أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وديع العبيدي - نوال السعداوي.. قليلاً من السياسية















المزيد.....

نوال السعداوي.. قليلاً من السياسية


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



نوال السعداوي.. طبيبة نسائية.. من مواليد مصر الثلاثينات. وثلاثينات مصر مرحلة حساسة حرجة كانت تشدّ مصر من الجانبين بين طرفي الحداثة والعصرنة في جانب والمحافظة والسلفية في جانب مقابل. وبين هذا وذاك تتأرجح المرأة المصرية على كرسي المجتمع الهزاز والقلق.
للمرأة مكانة مميزة في المعادلة الاجتماعية والسياسية المصرية، مستقاة من تراث فرعوني قبل ميلادي عريق، هو الآخر يتوسط ثقافة اجتماعية أمومية ، بين قطبية أثيوبيا والنوبة من جانب، ومركزية المرأة في مجتمع الأمازيغ الغربي في جانب مقابل. كان الفراعنة (الملوك) عموما من الرجال ولكن التوريث كان يجري عبر نسب الأم والخالة وليس الأب والعم كما في حكم بني أمية. وهي بلا شك، أدنى مرتبة من المرأة الأمازيغية التي استمرت تمسك برئاسة القبيلة، تقابلها "كنداكه" وهي تسمية ملكة أثيوبيا التي قدّمت سلالات نسائية قبل أن تحين نقطة الانقلاب الثقافي في مرحلة لاحقة.
ان ما أمكن الامساك به من مركزية المرأة المصرية حتى الآن، لا يعدو إشارات ورموز متأخرة من عصر نسوي تعرض للاندثار، ولم نعدم آثاره. تشير الدراسات الاقتصادية إلى نقطتين رئيستين، تتعلقان بمساهمة المرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في مصر. تتركز مشاركتها الاقتصادية في قطاع الزراعة التي تصل نسبة 70% من الانتاج الزراعي سيما في الجزء الجنوبي من البلاد. ولأسباب فنية كانت هذه المشاركة تتعرض للغبن، حيث تدرج المرأة الريفية في حقل (ربات البيوت). لكن البيانات الاحصائية والمتغيرات السياسية لم تستطع التأثير في دور المرأة شبه القيادي داخل البيت ومؤسسة الأسرة التي تسم التقاليد الاجتماعية في مصر. فالمرأة المصرية قائدة اجتماعية وإدارية لم يستطع المدّ الذكوري منافسته في الانقلاب الديني الكتابي اللاحق، حتى اليوم. ومنه أن نساء في حركة الاخوان السلفية حظين بأدوار قيادية منافسة للرجل في التوجه للمرأة واستقطابها للحركة ، مقابل التهميش أو التغييب (السياسي والاجتماعي) الذي نال المرأة في مجتمعات أخرى – خارج إفريقيا-.
ان العامل الثالث في المعادلة الثقافية أو مثلث (اقتصاد – اجتماع-) هي (الدين). ولعل هذا العامل هو الأخطر في مجتمع موصوف بالشحة، وجوده قائم على علاقة تبعية للأرض وارتباط عبودي بمصدر وحيد للمياة هو (نهر النيل). ويمكن استقاء هذه الصلة (العبودية) من تسمية (النيل) المتكونة من مقطعين يفصل بينهما حرف (نون) الدال على الماء أو البحر. فلفظ (ايل/ ئيل) هو إسم الإله القديم في مصرايم وأرض كنعان وفينيقيا. وهو أول إله تبارك به ابراهيم في هجرته الأولية في أرض كنعان وقرر أن يقيم له مذبحا، ومن بعده تخذه بنو يعقوب الذي دعي (اسرائيل) نسبة إليه. ويحتفظ التراث القديم برموز وإشارات كثيرة لذلك في حضارات الشرق الأوسط القديم، منها إسم (بابل) القديمة (باب ئيل) و(أربا ئيل) أو (أرابيلو) القريبة من نينوى عاصمة الآشوريين، (حداقِل) – بالياء المخففة- وهو تسمية نهر دجلة قديما إلى الشرق من نينوى. ان مركزية نهر (النيل) في (حياة) اقتصاد مصر يعادله مركزية (المرأة) في الحياة الاجتماعية والثقافية لمصر، تلك المركزية التي استحوذ عليها الفكر الديني لاحقاً وأقام عليها منظومته الثقافية والفكرية وبالشكل الذي جعل من الاقتصاد والمرأة تابعين خاضعين لسلطته، يستمدان منه عناصر البركة والنعمة. ان مؤسسة الدين هنا لم تأت من أجل التغيير، وانما لمسخ المؤسسات القائمة بما يجعلها تحت هيمنته المطلقة، وبالتالي الاستحواذ على السلطة والمجتمع باسم الوصابة والوكالة الإلاهية. ان مركزية الدين في حياة المصريين، والتي هي موضع فخر غير قليل من مؤرخيها، هي مما يزيد إشكاليات مصر وتعقيدات ظروفها تعقيدا، لا يمكن المس بجذورها العميقة. وقد يندر ان تجد مجتمعا على هاته الدرجة من التشابك والتعقيد والانغلاق بين بلاد الأرض. وهذا ما يجعل الانسان المصري أكثر نأيا عن التفكير في التغيير قدر انتظار (معجزة) من الغيب. بل هو إزاء عجزه عن التحرر أو التمرد على روابطه التاريخية النفسية والاجتماعية والفكرية، لا يجد غير الاستمرار في الخضوع والاذعان، حسب توصيف الروائي علاء الأسواني.
*
في مثل هذا المجتمع ولدت نوال السعداوي (القاهرة في 27/10/1930)، وفي تلك المرحلة الحرجة من حكم فاروق كانت نشأتها وتكونها الثقافي الأول. وقد استعرضت الكاتبة جوانب غنية من طفولتها وتشكل أفكارها في كتبها العديدة سيما الروائية والسيروية منها على التحديد. كان أبرزها أثنان..
- مرحلة الجامعة التي رافقت التحول الناصري والتضييق على الحريات والحركات السياسية غير التقليدية. والتي انعكس شأوها على جانب من حياة الباحثة. (تخرجت طبيبة عام 1954)
- مرحلة الوظيفة والعمل طبيبة في صعيد مصر حيث تطلع على وجوه معاناة المرأة جرّاء التخلف والتقاليد الاجتماعية البالية، بدء بختان البنات وزواج الصغيرات وجرائم قتل العار.

