وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 09:51
المحور:
الادب والفن
أحفر لنفسي قبرا
وأختار مزبلة أجمع فيها نفاياتي
أكتب رسائل كثيرة بغير عناوين..
وتواقيعي أتركها في غير مكان..
*
أرسم لنفسي أكثر من صورة..
وأمسح وجهي من المرآة
أضع مفتاح حجرتي في جيبي
والنسخة الثانية في قنال فينسيا.
*
تلفوني صامت
بلا بطارية
ورسائلي لا مجيب لها
.. لا موعد.. ولا لقاء.
*
أترك صورتي في كل مكان
اسمي وايميلي الممسوح من ذاكرة النت
موجود في كل مكان
إلا ‘حيث أنا موجود’.
*
أفلاطون أو أفلوطين.. لا فرق
أحدهما أو كلاهما قال..
أنني كنت موجودا قبل وجودي
وسوف أستمر حين أندثر من هنا.
*
قال المثال.. ليس حسنا أن أبقى
أنا آدم بلا نظير.. فجعل مني نصفين..
فقدت كل مواهبي وسعادتي الأصلية..
وصار النصف يقرض نصفي*.
*
جعلت مني نسخا كثيرة..
تلك حواء المرأة
أما أنا فقد نسيتني
مدفونا تحت نصل انتقامها.
*
الصداقات تنتهي بالخيانات..
الحبّ بالخديعة..
العلاقات بالمصالح
الجمال بالقباحة.
*
وضيعة أنت أيتها الحياة
دونية جدا أيتها الغريزة
سافل كثيرا أيها النوع
متى ترتفع إلى مثالك!
*
أنت..
يا من تحسد فرانتز كافكا* على هناءة السلحفاة..
انتبه إلى ثقل الترس المحيط بجسدها..
وهي تنوء به على قارعة سيزيف*!.
*
لندن
السادس عشر من مارس 2009
ــــــــــــــــــ
هوامش..
• تأويل العنوان.. عندما أكون وحدي، تكون الصورة (العالم) أجمل!.
• أفلاطون وفلوطين من أعمدة الفلسفة عند الاغريق في القرن الرابع قبل الميلاد، ويعرف الثاني بكونه مؤسس الافلاطونية الحديثة (Neoplatonsme) مع سابقه الفيلسوف فيلون.
• "المثال" مصطلح افلاطوني يشير إلى أن كل كائن أرضي له نظير سماوي سابق له في الوجود وغاية له في حياته الدنيوية، بعد أن خسر كثيرا من خصائصه الأصلية جراء التجسد- التحول أو الحلول في جسد.
• إذا كانت الانثى والذكر جنسين من نوع واحد أو مشتقين من بعضهما حسب ميثولوجيا الخليقة، فلماذا الصراع بينهما، والذي يصل حدّ الالغاء أو الاستعباد.
• كافكا الكاتب التشيكي المعروف صاحب روايات المحاكمة والمسخ، والأخيرة مقصودة في النص.
• صخرة سيزيف اسطورة اغريقية قديمة تصور عقوبة الالهة للانسان، أو صورة الحياة المؤقتة.
•
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