أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادر غانم - كي لا ننسى














المزيد.....

كي لا ننسى


نادر غانم

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 05:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


من السهل تغليب العاطفة آلياُ وتبسيط الأمور عن طريق لوم اسرائيل بشكل كلي على ما حدث ويحدث من أزمات باعتبارها دولة معادية بطبيعتها, وهذا بحد ذاته حقيقة ﻻ نغفلها. لكن في نفس الوقت ﻻ بد من التذكير بأن حماس تعاني عمى الرؤية السياسية وهوس المواقف الطائشة, وقد كلف ذلك وما زال القضية الفلسطينية أسهم كثيرة من رصيد التأييد السياسي لها. وعلى الرغم من ذلك فإن حماس ليست بالحركة الغبية أو الساذجة فهي تدرك تماماً ما الذي تفعله حتى لو بدا ذلك غير منطقي.
ولنجد البرهان على دهاء حماس نعود بالوقت للوراء قليلاً ونستذكر ما اشتهرت به الحركة من عمليات استشهادية يمكن وصفها بالمخزية إنسانياً والخاسرة سياسياً (ليس على صعيد حزبوي بل وطني شامل), عمليات حدثت بكثرة في تسعينيات القرن الماضي حرّفت معنى المقاومة وشوهت صورتها العظمى.
اللغز الأكبر من العمليات نفسها هو توقيت تلك العمليات الذي ربطها بأحداث مصيرية معينة مثل ربطها الواضح بمواعيد الإنتخاب الإسرائيلية في ذلك الوقت حيث تم تنفيذ عدة عمليات انتحارية أثناء أوقات حرجة منها ولأكثر من مرة أثرت بجلاء على نتائج تلك الإنتخابات. أو ما خلفته تلك العمليات من توتر متسارع أدى بالنهاية إلى أزمة حصار الرئيس ياسر عرفات.
وأنا بذكر تفاصيل كهذه ﻻ أدعو إلى محاربة حماس بل محاسبتها, وهذا حق مشروع لكل فلسطيني يؤمن بوجوب شرعية نظام ديمقراطي يبدي فيه رأيه دون خوف ويستمع كذلك إلى طرح الآخرين. وفي حين افترضنا بأن فرصة تأسيس هكذا نظام قد ولت فإن بديله سيكون نظام يفرض أيديولوجيا ذات شكل محدد(سواء أصولية أو غير ذلك) يتم إخضاع الشعب الفلسطيني خلالها علناً, وبذلك ننضم تلقائياً إلى دوامة الإدانة العربية التي توهم المواطن العربي بأن اسرائيل هي حجر العثرة الوحيد في المنطقة بينما تقوم أنظمتنا على تسييس المواطن والتفرد به.

تكرر نفس المشهد حين قامت حرب غزة ولم تقعد قيامتها حتى أبيدت معالم الحياة الإنسانية من وجه أرض القطاع.
رفعت اسرائيل شعار القضاء على حماس التي من ناحيتها اختبأت وراء باب الجهاد لتحرير الأرض من البحر إلى النهر أو من النهر إلى البحر (ﻻ فرق بين التعبيرين إذ أن كلاهما ينشد وزناً موسيقياً ذا وقع سلس في النفس).
اجتاح أكثرنا غضب عارم وخضنا في لعبة الإثارة التي اتخذت من ملاعب "الجزيرة" ساحة لها؛ غضبنا هتفنا صرخنا انتحبنا وشجنا إلى أن زج بنا داخل أرض المعركة دون أن ندري. لكننا في النهاية لم نكسب شيئاً جراء مسلسل الغليان والتعبئة الذي عشناه أمام شاشات التحريض حيث انتهت الحرب دون أن ينهي أي من الطرفين الآخر مع أن كلاً منهما توعد الآخر زلازل خراب وبراكين زوال.

تلك الصدمة لم تقف وحدها في محصلة الحدث, بل بدى عنصر المفاجأة واضحاً
حين تجسد في ظهور قادة حماس الذين كانوا بالأمس يطلقون من أعلى الحناجر صرخات المقاومة – ويا للسخرية مختبئين داخل ملاجئهم, ظهورهم على الشاشات بهندام أنيق وربطات عنق زاهية, يتنططون من وإلى القاهرة بغية التفاوض مع اسرائيل أو كما سمتها الحركة قبل أسابيع خلت العدو الصهيوني.
قد تكون كلمة (تفاوض) غير دقيقة هنا, فأستبدلها بكلمة(تناقش) للتصحيح.

يبقي السؤال عالقاً: من الذي خسر في هذه الحرب؟
ولسنا هنا بصدد البحث عن إجابة أكثر منه التفكير بالسؤال بجدية.



#نادر_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِلاح الموسيقى
- -الإرهاب- و -الإرهاب المضاد-


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نادر غانم - كي لا ننسى