أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....43















المزيد.....

حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....43


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



إلى:

• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.


محمد الحنفي








دور التقاليد العشائرية، والاجتماعية، في تحقيق فرض الحجاب:.....29

وبهذه الإجراءات، المشار إليها، التي تشمل جميع أفراد المجتمع، بمن فيهم المرأة، تصير المرأة، ومن منطلق تأثيرها في الواقع، مساهمة، مساهمة فعالة في عملية الإنتاج الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، لتصير، بتلك المساهمة، عاملة على القضاء على مختلف الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي تجسد، على أرض الواقع، تخلف الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

فهل تعني مساهمة المرأة في التنمية الشاملة حصول التفاعل بين الواقع، وبين المعرفة المتقدمة، والمتطورة؟

إن التفاعل بين ما يجرى في المجتمع، أي مجتمع، وفي أي شعب من شعوب البلاد العربية، وباقي بدان المسلمين، لا يتوقف أبدا. وكل ما في الأمر أن الطبقات الحاكمة، في هذه البلاد، تعمل، وباستمرار، على كبح نتائج التفاعل، حتى لا تؤثر في مسار الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، كما تعمل على توجيه التفاعل المذكور لإفراز نتائج تعكس ما تريده الشعوب، حتى تضمن الطبقات الحاكمة تأبيد استبدادها.

والطبقات الحاكمة ليست وحدها في الساحة على مستوى العمل على كبح نتائج التفاعل، وتوجيهه، بل نجد أن مؤدلجي الدين الإسلامي، في مختلف البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، يقومون بنفس دور الطبقات الحاكمة، لتحقيق أمرين أساسيين:

الأمر الأول: تأبيد الاستبداد القائم، إذا كانت الجهات المؤدلجة للدين الإسلامي موالية للأنظمة المستبدة.

الأمر الثاني: العمل على قيام استبداد بديل على يد مؤدلجي الدين الإسلامي الذين يصفون استبدادهم البديل ب "الدولة الإسلامية".

ولكن عندما تتحقق دولة الحق، والقانون، التي ترعى تمتيع جميع الناس، بجميع الحقوق، بما في ذلك المرأة التي تنعتق، بسبب ذلك، من أسر الحجاب، فتساهم في عملية التنمية الشاملة، التي لا يمكن أن تكون إلا معبرة عن التفاعل بين الواقع، وبين المعارف المتقدمة، والمتطورة، وفي جميع المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهذا التفاعل بين الواقع، وبين المعارف المتقدمة، والمتطورة، يعمل على:

ا ـ إفراز واقع جديد يتسم بالتحول المستمر في الاتجاه الأحسن، وفي أفق حصول تحول إيجابي في التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية، التي تنتقل، بذلك، إلى تشكيلة أعلى، وأكثر تطورا.

ب ـ إفراز معارف جديدة، كتعبير عن حاجة الواقع، في تطوره، إليها، ومن أجل التسريع بعملية التطور. فتجدد المعارف، وتطورها، يعتبر شرطا لاستمرار التفاعل الذي يعتبر، بدوره، شرطا لاستمرار التطور الذي لا نهاية له، وهذا التطور، هو الذي يمارس عليه الكبح من قبل الطبقات الحاكمة، لتناقضه مع مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

وإذا كان التفاعل بين الواقع، وبين المعارف المتقدمة، والمتطورة، غير وارد:

أليس ذلك تعبيرا على أن دار لقمان لا زالت على حالها، لتصير السلطة، بذلك، متمسكة بالمعارف التقليدية المؤدية إلى إعادة إنتاج نفس التقاليد المتخلفة؟

إننا عندما نطرح ما أوردناه في الفقرات السابقة، لا نطرحه من باب أنه تحقق في الواقع فعلا، بل من باب الأمل، والاحتمال. فالأمل محكوم باقتناعنا بضرورة التغيير الذي تعمل الأنظمة التابعة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، بكل ما أوتيت من قوة، من أجل عرقلة حصوله بأي شكل من الأشكال. ذلك أن ضرورة التغيير تقتضيها الشروط الموضوعية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية القائمة، المنتجة لمظاهر التخلف التي تنتج معاناة الكادحين في مظاهرها المختلفة. أما الاحتمال، فيرتبط بالمفاجآت التي ترتبط بالإملاءات الخارجية، كما هو الشأن بالنسبة لصندوق النقد الدولي، وللمؤسسات المالية الدولية الأخرى، وللشركات العابرة للقارات، وللدول العظمى التي تتحكم في العالم، كما يرتبط بإرادة الأنظمة التابعة نفسها، التي قد يظهر لها الإقدام على القيام بتغيير معين، يخدم مصالح الطبقات الحاكمة. وفي الحالتين معا، فاحتمال حدوث تغيير معين لا يهم الجماهير، ولا يعنيها؛ لأنها لا تساهم فيه لا من من قريب، ولا من بعيد، ولأنه لا يخدم مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

فالأنظمة القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، لا تهتم لا من قريب، ولا من بعيد، إلا بتأبيد سلطتها الاستبدادية واهتمامها هذا يعني أنها تحرص على اكتساب شرعيتها. وشرعيتها قد تكون في العمل على دعم، وإشاعة المعرفة التقليدية، التي يترتب عنها قيام مجتمع تقليدي، بنظام تقليدي، في كل بلد من البلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. والمجتمع التقليدي المحكوم بنظام تقليدي، هو مجتمع استبدادي بحكم تقليديته، والاستبداد يقضي بوقوع جميع أفراد المجتمع تحت رحمة النظام القائم، كما يقضي بوقوع المرأة تحت رحمة الرجل بحكم "الشريعة الإسلامية"، وبحكم "القانون". وهو ما يعني سيادة أشكال "الحجاب"، التي تسود في هذا البلد، أو ذاك من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين، إلى درجة العمل على اختفائها، وبصفة نهائية من الحياة اليومية.

