك في هذه السوق العالمية بحرية كاملة، وان تفرض هيمنتها الاقتصادية، وان تدعم هذه الهيمنة بالوسائل العسكرية والحرب. هذا خطر يهدد البشرية كلها وتتركز هذه المخاطر في منطقتنا العربية بسبب وجود النفط الذي يفسر لنا ايضا حرب الولايات المتحدة وبريطانيا والعدوان على العراق. وبسبب العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ورغبة الولايات المتحدة في اعادة تركيب المنطقة كلها تحثّ على مشروع ما تسميه "بالشرق الاوسط الكبير". وهذا التهديد له بعد عالمي وتجسيد محلي في المنطقة العربية، ولا سبيل الى مواجهته الا بقوة عالمية اخرى، تستطيع ان تقاوم هذه المشاريع وتعيد وتغيّر في النظام العالمي لصالح الشعوب. هذا هو الهدف من انشاء المنتدى الاجتماعي العالمي. وهذه التسمية تأتي من الاجتماعي لارتباطها بالحركات الاجتماعية للشعوب ويتطلب ايضا كجزء الحركة الاجتماعية العالمية دعم الحركات الاجتماعية في البلدات العربية واقامة منتدى اجتماعي عربي مرتبط بهذه الحركات الاجتماعية الجماهيرية. اي انه يتطلب من المعارضين لهذا المخطط الرأسمالي الاستعماري الجديد تشكيل قوة اجتماعية دمقراطية شعبية قادرة على مواجهته.

* نتحدث عن الرأسمالية الجديدة والاستعمار الجديدة ما هي طبيعتهما؟
- د. حتاتة: القوى الاقتصادية التي تشكل مركز الرأسمالية الجديد هي الشركات متعددة الجنسية (او متعدية الجنسية) التي يبلغ عددها حوالي (500) شركة في عالمنا هذا. وهي تسيطر على 80% من الاستثمارات في العالم وعلى 82% من التجارة العالمية.. انها تجسد الرأسمالية الجديدة الناتجة عن التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات والالكترونيات. فتطوير هذه الوسائل ادى الى توسيع نفوذ هذه الشركات وزيادة قوتها والسيطرة على الاستثمارات والراسمال مما منحها الوسائل والادوات – التكنولوجية والمالية للقضاء على الشركات الصغيرة ودمجها بعد ذلك فيها واصبح التنافس يتركز بالاساس على دمج الشركات (صغيرة وكبيرة) في "كارتيلات" عالمية تزيد من قوتها.

هذه القوى تسيطر اليوم وتحاول ان تستفيد من الامكانيات الموجودة في العالم لصالحها وتحاول ان تكبر وتتوسع عن طريق زيادة البطالة والتخلص من اتفاقيات العمل الجماعية والضمانات الاجتماعية للعاملين ومشاريع الضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي وغيرها. وتدخل نفسها في جميع المجالات مثل اي تعليم نتلقاه، او اية خدمات صحية نتلقاها وما شابه – وهذا طبعا للاسوأ فهذه الرأسمالية بطبيعتها تقمع كل من يعارضها وتتجه نحو اليمين اكثر واكثر، عبر فرض اساليب العدوان والحرب والتسلح لتنفيذ مشروعها الرأسمالي الخبيث وتخلق اقتصادا مسلحا لنفسها اي انها تقوم بعسكرة الاقتصاد. فهي تتكلم عن حرية التجارة لكن لصالحها، هي فقط – وفرض القيود التجارية على الآخرين من خلال الغاء الجمارك، عدم دفع الضرائب واقامة مناطق تجارة حرة تخدم مصالحها، ونقل مراكز نشاطها. بكلمات اخرى العالم يصبح مرتعا لها.

هذه الشركات العولمية تجسد الرأسمالية الجديدة والاستعمار الجديد. وهي لا تستطيع ان تواصل تضخمها وزيادة ارباحها الخيالية الا على حساب الشعوب في جميع انحاء العالم، وتقع في تناقض رهيب: فمن اجل زيادة ارباحها عليها ايجاد ارتباك في الاسواق وتطوير ادوات تخدم مصالحها بما في ذلك الادوات الاستعمارية.