عليه يمكن تقسيم سيرة الدكتورة نوال السعداوي إلى قسمين أيضا:
- مرحلة التكوين، جمع المعلومات والبحث الميداني والتفاعل الاجتماعي.
- مرحلة التأليف والمواجهة الاجتماعية والاعلامية.

*
خصائص ذاتية
تصف الكاتبة نفسها أنها كانت تميل إلى التمرد وكثرة التساؤلات منذ حداثة سنها، وكانت دقيقة الملاحظة شديدة النقد. فقد لحظت نمط معاملة الرجل للمرأة وتفاوت المعاملة بين الجنسين، وتقول أنها أرادت تقصير شعر رأسها لتبدو مثل الصبيان وهي صغيرة إلا أن ّأمها منعتها من ذلك. ولا شك أن تلك الملاحظات اللاذعة استحالت في نفسها إلى منظومة معقدة من مشاعر متناقضة متضاربة، صارت مع الوقت مصدر قلق واضطراب في علاقتها الاجتماعية مع المحيط وعلاقتها الذاتية مع نفسها. ان المجتمع المحافظ قد يتقبل التساؤل لكنه لا يتسامح مع الرفض، وقد يتقبل التمرد على مضض لكنه لا يتساهل مع الثورة. انه قد يمنح الفرصة تلو الفرصة طالما كان يتأمل العودة للرشد والتوبة عما بدر. أما أن تتحول نقاط التساؤل والتمرد إلى أفكار منتظمة ومنظومة فكرية تهز قواعد البنى الاساسية للمجتمع والدين والدولة، فذلك ما لا سبيل لقبوله.
*
نوال والماركسية
لا يعرف الكثير عن علاقة السعداوي بالماركسية، وما هي صورة الماركسية عند السعداوي، لكن ثمة إشارات في عهد الجامعة تشير إلى بعض التقاربات. والمضايقات السلطوية التي تعرضت لها مع زملائها كانت بفعل الحملة الناصرية ضد الشيوعيين. وقد أضافت تهمة الشيوعية على الكاتبة عبئا إضافيا ثقيلا، جعل لأفكارها الاجتماعية الاصلاحية أبعاداً أكثر قتامة في تصويرها الشعبي. انه تكفي لفظة شيوعية لإدانة أية امرأة ، فكيف إذا اقترنت بأفكار اجتماعية تهز قاعدة الموروث الشعبي وتشظيات الفكر الديني التقليدي. لقد نجح عبد الناصر في تحجيم الشيوعية أو اخراجها من دائرة الفعل المؤثر، لكن نوال السعداوي التي لم تتراجع عن أفكارها، بل انتقلت إلى مستوى أكثر جرأة وصميمية وأدلجة عقب موت عبد الناصر، متفائلة بعهد خلفه السادات، ولكن.
لاشك أن كاتبة أكادمية ومفكرة مثل السعداوي تحسب للزمن والتوقيت حسابات دقيقة ومتعددة. بل تحسب لكل شيء حسابه المناسب. ودارس مؤلفاتها الاجتماعية الأولى يقف مبهورا أمام رصانة أسلوبها ولغتها العلمية المتزنة وفكرها المنهجي ورسالتها الانسانية المنفتحة على المستقبل. ولا أعتقد أن تلك الكتب (الأولى) كانت مثار سخط رسمي أو ديني قبل روايتها الاشكالية (سقوط الامام)، رغم الضجة الفكرية لكتبها الأولى في صفوف المثقفين. ولا جرم أن أفكار السعداوي المتعلقة بالمرأة لا تتصل بفكر الماركسية أو الشيوعية بالدرجة الأولى، وإن لم تتقاطع معها حقا. فالماركسية كفلسفة، والشيوعية كخطاب سياسي حزبي لم تجعل من المرأة قضية مركزية لها، ولم تجترح للمرأة خطابا خاصا خارج الخطاب السياسي المتجه للسلطة أكثر من المجتمع. بل أن مظاهر التحلل الاجتماعي من قبل مستوى معين من العالقين بالشيوعية أفرز نظرات اجتماعية مزرية لجملة أفكارها. وثمة بين مظاهر الفوضى غير المسؤولة ومنهجية فكر السعداوي بون واسع يصعب الربط بينهما.
وعودا الى بدء، ربما كان في ارتباط نوال السعداوي بالكاتب (الماركسي) شريف شحاته أثر في تأكيد الصبغة الماركسية أو الشيوعية بالتعبير العام للكاتبة، أو جعلها داعية ماركسية أو شيوعية ستسعى لتخريب المجتمع.
