أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان عارف - عيد للأم!! لا تؤاخذوني...















المزيد.....

عيد للأم!! لا تؤاخذوني...


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:19
المحور: كتابات ساخرة
    


أخبرتني صديقتي أن طفلها الصغير الذي لم يتجاوز السنة و النصف من عمره أراد مرة أن يعبر عن غضبه من والدته بسبب تركها له كل الوقت من اجل عملها و عندما عادت إلى البيت مساءاً و قامت بمناداته لكنه لم يستجب لها بل ذهب مباشرة إلى الخادمة و جلس في حجرها و قام بتقبيلها و مناداتها " ماما " ....
ضحكت كثيرا لدى سماعي قصتها و هذا ما أثار استغراب صديقتي و غضبها مني أنا أيضاً..
بصراحة أجد أن هذا الطفل تصرف بذكاء و لعله يشعر تجاه هذه الخادمة بمشاعر تفوق مشاعره تجاه أمه إذ أنها تشاركه طعامه و تعطيه دواءه تلعب معه لساعات تحكي له القصص حتى ينام أما والدته فلا يراها إلا ساعات قليلة جدا بعد عودتها من الخارج ....
لا ألوم امتلاك هذا الطفل أو غيره من أبناء الطبقة المخملية مشاعر سخط من والديه المشغولين دائما عنه الوالد المشغول دائما بعمله و الأم التي لديها اهتماماتها الخاصة و انشغال وقتها بالمحلات و الاستقبالات و المناسبات و بالتالي قضاء وقت الفراغ في صالونات التجميل و طبيب البشرة والتنقل بين محلات المجوهرات و الأزياء لمواكبة آخر صيحات الموضة ؟ و منهن قد تكون حريصة على بيتها و زواجها نجدها خصصت وقتا كافيا لمراقبة تحركات زوجها خوفا من أن تصطاده امرأة أخرى ناسية أو متناسية أن هناك من هو أكثر أهمية لمراقبته من زوجها و هو ولدها لاسيما في سنينه الأولى ذلك الطفل القابع- وحيدا في المنزل- مفتقدا حنان والدته منتظرا عودتها مساءا لأنها كثيرا ما تأتي منهكة تقبله و هو نائم في سريره يحلم بماذا سيلعب غدا مع والدته " الخادمة ". مع حديثنا هذا نحن نفترض خادمة عربية أو أجنبية تكون على مستوى لا بأس به من الدراية و الإنسانية حتى يتخذها هذا الطفل أماً له بسبب فقدانه الأم الحقيقية و لكن في الوجه الآخر هنالك الخادمات التي لا تتعدى حدود خادمة و من الصعب جدا أن تحل مكان والدته و في هذه الحال يضيع الولد و يبدأ البحث عن أم جديدة قد تكون إحدى الشخصيات الكرتونية في التلفاز أو قد تكون معلمته في المدرسة أو تكون صديقته التي تكبره سناً و التي تعتني به جيدا و تحرص على أن لا يضربه الفتيان الأكبر منه في المدرسة ...
رغم ذلك لعل هذا الطفل أفضل حالا من ابن الطبقة الفقيرة الذي يفتقد وجود والدته معه بسبب عملها خارج المنزل من اجل مساعدة والده و تأمين متطلبات الحياة الكثيرة و ما أن تأتي للبيت حتى تبدأ عملها داخل المنزل من تنظيف و طبخ و تأمين متطلبات الزوج التي لا تنتهي فيراها أطفالها دائما منهكة خائرة القوى ....
و حتى و إن لم تكن هذه الأم تعمل في الخارج و لكن نجد كثيرات منهن يجدن أنفسهن تائهات غير مدركات ما يفعلن من اجل توزيع الحنان و الحب و العطف و الرعاية لأبنائهن الخمسة أو الستة أو السبعة و دائما لا تكون النتيجة لصالحها فكل ولد منهم سيتهمها بأنها تعطي أخاه من الاهتمام أكثر بكثير مما تعطيه ,هذه الأم من النوع الذي ينجب كثيرا متخذات من مقولة " أن الولد يأتي و يأتي رزقه معه " فيكثرن من الأولاد ليكثرن من الرزق و في الحقيقة هم لا يزدادون إلا فقرا و تعتيرا و ظلما لأولادهن الذين لا يتقاسمون حب و حنان و اهتمام و رعاية الأم فقط بل يكون عليهم أيضا تقاسم الغرفة و السرير أحيانا و الدمى و المصروف المخصص و و و ...