* على ضوء ذلك ما هو مستقبلها حسب رأيك؟
- د. حتاتة: الامر مرهون بقضية المقاومة التي ستواجهها حتى ما نراه يتجسد في السياسة الامريكية ومحاولات امريكا انتهاج سياسة لايجاد امبراطورية جديدة، في المفهوم التوسعي الاستعماري طبعا – يظل مستقبلها مرهونا بموقف الشعوب فاذا خضعت الشعوب واستسلمت لهذا المفهوم ممكن ان تتواصل هذه السياسة الى ما لا حدود. لذلك نجدها ومن اجل تحقيق هدفها التوسعي الاستعماري هذا تخلق لدى الناس يأسا من المقاومة والمناهضة لهذه السياسة التوسعية، اذا نجحت في ذلك ستنتصر وتصنع ما تريد، واذا فشلت في القضاء على روح المقاومة فمعنى ذلك ان المقاومة ستتزايد وتتسع وتنتشر حتى افشالها واحباط هدفها. هذا التناقض يعني ان لا مستقبل للرأسمالية المعتمدة على الليبرالية الجديدة والاستعمار الجديد لأنها لا تستطيع ان تحل هذا التناقض ومصيرها مرتبط بذلك، مواصلة تكريس وتوسيع الفقر والبؤس في جميع انحاء العالم. ولذلك يتوقف الامر علينا نحن المناهضين لهذه السياسة اليوم، ان نتحد ونقاوم ونجسّر على الانقسامات بين الشعوب لدعم المناهضة المحلية وتوسيع قاعدة المشاركين فيها كي تصبح حركة مقاومة عالمية قوية من هنا اهمية المنتدى الاجتماعي العالمي، لأن فيه تتجسد محاولة لكسر الفواصل ما بين الشعوب، والتي تصنعها الفوارق الطبقية، الجنسية، الدينية والعرقية لتستغلها الرأسمالية الجديدة للتقسيم ما بين الناس ومن هنا تعاونها مع الحركات الاصولية ايا كانت واثارة التحركات العنصرية وتقسيم جهود الشعوب مقابل توحيد جهودها هي.

* العالم العربي – اين هو في ذلك؟!
- د. حتاتة: اذا تحدثنا عن الحكومات والانظمة الحاكمة فهي وكيلة للرأسمالية الجديدة والشركات متعددة الجنسية هؤلاء يفرضون سياسات هذه الرأسمالية بالقمع والدكتاتورية والدمقراطية المزيفة، وهم اكبر سبب لاستمرار القوة الاستعمارية الجديدة والتفرقة والانقسام بين البلاد العربية.

من وجهة نظري هذه لا يوجد عالم عربي حكومي ولكن يوجد عالم عربي شعبي لأنه جمعتنا لسنين طويلة معارك الكفاح ضد الاستعمار، ولدينا التاريخ المشترك والثقافة الواحدة واللغة والمصالح. مصالحنا تتطلب ان نوحد جهودنا كي نصبح قوة تستطيع ان تلعب دورا في المجتمعات الدولية على مستوى اوروبي – افريقي – آسيوي. هذه التجمعات تغلبت على الفوارق بينها وتوحد جهودها.

لذلك فنحن ايضا بحاجة الى تجمع عربي قوي، خاصة ان العلاقات بين الشعوب العربية اقوى منها في اوروبا، فنحن لدينا لغة واحدة على عكس اوروبا مثلا، حيث اللغات مختلفة وهناك نزاعات وحروب طويلة. كعرب، لم نحتل بعضنا لم تكن بيننا حروب الا ما حدث اخيرا للاسف الشديد في حرب الخليج الاولى. هناك عوامل كثيرة تجمعنا وعلينا الافادة من ذلك لايجاد منتدى عربي واحد، هذا ليس سهلا لكن اين هي المشكلة السهلة؟! فكل ما يواجهنا من مشاكل صعب دائما!

* اين يقف الشباب العربي في هذه المرحلة، وهو الذي يعاني من البطالة والمشاكل المعيشية القاسية؟ ماذا تقول لهم كمناضل معروف؟
- د. حتاتة: هذا سؤال صعب. لا اعتقد ان احدا لديه اجابة شافية بشأن هذه المعاناة والمشاكل لأن الوضع صعب ومعقد وقد خرج من نطاق المنطقة والبلد الواحد. لأن القرارات الهامة تتخذ من قبل قوى خارجة عن النطاق الاقليمي والدولي. ولكن ما استطيع قوله، انه طالما ان الانسان يبحث ويناضل ويقاوم، ويبحث عمن يقاوم معه ضد الظلم والقهر، ضد الدكتاتورية والفساد كفرد في المحيط الذي يعيش فيه وفي المجتمعات الاخرى، يكون لديه الامل.. الانسان يفقد الامل حين يتوقف عن المقاومة. حتى الهزيمة وهو يقاوم، مختلفة عن الهزيمة في الاستسلام. المقاومة دائما تعلمه كيف يتخطى الصعوبات وينتقل الى مرحلة اخرى.

