أنا....طالق

رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

تذكرت جملة إستعملها مرة أحد الفنانيين العراقيين إسمه إحسان دعدوش,في إحدى مسرحياته الجميلة , وكان دوره الكوميدي بشخصية رجل رائع له المقدرة على تغيير حرف من الكلمة بحيث يقلب المعنى ويملأ الدنيا ضحكا من الجمهور السعيد به,فبدل قوله لزوجته أنا طالع من البيت مثلا , يقول أنا طالق وهكذا في كل عباراته الجميلة !
وما أعاد تلك الذكرى إلي هو سماعي لجملة في مسلسل مصري بالصدفة وأنا أقلب القنوات كثيرا كعادتي , يقول الممثل (وشكله دميم جدا ) لزوجته اللطيفة الشكل..أنت طالق بالثلاثة , فترد هي ..يالهوي. المفروض أن المقطع محزن , لكن لا أدري لماذا إنفجرت بالضحك عليه,
هل من طريقة التمثيل أم ما يعكسه من واقعنا وتراثنا وإن لم يعد الكثير يفعلها اليوم , لكنها حالة موجودة على كل حال..
ولم أفهم يوما هل أعطى الشرع قرار الطلاق للرجل فقط حتى لو إستخدمه بتعسف شديد ضد المرأة ؟ أم أن هناك من يجيز للمرأة أيضا إستخدام ذلك الحق , على الاقل في حال إثبات مظلوميتها من الزوج , فأنا أعرف قصص عديدة عن نساء يقمن بكل شيء من توفير لقمة العيش والاعمال المنزلية وتربية الاطفال ويكتفي الزوج بحق الفراش ,أما باقي وقته ف للفرفشة بالتعبير المصري الجميل , أو للصراخ والزعيق لاثبات رجولته المجروحة,
لن أطرح حقوق المرأة في مجتمعاتنا العربية للنقاش الآن , لكني عندما أقرأ عن إمرأة من أصل إفريقي إسمها نياموك ساوبني , هاجرت مع عائلتها من الكونغو عام 1981 وكانت في الثانية عشر من عمرها وهي الآن تحتل منصب وزيرة الاندماج والمساواة في السويد
منذ 3 سنوات تقول عن نفسها أخذت على عاتقي تغيير القوانيين ومعالجة حالات جرائم الشرف ومكافحة الظلم والاضطهاد والتفريق لدى المهاجرين وأنها تجد في العائلة والاصدقاء أكبر دعم لجهودها هذه .أقف لأتسائل , هل ستعطى المرأة في بلداننا تلك الفرصة يوما كي تكون رئيسة مثلا ؟علما أن نظام المساواة في السويد يضع الاميرة فيكتوريا كولية للعهد بدل أخيها الأمير كارل فيليب الذي يصغرها بسنتين فقط ,لان التشريع الذي صدر عام 1980 بتساوي الجنسين في الحقوق يطبق على العائلة المالكة كما على الشعب.
يعني لم نحلم بملكة عربية تعيد لنا ذكريات الملكة بلقيس أو الملكة زنوبيا , لكن رئيسة , ما المانع ؟؟فالمفروض هي وظيفة خدمة عامة ,
لكن هل ستصبح تلك السيدة ديكتاتوره وتختلق قصة مؤامرة مدبرة لتعدم معارضيها ؟أم ستطرد المنظمات الانسانية الآتية بأموالها ومساعداتها بالكزمة؟؟
وهل ستملأ الشوارع والحارات بتماثيلها وصورها وأقوالها ؟؟
من سيعطيها تلك الفرصة أصلا ؟
هل ستصيبنا حمى مفاجئة ننام في الفراش يومين لنصحو بعدها وقد أصبحنا ديمقراطيين الى العظم؟؟
هل سيصبح الصبح يوما على رئيس عربي لنسمعه يقول أنا طالق ؟؟؟

#رعد_الحافظ (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات