|
عدنان عاكف وحقبة عبد الناصر التاريخية...
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 09:20
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
كتب الاستاذ عدنان عاكف مقالة بعنوان ( عبد الناصر بين أضراس شامل عبد العزيز ) والمنشورة بتاريخ 12/3/2009 سوف نحاول الرد عليها وفق المعطيات التي وردت فيها .. في بداية المقالة اعتبرني الاستاذ عدنان جرئياً غير اعتيادي لانني تعرضت لفترة حكم عبد الناصر والتي يعتبرها حقبة تاريخية من أهم الحقبات التي عرفتها مصر في العصر الحديث .. ثم قال : أنني أمتلك ثقة كبيرة في النفس بحيث جعلتني أُصدق بأن ماكتبته عن تلك الفترة هي حقيقة تاريخية مطلقة والتي لايمكن أن يطالها الشك وهي ليست بحاجة الى مايسندها ويؤكدها .. ثم أضاف بأنني تخليت عن واحدة من نصائحي الجميلة التي بدأت مقالتي بها والتي كانت بعنوان ( طارق حجي بين أنياب فؤاد النمري).. سيدي الفاضل : الفترة التي تعتبرها أنت حقبة تاريخية (1952 – 1970) فترة حكم عبد الناصر ولمدة (18) عاماً يعتبرها غيرك وبالاً على مصر والمصريين والعرب أجمعين.. فمصر ماقبل عبد الناصر أفضل بكثير وفي كل شيء من صناعة السينما وانتهاءاً بقوة الجنيه المصري في اسواق التداول ( في عام 1947 أي قبل ثورة عبد الناصر بخمسة سنوات كان يُشترى بالجنيه المصري 300 بيضة أو 7 كغم لحم أو 40 كغم من السكر).. ماترأه أنت حقبة تاريخية مهمة يرأها غيرك نقطة سوداء في حياة كل الشعوب .. دكتاتورية وصلت الى حد لايطاق .. تكتيم الافواه .. اعتقالات عشوائية .. اعدامات .. سجون ملئية بكل المخالفين للثورة وللاتحاد الاشتراكي .. مخابرات صلاح نصر أذاقت البلاد والعباد الآمرين .. الفساد في كل نواحي الحياة .. ناهيك عن حرب اليمن التي من بعدها جاء التتويج بحرب عام 67 والتي لم يكن عبد النصر مستعداً لها إلا في أوهامه واحلامه المريضة وهو الذي كان قد قرر اذا ماوقعت الحرب فأنه سوف يرمي اسرائيل بالبحر .. يقول محمد نجيب في كتابه ( كنت رئيساً لمصر) صفحة 67 – 68: قرر الضباط الاحرار اغتيال حسن سري عامر ( رئيس الوزراء) ونفذها جمال عبد الناصر وحسن التهامي وحسن ابراهيم وكمال الدين رفعت .. تربصوا له بالقرب من منزله ( علماً بانه نجا من المحاولة وأُصيب سائقه)... من يسعى لحكم أكبر دولة في الشرق الاوسط يقوم بعمليات اغتيال في الشوارع بغية الوصول للسلطة وكأنه عضو في عصابة مع أشخاص لايقلون عن مستواه .. طبعاً من اجل انقاذ مصر من الرجعية والفساد وجعلها في مصافي الدول الكبرى .. تصوروا أي فترة تلك التي حكمه جمال عبد الناصر.. في صفحة 76 – 77 من كتاب هوامش على قصة هيكل نقرأ مايلي : ظلام دامس استكان فيه الشعب المصري الى الصمت والنكتة ومنح القانون اجازة على يد نظام شرس جريح ادمى كبرياءه الانفصال ( مع سوريا) ومصيدة اليمن ولقد لجأ النظام تحت ستار التحول الاشتراكي الى مزيد من الاجراءات الاستثنائية في كل الميادين وأنقلبت مصر الى سجن كبير ووصل ثمن جواز السفر المصري المتقن التزييف الى 500 جنيه مصري.. هل الحقبة التاريخية المهمة هي شعارات تُرفع أم وقائع على الارض لها نتائج مثمرة للشعوب؟ يقول مايلز كوبلاند في كتابه ( لعبة الامم) صفحة 111 مايلي : كم طُرج عليَ ذلك السؤال عبر السنين والايام ولم يتغير جوابي عليه أو تبدل : لنفترض جدلاً أن القدر أحاط عبد الناصر بظروف ما أوصدت دونه جميع الابواب إلا اثنين : إما بقاؤه في السلطة ودمار البلاد أو خروجه منها ونجاة البلاد فأيهما يختار؟ ولم يكن جوابي دائماً سوى : ليس لنا خيار في الجواب ففي تحليلنا لواقع أي زعيم من فئة عبد الناصر يعشق السلطة حباً في التسلط يتبين لنا انه سيفعل كل ما في وسعه للبقاء فيها ولو أدى ذلك الى انهيار البلاد اقتصادياً أو دخولها حرباً خاسرة متقطعة مع عدوتها اسرائيل .. هل نحتاج الى ادلة بعد حتى تتوضح الصورة أكثر ؟ لندع جانباً كل الذي كُتب عن فترة حكم عبد الناصر وننظر الى الواقع الذي عاشه المصريين في تلك الفترة فماذا سوف يتبين لنا ؟؟ هل هذه حقبة تاريخية مهمة ؟ ام هذه كارثة أودت بمصر الى حافة الانهيار وماتعانيه مصر حالياً سببه المباشر سياسة تلك الفترة .. ثم أنك ياسيدي لم تذكر لنا ادلتك التي من خلالها اعتبرت ان مصر في فترة حكم عبد الناصر كانت ( حقبة تاريخية مهمة).. عبد الناصر وهواري بومدين وجعفر النميري وحافظ الاسد وصدام حسين وعمر البشير وكثيرين يسقون من ماء واحد.. يقول ربورت ميشلز في كتابه ( ظاهرة عقدة السلطة عند الزعماء) أو مايسمى بالبونابرتين : نتيجة لتمتعهم بسلطات واسعة يتملكهم شعور جامح بازدياد اهميتهم وقيمة اشخاصهم وحاجة الجماهير الملحة لقيادتهم وهذا يورثهم نوعان من الشعور بالتفوق والعظمة . والحقيقة أن كل من يتربع على عرش السلطة يشعر بالحاح مستمر لتجميع أقصى مايمكن منها في قبضة يده لبسط نفوذه على أوسع رقعة من الارض.. تقول في مقالتك : ان الكاتب لم يبتعد عن مضمون ماتكرر في بعض مقالات الاستاذ طارق حجي حول نفس الموضوع .. أنا يشرفني أن أنقل عن الاستاذ طارق حجي ولكن أين المقالات التي كتبناها وكانت نقلاً عن طارق حجي؟ أرجو أن توضح لنا ؟ هي مقالة واحدة ناقشناها واستندنا عليها في الرد على الاراء المخالفة ( نصيحة مجانية ...) وهذا أمر طبيعي كما أنت تناقش مقالتي . حتى أنك بدلت الانياب بالاضراس وهي مسالة جداً عادية .. الموضوع الذي ورد في مقالة الاستاذ حجي هو الصراع العربي الاسرائيلي وقال على سوريا أن تحذو حذو السادات وإلا فانها سوف لن تنجو وسوف تغرق .. نحن مع هذا الرأي . السادات في هذه النقطة كان مصيباً.. قد ترأه أنت وغيرك عكس ذلك .. ولكن أسالك منذ أكثر من 60 عاماً ماذا فعل العرب تجاه القضية الفلسطينية ؟ لقد أصبحت اسرائيل هي الشماعة لكل مصائبنا .. قد نبدو من وجهة نظر الاخرين على خطا .. ومن الممكن أن تصدر تعليقات مكررة وقديمة حول هذه المسألة. تقول : والذي يثير الانتباه هي تلك التعليقات التي نشرت حول المقال والتي جاءت لتشيد بالكاتب وخصاله الشخصية .. هل هذه المسالة تحتاج للنقاش بحيث أوردتها في المقالة ؟ هل لديك اعتراض ولماذا ؟ المسالة طبيعية هناك من يؤيد وهناك من يعترض .. نحن لم نقل أن السادات كان ( المنقذ) ( ولماذا القفز على الموضوع)؟ نحن قلنا في مسالة الصراع العربي الاسرائيلي كان السادات قد اختار الطريق الافضل ولقد نصح الاستاذ حجي الرئيس بشار الاسد أن يحذو حذوه لان السادات تعامل مع مسالة حساسة وكبيرة وخطيرة بطريقة عقلانية وأن سوريا سوف يتم انتشالها اذا حذت حذو السادات وإلا فانها سوف لن تنجو ..