ان الفكر المتقدم يحتاج إلى بيئة متقدمة ومجتمع متقدم قادر على استيعابه والتفاعل معه. ولكن، مرة أخرى، تبرز إشكالية التوقيت والمرحلة. ولو ظهرت شخصية السعداوي الفكرية والاجتماعية ايام فؤاد أو فاروق، لكانت أكثر نجاحا وتفاعلا في حركة المجتمع والدولة.
*
فكر متقدم وانحطاط عام (التوقيت أو لعنة الزمن)
إذا كان عهد عبد الناصر ومفتتح الجمهورية لم يتسع لجرأة أفكار السعداوي وزملائها، فكيف بعهد السادات التصحيحي، أو الرجعي. افتتح عبد الناصر عهده بفرض الخناق على الشيوعيين والاسلاميين، بين حشرهم في السجون وتغييبهم اعلاميا. أما تصحيح السادات فقد اقترن باطلاق الاسلاميين وزيادة الخناق على الشيوعيين. وهو المتعارف عربياً ببداية المدّ الديني أو الأصولية المتطرفة. يعتقد البعض ان السادات كان على ارتباط ما بحركة الاخوان، على خلفية تسهيلاته السلطوية لهم. بل أن خوف السادات المأزوم من الاسلاميين دفعه لفسح مجالات كثيرة للحركة أمامهم. ذلك التراجع الذي لم ينتهي باغتياله بأيديهم.
*
تأسيس الانحطاط
لقد اقترن عهد السادات بالانفتاح، وهي مصطلح ضبابي يجمع بين تعليمات مؤسسة البنك الدولي الممثلة بالخصخصة (الغاء دعم الدولة والتدخل الرسمي في الحياة الاقتصادية) والعولمة (فتح الحدود أمام حركة رأس المال ونشاط الشركات الدولية – عابرة للقارات-). لكن الوجه الثاني لعهد السادات هو التسطيح الثقافي وتشجيع المد الديني. فقد تمكنت التدخلات الخارجية من حكم السادات ما تعذر عليها مع سلفه، فانتعشت الحركة الأصولية وتعددت العناوين الاسلامية والدعوتية ولم تعد مقتصرة على حركة الاخوان العتيدة (تأسست عام 1928 بزعامة قطب). وسواء كان للاخوان صلة بالحركات الجديدة الأكثر تطرفا وأصولية، وأكثر ميلا للعنف، فان الشارع المصري زحف بالتدريج تحت نفوذ سلفي تقليدي جعل الدولة عاجزة عن تحديده أو السيطرة عليه. وبعد مرحلة عنف مباشر ضدّ السياحة الأجنبية، وامتلاء السجون بالمتطرفين، تزايد نفوذ الحركات الجديدة بشكل فرض على الدولة مبدأ المساومة والتخلي عن قطاعات ومساحات جديدة للاسلاميين، الذين سمح لهم بالمشاركة في الانتخابات المهنية والمحلية وحصد نسبة الأغلبية. وبالنتيجة تراجع نفوذ الدولة، وتزايد نفوذ الأصولية، في الشارع، في الثقافة، في الحياة السياسية.
الغاية من هذا الاستطراد، هو السؤال عن مصير حركة الثقافة وحياة المثقفين في البلاد. ومنه تعرض نجيب محفوظ لأكثر من عملية اغتيال، ومثله وزير الثقافة المصري. وبدأ القضاء المصري يشهد جملة من قضايا الآداب والشرف ضد كتاب وكتبهم نتيجة تعبير لغوي أو صورة خادشة أو مخالفة لقانون الأداب المصري الذي خلفه عهد السادات (اطلق عليه قانون العيب الساداتي). منعت كتب من النشر وسحبت عناوين من الأسواق، وتم تطليق عديد الكتاب والزج بصحفيين في السجن أو تكبيدهم غرامات واغلاق صحف. بشكل أو آخر خضعت جمهورية مصر لحالة من حكم شرعي يمثل رجل دين شخصية المدعي العام فيها، وحامي حمى الآداب والاسلام.
*
السعداوي ووعاظ المساجد
دخل إسم السعداوي ضمن القائمة السوداء لسلطة الآداب، وصار اسمها والتحريض على ايقاع القصاص الديني بها يصدر من منابر المساجد وهي ترفع مكبرات الصوات الدائرية بين عمارات القاهرة العالية.