وفي المجتمع التقليدي المحكوم بنظام تقليدي، لا ينمكن الحديث عن شيء اسمه حقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ولا ذكر للمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، إلا من باب اعتبارها مواثيق للكفار، ولا شيء اسمه تمتيع المرأة بحقوقها كاملة غير منقوصة؛ لأن ذلك يعتبر كفرا، وإلحادا، وخروجا عن الدين الإسلامي، ولا شيء يمكن ذكره فيما يتعلق بالديمقراطية؛ لأنها من صفات الكفار، والملحدين. وكل ما يتعلق بشؤون الحياة الخاصة، أو العامة، لا بد أن يجد مرجعيته في المعرفة التقليدية، وكل ما ليست له مرجعية في المعارف التقليدية، يجب العمل على تجنبه، حفاظا على "الإيمان"، والتزامات "الدين"، وتجنبا "للكفر والإلحاد".

وعلى أساس هذا المجتمع التقليدي، نجد قيام الأنظمة باهدار أموال طائلة، تكاد تعدل الأموال التي تصرف على الأجهزة القمعية، من أجل جعل المعارف التقليدية موضع اهتمام جميع أفراد المجتمع، سواء تعلق الأمر بالمعرفة التقليدية: الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو المدنية، أو السياسية، حتى يتحول كل فرد إلى جزء من التاريخ، ويتحول التاريخ إلى جزء منه، ويصير وجوده، كله، قائما في التاريخ، ويصي التاريخ، كله، قائما في وجوده.

وهذا التلازم بين وجود الفرد الاجتماعي في التاريخ، ووجود التاريخ في الفرد الاجتماعي، ومن خلال إشاعة المعرفة التقليدية، وفرض سيادتها، هو الذي يفرض قيام المجتمع التقليدي في مختلف البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. ولذلك لا نستغرب تمسك معظم المسلمين بالمظاهر التقليدية، وبالتقاليد الضاربة في القدم، وبحجاب المرأة، كامتداد للتشبع بالمعارف التقليدية.

كما أن شرعية الأنظمة التقليدية القائمة في البلدان المذكورة، قد تكون في اعتماد المعرفة الحديثة القائمة في البلدان الرأسمالية، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. وحسب ما تسمح به هذه البلدان، وسعيا إلى إرضائها، فتظهر وكأنها أنظمة حديثة، وديمقراطية، مع العلم أنها تعاني من كل مظاهر التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وهو ما يتناقض مع كونها دولا حديثة، وتعمل على إشاعة المعرفة الحديثة، التي تقتضي بالأخذ بأسباب التطور في جميع مجالات الحياة، وفي كل مناحيها.

وحتى يكون اعتماد المعرفة الحديثة أساسا لاكتساب الشرعية، لا بد من ادعاء الأخذ بمبدأ احترام حقوق الإنسان، انطلاقا من المواثيق الدولية، والإقليمية، والوطنية، المتعلقة بحقوق الإنسان، ولا بأس أن تدعي هذه الدول بأنها تمارس الديمقراطية في مستواها الانتخابي على الأقل، وهو ما يصطلح على تسميته ب "ديمقراطية الواجهة".

وفي مثل هذه الحالة، فإن سعي الأنظمة القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وراء المعرفة الحديثة، التي تخدم مصالحها الطبقية، ومن خلالها، وراء "الحداثة"، لم يعمل على إدخال هذه البلدان في مجال التقدم، والتطور، كما تريده الشعوب المعانية من القهر، والظلم، والاستبداد.

وحتى لا تتناقض هذه الأنظمة المستبدة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، مع نفسها، ومع الواقع القائم، ومن أجل أن تجمع بين التقدم، والتطور في نفس الوقت، فقد اختارت أن تجمع بين الجوانب الأكثر ظلامية في المعارف التقليدية، وبين الجوانب الأكثر إفادة لمصالح الطبقات الحاكمة، وفي اطار ما سمي ب "الأصالة، والمعاصرة"، أو ب "التراث، والتجديد"، إلى غير ذلك من المصطلحات التي تبث الكثير من التضليل في صفوف الشعوب المقهورة في هذه البلاد المذكورة. ولذلك لا نستغرب أن نجد من يتمسك تمسكا أعمى بالتقاليد العتيقة، باعتبارها هي المجسدة للدين الإسلامي، ومن يلتمس آخر ما استجد من المسلكيات الفردية، والجماعية، على أنه هو التقدم والتطور في نفس الوقت.






#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- حجاب المرآة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية... ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....43