سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 794 - 2004 / 4 / 4 - 09:09
المحور:
الادب والفن
شاعر من مخضرمي الدولتين : الأموية والعباسية ، كان ظريفا ، خليعا ، حلو العشرة ، مليح النادرة ، ماجنا ، متهما بالزندقة ، شأنه في ذلك شأن بشار بن برد ، وحماد عجرد ، وصالح بن عبد القدوس وغيرهم .
ولد مطيع بن إياس ونشأ في الكوفة ، وتكنى بأبي سلمى . وقد سئل رجل كان يصحبه عنه ، فقال : وما سؤالك أياي عن رجل كان اذا حضرك ملكك ، وإذا غاب عنك شاقك !
قال حكم الوادي ، وهو شاعر ، غنيت الخليفة الوليد بن يزيد ذات ليل :
إكليلها ألوانُ
ووجهها فتانُ
وخالها فريد
ليس لها جيرانُ
إذا مشت تثنت
كأنها ثعبانُ
فطرب الوليد ، وزحف عن مجلسه ، وقال : أعد . فديتك بحياتي ، فاعدته حتى بُح صوتي ، ثم قال لي : من يقول هذا ؟ قلت له : مطيع بن إياس الكناني . قال : وأين محله ؟ قلت : الكوفة . فأمر أن يحمل إليه على البريد ، فما شعرت يوما إلا وقد جاءني رسول الخليفة ، فوجدته يشرب بطاس من ذهب ، ومطيع بين يديه ، فقال لي : غنّ الابيات ! فغيتها أياه ، فقال لمطيع : من يقول هذا الشعر ؟ قال : أنا يا أمير المؤمنين . فقال له : أدنُ مني ! فدنا منه ، فضمه الوليد وقبل فاه وما بين عينيه !
وحين أراد الخليفة أبو جعفر المنصور البيعة للمهدي من بعده اعترض عليه ابنه جعفر في ذلك ، فامر المنصور باحضار الناس ، والشعراء ، والخطباء ، فحضروا وأكثروا في وصف المهدي وفضائله ، وكان فيهم مطيع بن إياس فقال للمنصور : يا أمير المؤمنين ! حدثنا فلان عن فلان أن النبي قال : المهدي منا ، محمد بن عبد الله ، وأمه من غيرنا ، يملأ الارض عدلا ، كما ملئت جورا . وهذا العباس بن محمد ، اخوك يشهد على ذلك ، فاقبل المنصور على العباس قائلا : أنشدتك الله هل سمعت هذا ؟ فقال : نعم . فأمر المنصور الناس بالبيعة للمهدي .
ولما انقضى المجلس قال العباس بن محمد : أريتم هذا الزنديق ، حين كذب على الله ورسوله حتى استشهدني على كذبه ، فشهدت له خوفا من المنصور ، وشهد كل من حضر عليّ بأني كاذب .
أنشدوا الخليفة المهدي ابياتا لمطيع في جارية اسمها : جوهر ، كان المهدي يهواها :
اما والله يا جوهرْ
لقد فُقت على الجوهرْ
فلا والله ما المهدي (م)
أولى منك بالمنبرْ
فإن شئت ففي كفيك (م)
خلع ابن أبي جعفرْ
فقال المهدي : ويلكم ! أجمعوا بين هذين ، قبل أن تخلعني هذه .
اجتمع حماد الراوية ، ومطيع بن إياس ، ويحيى بن زياد ، وحكم الوادي يوما على شراب لهم في بستان بالكوفة ، ودعوا جوهر المغنية ، وشربوا تحت كرم معرش حتى سكروا ، فقال مطيع :
خرجنا نمتطي الزهرا
ونجعل سقفنا الشجرا
ونشربها معتقة
تخال بكأسها الشررا
وجوهر عندنا تحكي
بدارة وجهها القمرا
يزيدك وجهها حسنا
إذا ما زدته نظرا
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