في عام 2001 رفضت محمة قاهرية دعوى قضائية طالبت بايقاع حكم طلاق شرعي نوال السعداوي من زوجها. ورغم فشل القضية ورفض زوجها الاستماع لذلك لم تنقطع المضايقات. وكانت السعداوي من القلة التي فرضت على منزلها حماية مشددة من قوات الأمن. لكن السعداوي لم تتراجع بالمقابل، ولم تهن، بل زادت من ضراوة حربها ضد الاسلاميين والمتشددين.
شيئا فشيئا اتجه كفاحها من مجال المرأة الاجتماعي إلى مهاجمة التطرف وسلطة رجال الدين، وفي مرحلة تالية بدأت الحفر في زوايا الفكر الاسلامي وأصوله والدعوة لهجره وقلع الأشواك المؤذية بحياة الانسان وحرية المرأة. وقد أثبتت السعداوي دائما نجاحها الاعلامي، ليس في اختراق وسائل الاعلام واستقطابها وانما في اختيار القنابل الاعلامية الصالحة للانفجار والتشظي من قناة تلفزية إلى جريدة ومجلة إلى مواقع الكترونية، بين مادخح وقادح. ورغم انتقالها إلى الخارج فقد استمرت في شحن وسائل الاعلام بقنابل موقوتة تختارها بدقة بين ومدة وأخرى.
الدعوة للسماح للمرأة بتعددية الأزواج (الرقم أربعة)، إسوة بحق الرجل من الزواج بأربع.
الدعوة للسماح بتشجيل الأطفال باسم الأم..
تقلد المرأة منصب القضاء..
المرأة والرئاسة..
المرأة والحرية الجنسية..
*
السعداوي والسياسة
تعتبر السياسة المجال الثالث الذي انتقلت إليه السعداوي ، من قضية المرأة الاجتماعية، إلى مجال الدين، إلى مجال السياسة. تحددت علاقتها بكل من هذه المجالات وفق نظرية الاستجابة أو الفعل ورد الفعل، ولم تكن واردة في البدء في أصل خطابها المنهجي أو الأيديولوجي. قد يعتقد البعض أن الحفر في موضوعة المرأة العويصة، يوصل آجلا أو عاجلا إلى الودل ويخترق منظومة الدين، لكن الاعتقاد ليس بالحتم. بيد أن التصديات المتخلفة لأفكارها جعلها في مرمى النيران.
في كتبها المنهجية الأولى كان ثمة توجه مدروس في صيغة حث المؤسسات الرسمية على المساهمة في تحسين الواقع الصحي والاجتماعي للمرأة في ريف مصر. لكن تهاون الدولة مع الجهات المضرة بحركة التطور الاجتماعي والتاريخي ، أوقعها في دائرة المواجهة. أن من تبعات المنطق التساؤل هنا، عن قبضة الدولة الحديدية التي مسحت حركات سياسية أو معارضين أو ضحايا سوء فهم أو وشاية، كيف تراخت تلك القبضة أمام جهات، نقلت اتجاه نيرانها من أصحاب المسؤولية إلى الطبقة العامة في المجتمع وحركة الشارع.
وعندما اختارت السعداوي الترشيح للرئاسة عام 2005 للحدّ من تجديد ولاية مبارك الذي تعهد (قبلئذ) بعدم ترشيح نفسه لولاية رابعة.. عندما قعلت ذلك كإمرأة تتقدم للرئاسة أوقعت كلاً من الدولة والمؤسسة الدينية في حقل شائك.
هل أرادت بذلك تثبيت حق جديد للمرأة في حق الولاية على المسلمين، واعتبارها من ولاة الأمر.
لا بدّ أن الدالة الفكرية والاجتماعية كانت غاية السعداوي وليس المركز أو الحلم السياسي. فهذا الهدف لا يصلح أن يكون استراتيجيا في أي اعتبار.
الكاتبة النمساوية الفائزة بجائزة نوبل قبل سنوات الفريدا جيليبنك كانت الصحافة تصفها بالعدو رقم (1) على خلفيتها الماركسية وتناولها سياسات الحكومة في أعمالها الدرامية، فهل اصبحت نوال السعداوي عدو مصر رقم واحد ؟.. ان وسائل اعلامية ورقية والكترونية وتلفزية ناهيك عن دول عديدة، مغلقة هي اليوم بوجه الدكتورة نوال السعداوي، أول داعية نسوية للاصلاح الاجتماعي في مصر، واول متخصصة في حركة المرأة بعد الطهطاوي وقاسم أمين.
*
لنز- النمسا
الثامن من مارس 2009