في حياتي، عندما تقف امامي احباطات ويأس اشعر بالانغلاق، لكن مع التحدي اتخطى دائما هذه الحالة. على الشباب الا يستسلم، عليه البحث عن زملائه في الموقف والعمل معا من اجل التغيير والتجديد، علينا الدراسة والمزيد من المطالعة والتعليم والانفتاح على الآخرين للافادة من تجاربهم، ان كانت ضمن الحزب او ضمن جمعيات كي لا نبقى لوحدنا ونحبط من الوضع القائم، ان كان البطالة او غيرها.

* الطاقة والنفط مصادر ثراء للعالم العربي، لكن شعوبه تعيش في فقر مدقع هل هو سوء تدبير لهذا الثراء؟
- د. حتاتة: لأن ثروتنا منهوبة لصالح الشركات الاجنبية ولأن حكامنا ضالعون في هذا النهج من سنين طويلة، هذا التحالف بين حكامنا والقوى الرأسمالية القديمة والجديدة هو السبب في ذلك، لذلك، فمعركتنا محلية ودولية لأننا لا نفصل بين الجبهتين فلديهم. ادوات بوليسية وعسكرية وفكرية واعلامية في خدمة هذه القوى العالمية ويحصلون على الفتات. والاموال العربية من النفط وغيره موظفة في الخارج وتستغلها الرأسمالية العولمية لصالحها فقط.

* تحدثنا عن الشباب، اين المرأة العربية في هذه المرحلة؟
- د. حتاتة: نحن، نساء ورجالا، في هذه المرحلة نمر في فترة نعتبرها نكسة. بشكل عام فيها الرأسمالية العالمية الاستعمارية تحقق انتصارات على حساب الشعوب. عندما اقارن بين الشباب اليوم وايامنا الاحظ انهم اليوم لديهم وعي وادراك ومعرفة اكثر من فترتنا. اعتبر نفسي ساذجًا بالنسبة لهم فلديهم معرفة في مدارك الحياة وصعوباتها وعدم الثقة والتشكك والتساؤل. الشك والتساؤل رغم سلبيتهما فهما وسيلة التعلم العولمي.

وعلى صعيد آخر، السيطرة الرجولية والتفرقة ضد المرأة لا تصنع مجتمعًا يستفيد من قوى المقاومة والتغيير لأن النساء نصف المجتمع، ولا تصنع علاقات صحية داخل الاسرة الواحدة والمجتمع، ولا بين الام والاب والاطفال. من يؤمن بهذه السيطرة على المرأة والتفرقة ضدها فإنه يقيم مجتمعا يسير على قدم واحدة وليس على قدمين، في جميع الحالات الخاصة فيها والعامة واذا تغيرت هذه العلاقات، تتغير الحياة الى ما هو افضل وتتطور قدرة مجتمعنا العربي نحو القدرة على التغيير وعلى المقاومة.

* في هذا الوضع القائم، اين يقف اليسار العربي؟
- د. حتاتة: اليسار العربي يمر في مرحلة تراجع وهزيمة لاسباب كثيرة. الاساسي فشل التجارب التي سميت بالتجارب الاشتراكية من جهة، والانتصارات التي حققتها الرأسمالية الليبرالية الاستعمارية الجديدة من جهة اخرى، فاليسار الآن يبحث عن اسباب هذه الهزيمة وكيفية مواجهة الرأسمالية في حلتها الجديدة، وكيفية وضع بنية فكرية وتطويع الفكر اليساري – الذي لديه كافة المقومات لذلك – لمواجهة التغييرات المحلية والعالمية التي حدثت. بمعنى آخر، اليسار يمر بمرحلة انتقالية فيها فراغ، ودائما هذه المراحل هي الاصعب. لأنه عندما لا تستطيع تشخيصًا كاملا لأسباب الخطأ الذي حدث، ولا تعرف بعد الاساليب الجديدة التي تتلاءم مع المرحلة الجديدة فهذا يعتبر مرحلة تيه.

وما ينطبق على اليسار العربي ينطبق على كثير من الحركات بل مجمل الحركات اليسارية المتقدمة في العالم، وحركة المنتديات الاجتماعية المحلية والمنطقية والعالمية هي احدى بشائر تقدم القوى الدمقراطية عموما، وفي محورها القوى اليسارية.