أنا لا أشن هجوما على الأمهات و إنما على العكس تماما إذ اعتبر أن مهمة الأم من أصعب المهمات و أكثرها أهمية و إنسانية تلك التي تضحي بحياتها من اجل أطفالها و لكن هل لا يزال هناك هذا النموذج من الأمهات الذي يستحق التبجيل والتقديس ذلك النوع الذي نشعر حقا بان الجنة تقع تحت أقدامهن و إنما ما نشاهده اليوم مثال عن هذه الأم العصرية التي واكبت تطورات العصر حتى بمشاعرها.. و لكن ليس في طريقة تربيتها لأولادها فما
يحدث حاليا أن كثيرا من الأهل يتشددون في تربية أبنائهم مشددين على القول بأننا لا نريدكم أن تقعوا بنفس الأخطاء التي وقعنا بها نحن من قبل و نريدكم أن تصبحوا أفضل منا و أن تحققوا ما لم نستطع تحقيقه و لكن بنفس الوقت نراهم يقومون بتربية أبنائهم بنفس الطريقة التي قام آباؤهم بتربيتهم و ربما أكثر تشددا في بعض الأحيان لذا فمن الطبيعي و المنطقي أن يقعوا بنفس الأخطاء و ربما أعظم و اكبر منها أيضا نظرا للتطورات التي يشهدها زمننا الحاضر ....
أظن أن العلاقات الإنسانية إذا فكرنا فيها من نواح معينة نجدها تنطوي على كثير من الغرابة لم اعد افهمها جميعها تنطوي على شيء من الأنانية و حب الذات و تحمل الكثير من القسوة و الألم بما في ذلك العلاقات الأسرية و الأخوية و الأبوية و وو و و و
عود على بدء.. أجد أن هذه الأم بعلاقتها مع ولدها أو ابنتها علاقة تنطوي على كثير من الأنانية فهذه الأم من لحظة إنجابها لهذا الكائن الحي تحاول جاهدة أن تصنعه كما تريد بحيث يكون مطابقاً تماما للصورة التي رسمتها له من اجل أن تتباهى به أمام الأصدقاء و إن كبر و اختار طريقا آخر سيكون حسب ميوله و رغباته هو عندئذ سيغدو " ولد عاق " ...
و هناك أمهات يمتلكن قدرا كبيرا من الأنانية بحيث تريد من ابنها أو ابنتها أن تكون صورة مصغرة عنها فتربيها بنفس الطريقة التي ربتها بها أمها و تجعلها تهتم بنفس اهتماماتها .. تحب ما تحب والدتها و تكره ما تكرهه هذه الأم كما أنها تدفعها لتعلم العزف على الآلة الموسيقية التي تحبها الأم و تمارس نفس النشاطات التي تمارسها و تتبع نفس الطقوس بما في ذلك عادات القراءة و الكتابة و الحديث و تناول الطعام و الملابس لتصبح هذه الفتاة صورة طبق الأصل عن والدتها بكل شيء حتى أنها تصبح أنانية مثلها أيضا و ستربي ابنتها بنفس الطريقة لتذكرها بشبابها....
و كثيرا أيضا ما يقوم الأهل باختيار الفرع الدراسي لأولادهم و من ثم التدخل باختيار شريك الحياة في المستقبل فإن قبل بكل ما يقدم له و رضخ لما يريدون منفذا رغباتهم متجاهلا رغباته و متناسيا حاجاته و اهتماماته الشخصية عندها سيكون مصدر فخر و سيحظى برضا الوالدين عنه الذي يعتبر طريقا للوصول إلى رضا الله ....؟؟؟؟!!!!!!!
و إلا ستحل عليه اللعنة و سيغدو "ولد عاق" و قد يطرد من المنزل و من الجنة أيضا ؟؟؟ هذا إذا كان ولدا ... أما البنت ستبدأ الضغوطات عليها ليتم تزويجها لمن سيستر عليها خوفا من أفكارها التحررية .
و الجدير ذكره هنا أن هناك نوعا من الأهل يعتبر الأولاد مصدر رزق من ناحية أخرى إذ أننا نرى نموذجا منهم ينجب و يربي هذا الولد لكي يكون عونا لهما في المستقبل و سندا ماديا يمكن الاستناد عليه في لحظات الضعف و العجز و لعل هذا النوع أيضا ارحم بكثير من هؤلاء الذين لا ينتظرون الابن حتى يكبر ليعتمدوا عليه لمساعدتهم و إنما يقومون بإنجاب الأولاد و رميهم بالشارع من صغرهم دافعين بهم إلى المجهول محرضينهم على البحث عن وسيلة يكسبون منها نقودا بغض النظر شرعية كانت أو غير شرعيه منهم من يتجه للتسول بوجوهه المختلفة كبيع العلكة و المحارم في الطرقات و منهم من يتجه للسرقة و قد يتاح للفتاة طريق آخر لا يستطيع أن يسلكه الفتى..
و الهدف هو العودة إلى البيت مع مبلغ من النقود و إلا سيكون العقاب بانتظارهم من قبل الأب العاطل عن العمل.
و السؤال هنا هل يستحق هذا الأب أي تقدير أو احترام من الأطفال، وهل يستحق هؤلاء الأمهات والآباء عيداً "وطنياً" وعطلة رسمية "يجب" الاحتفال به؟؟؟
ليس هذا فقط بل تنتظر الأم لتحصل على الهدية حتى تتباهى بها أمام زميلاتها من الأمهات و التي يجب أن تكون أكبر قيمة من هدية السنة الماضية هذا طبعا ينطبق على أمهات الطبقة المخملية و أنا اقترح هنا أن يقوم الطفل بتقديم الهدية في عيد الأم للخادمة أو السيريلانكية التي تقوم بتربيته أما أبناء الطبقة المعدمة و أولاد الشوارع " الباعة المتجولون والمتسولون فماذا سيفعلون في عيد الأم أو عيد الأب و هل يستحق الوالدان أي هدية أو مجرد كلمة " كل عام و انتم بخير " و إنما على العكس لعل ما يدور في ذهن هؤلاء الأولاد بدلا من ذلك أن ينفجروا في وجوه آباءهم و أمهاتهم قائلين " تبا لكم لماذا أنجبتمونا ........؟؟ """



#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان عارف - عيد للأم!! لا تؤاخذوني...