جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:20
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مسامير جاسم المطير 1580
لا يوجد في التكوين الثقافي العراقي موضوع عنوانه " ختان النساء " إلا في إقليم كردستان فنسبة عالية من الرجال الأكراد يرون أن المثال الأعلى للذكورة هو في ختان بناتهم . كذلك توجد نسبة عالية من النساء الكرديات يرين أن المثال الأعلى للأنوثة الكردية يتجلى في تشويه الأعضاء التناسلية لبناتهن ، وقد تم بناء أسس هذه الثقافة على الدين الإسلامي .
كشفت احدث الإحصائيات التي أجريت من قبل منظمة " وادي " الألمانية في الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 2008، أن 98% من نساء و بنات في 54 قرية تابعة لمحافظة السليمانية أجريت لهم عمليات الختان....و قامت منظمة وادي الألمانية بإعلان نتائج إحصائية أجرتها في المناطق وشملت 54 قرية تابعة لمحافظة السليمانية وحسب احصائية هذه المنظمة أن من مجموع 1198 امرأة وبنت في 54 قرية في قضاء رانية و قلعة دزة 1175 منهن أجريت لهن عمليات الختان والذي يعادل نسبة 98% منهن. هذه نسبة عالية جدا حتى قياسا لتلك النسب الصارخة في مصر والسودان والصومال .
وقد أكدت الدراسة الألمانية أن المناطق الكردية هي الجزء الوحيد من العراق الذي تُمارس فيه عادة ختان الإناث. وهي أحد الأماكن القليلة في العالم التي تنتشر فيها هذه العادة. فنحو 60% من النساء في المناطق الكردية في شمال العراق مختونات ، حسب إحصائيات عام 2008 . هذا يعني أن عملية الختان أصبحت كابوسا تعاني منه كل امرأة كردية أدركت مدى خطورة هذا الفعل المشوه للأعضاء التناسلية الذي تقوم به عادة نساء جاهلات . المدافعون عن ختان الإناث يقولون ، بجهل ، أن لهذه العادة هدفين: ضبط رغبات المرأة الجنسية، وجعلها طاهرة روحياً كي يتمكن الآخرون من تناول وجبات الطعام التي تعدها..!!
هذا الواقع دفع الحركات والتجمعات النسائية المتنورة في كردستان العراق مؤخرا نحو العمل الواسع داخل المجتمع الكردي لتغيير جميع المفاهيم المتعلقة بهذه العادة وخاصة في ريف كردستان حيث تنتشر هذه العادة بقوة ، وتوضيح مساوئها إذ تسبب للفتاة المختونة مضاعفات طبية مثل العقم والألم الدائم وارتفاع المخاطر أثناء الولادة .
الشيء المفرح في هذه الحملة أنني علمتُ أن السيدة نبيلة مسعود البارزاني قد شكلت في نهاية العام 2008 لجنة خاصة مهمتها وقف عمليات ختان البنات والقيام بحملة واسعة للتثقيف الجماهيري الواسع ضد هذه العادة السيئة . وقد أشارت السيدة نبيلة أن السبب الذي دعاها لتشكيل هذه اللجنة ليس لكونها قد خضعت وهي طفلة إلى عملية ختان بل لإدراكها أن هذه الظاهرة تعبر عن التخلف وعن العدوان على حقوق المرأة . لذلك فهي تدعو بقوة الرجال والنساء في كردستان إلى محاربتها والتخلص منها .
تحية إلى هذه المرأة النبيلة نبيلة التي تسعى من اجل تكوين ثقافي جديد لحقوق المرأة الكردية وحماية حقوق الفتيات من بطش الجهلة الذين لا يتورعون من اللجوء إلى الإسلام نصيرا لعملية الختان العدوانية المتخلفة .
• قيطان الكلام :
• لنساء كردستان أقول : ليس من الصعب الانتقال من حال إلى حال أفضل ..!
بصرة لاهاي في 17 – 3 – 2009
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