*الاحتلال الامريكي – البريطاني للعراق يحاول تمزيق العراق الوطن والدولة، وهناك اصوات في عالمنا العربي – وعلى ضوء ما يحدث في الاراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الاسرائيلي – تقول: لا نستطيع مقاومة هذه القوة العسكرية والاقتصادية. ماذا تقول؟ هل من امل للخروج من هذا الوضع؟
- د. حتاتة: ليس لدي اجابة شافية ومحددة على هذا التساؤل الكبير لكننا نعرف جميعا ان خروج الاحتلال وافشال مخططاته مرهون بعملية الاستمرار بالمقاومة، عندها سنكشف معا كيفية الخروج من هذا الوضع. طبعا لا توجد اجابة فردية لهذا السؤال لكن عملنا الشعبي معا سيوصلنا الى الجواب الحقيقي من خلال وضع معادلة للمناهضة محليا وعالميا والتخلص من اسباب التفرقة التي تنهش مجتمعنا العربي بالرد بالمزيد من الوحدة والعمل المشترك، هناك بشائر حسب رأيي، قبل مدة قمت بزيارة للولايات المتحدة الامريكية وشاهدت هناك بشائر المناهضة والمقاومة من الشعب الامريكي لسياسة بوش، هذه المناهضة قوية، واليك ما حصل في اسبانيا من انتصار اليسار وهزيمة اليمين الحليف للامريكان. وعلينا الانتباه لما حدث في الانتخابات المحلية في فرنسا وصعود الاشتراكيين بل انتصارهم، ومجرد وجودنا في هذا الملتقى في قبرص هو ظاهرة جديدة وهامة، ترى مندوبين من دول مختلفة نتناقش معا من اجل مواجهة الليبرالية الجديدة التي تعتبر فكرًا للاستعمار الجديد. كل ذلك مجتمعا يشكّل بشائر للتقدم في طريق المناهضة، هذا ناهيك عما يقوم به الشعب العراقي من مقاومة للاحتلال، والشعب الفلسطيني ايضا. كل هذا النهوض سوف يشكل مع الوقت قوة هامة لمناهضة الاستعمار الجديد.

لذلك، رغم ان عمري ثمانون عاما اشعر بالامل الكبير ولدي تفاؤل رغم كل ما يحصل، ممكن انني لا اعاني – شخصيا – مثل الشعب الفلسطيني، الا ان قدرة هذا الشعب على الصمود حتى الآن، يمثل شعلة مقاومة للاحتلال، واذكر ان الحركة المناهضة للعولمة في مصر نشأت من حركة الشباب المتضامن مع الشعب الفلسطيني، وربما لهذه الاسباب نجد الانظمة تتكاتف معا من اجل التخلص من قضية هذا الشعب.

* * * * * * * * * * * * * *

الى قراء "الاتحاد"
يقول د. شريف حتاتة، موجها كلماته: انا كشخص حصيلة اشياء مختلفة، اولا انا ابن لأب مصري وأم انجليزية، هذا بحد ذاته اعطاني فرصة الانفتاح على العالم في سن مبكرة، رغم انه في صغري سبب لي انغلاقا كسرته بنفسي.

انا حصيلة التجارب الايجابية والسلبية لليسار المصري. استفدت منه وفي نفس الوقت عانيت من نواقصه، وبالذات من الفكر الجامد البعيد عن الواقع.

انا حصيلة الزواج من امرأة كاتبة وفنانة تناضل من اجل المساواة بين الرجل والمرأة فتعلمت منها اهمية بناء علاقات صحية وسليمة بين الجنسين، وشاركت معها في النضالات.

وانا حصيلة ابنة كاتبة وفنانة وابن مخرج سينمائي، يخرج افلاما تثير النقاش في المجتمع ومعارضة السلطات والقوى المحافظة والرجعية.

وانا حصيلة محاولة خلق الارتباط بين القضايا المحلية والعالمية.

وانا حصيلة نضال الشعب الفلسطيني خلال الخمسين سنة الماضية، انه قاتل في ذهني ولعب دورا غير مباشر دون ان اعي في صقله.

انا سعيد ان اتحاور معك وان تعيد لي اسم جريدة "الاتحاد" لأن لي معها ذكريات، فانت اعدت لي هذه الذكريات الجميلة، وكل شيء يعيش طالما انه سُجل.



#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمين التقاعد: معركة لضمان شيخوخة كريمة!
- الترجمة العملية لمقولة نتنياهو: -العمال هم أعداء!!
- عام 2003 عام الهجوم الحكومي على العاملين والنقابات العمالية


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جهاد عقل - المفكر والمناضل المصري د. شريف حتاتة في حديث خاص