ـــــــــــــــــــــــــ
هوامش
• أصدرت الدكتورة نوال السعداوي كتبا علمية طبية واجتماعية وكتبا أدبية عديدة منها..
• 1969- المرأة والجنس
• 1971- الأنثى هي الأصل
• 1973- الرجل والجنس
• 1973- امرأة من هذا العصر
• 1974- الوجه العاري للمرأة العربية
• 1975- المرأة والصراع النفسي
• 1987- سقوط الإمام (رواية)
• 2006- الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة
• (......)- رواية الرواية




#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (وحدي).. الصورة أجمل!*
- قال المعلم
- لا أرغب فيك
- الثقافة والمثقفون والعالم
- (شيء..)
- نهايات
- (غياب)
- (أصدقاء)
- ساعةٌ أخرى مَعَ ئيلين - (1)
- ساعةٌ أخرى مَعَ ئيلين
- أين شارع الوطني؟..
- بي هابي.. بي هابي
- ليزنغ مان
- فرحة غادرة
- عن التجديد والتجريب والحداثة - مدخل الى دراسة لطفية الدليمي)
- التجسس الإلكتروني على الأفراد ذرائع غير مقنعة وغايات غير مكش ...
- الأمركة والأسلمة.. وما بينهما (2)
- الاسلمة.. والأمركة (1)
- روبنسن كرويز في تل حرمز
- نظرة نحو الخلف...


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وديع العبيدي - نوال السعداوي.. قليلاً من السياسية