هناك مثل عربي يقول ( خذوا من كل شيء احسنه) فنحن نرى حسنة السادات هذه بينما يرأها الاخرون أكبر السئيات .. ولكن في نفس الوقت هذا لايمنع أن يكون السادات انتهازياً فبعد أن أبعد السوفيت وقرب الامريكان وأحتضن الاسلاميين .. كل هذه الاعمال انتهازية مع العلم ان الذين احتضنهم همْ الذين اغتالوه.. في تعليق الاستاذ مختار أعتقد أن هناك سوء فهم من قبلك حيث قال الاستاذ مختار : أن مثقف اليوم إما أن يكون ديقراطياً ليبراليا أو لايكون .. والجواب ببساطة أننا كنا في نقاش حول قبول الاخرين فجاء الجواب كذلك لان الليبرالين همْ أوسع صدراً من غيرهم ولايتعاملون بالاقصاء ويقبلون الاسلامي والقومي .. الخ .. هل تعتبر أنت أن مصر ليبرالية حقيقية حتى يكون خرابها بسبب ليبراليتها؟ هل يُعقل هذا ياسيدي ؟ اذا احتفلت بعيدها الاربعين او الاربعمائة فما علاقة ذلك باليبرالية ؟ الليبرالية وقانون الطواريء ؟ الليبرالية وتهميش الاقباط ؟ الليبرالية واستبعاد الشيعة ووصفهم بانهم لايشاطروننا نفس الدين ؟ الليبرالية والازهر ؟ الليبرالية والفتاوى ؟ الليبرالية واغتيال فرج فودة وتكفير خليل عبد الكريم وتفريق ابو زيد وزوجته ؟؟ هل هذه سببها ليبرالية مصر ؟ كان هناك ليبرالية في العالم العربي ولسوء حظ شعوبها لم تكتمل بسبب الثورات والتحرير ورفع الظلم والعدالة الاجتماعية حيث اجتمعت عليها الامم فقضت نحبها ... هل الارقام التي ذكرتها حول المساكن العشوائية سببها الليبرالية ؟؟ البرامج النووية التي ذكرتها في مقالتك .. صدام حسين كان لديه برنامج وحالياً محمود احمدي نجاد .. ماذا قدمت لنا هذه البرامج وماذا فعلت لنا؟؟ صواريخ القاهر والظافر ثم بعد ذلك الحسين والعباس وحالياً شهاب 1 و2 وهلما جرا .. كم كلفة هذه البرامج ؟ بالمليارات الدولارات ؟ لو أن هذه الدول التي لم ترعوي تصرف هذه الاموال في امور اخرى من مدارس ومستشفيات ومعاهد وجامعات ومراكز بحوث ودراسات ومساكن لشعوبها أفضل أم أن النووي أفضل ؟؟ مسألة الطرف الاخر التي لم تفهمها حسب رائي كان المقصود بهم فئة معينة فقط وليست المسالة فيها تعميم على أي أحد .. ولم نجعل الجميع في خانة واحدة.. لان الاستاذ حجي كتب مقالة ورد عليه الاستاذ النمري اذن المسالة واضحة .. من الممكن أن نجد من الليبراليين لايملك صدراً واسعاً ولايستطيع تحمل النقد ولكن بالمجمل العام فضاءهم أوسع ولقد كررنا ذلك عدة مرات .. في مسالة علي صبري عليك مراجعة كتاب هوامش على قصة هيكل صفحة 68 ليتبين لك صدق مانقول .. في مسالة الحرب العالمية الثانية والتي لم اتطرق اليها فلقد رد عليك الدكتور صلاح دعس مرتين ولاداعي للتكرار وأهل الاختصاص أعلم بذلك وليست المسالة أن هناك دفاع عن طارق حجي لان طارق حجي لايحتاج أن يدافع عنه أحد.. أما نسبة 4% يملكون 75% ففي حقيقة الامر نحن ليس لدينا أي معلومة حول هذا الامر ومن المؤكد انه صحيح لان الاخ ذو النون قاف قد أورده فهذا ناتج عن التنافس في هذه البلدان نتيجة السياسة الاقتصادية والتي قد تراها أنت ومن يطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والغاء الفقر ومسالة نهب الخيرات وامتصاص دماء الشعوب والفقراء من قبل الليبراليين( عملية بشعة وكارثية وغير ذلك) فالتنافس هو الشعار المرفوع من قبلهم ويمكن لاي شخص ان يكون من ضمن 4 أو 5 أو مليون % ولايحتاج أن ننزل الى الشوارع المصرية لان الشوارع في معظم الدول العربية متشابهة وهذا ليس سببه الليبرالية وإنما سببه اشياء كثيرة مع العلم أن الدول العربية لانستطيع أن نصفها دولاً ليبرالية ابداً حتى نضع كل مصائبنا على عاتقها .. ليس هناك شيء كامل هي افكار مطروحة من ضمن افكار اخرى قد نجد من يكفر بها و يؤمن بالقومية والعكس صحيح...
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبد العالي الحراك والغثيان ...
-
الوصايا العشرة
-
أراء في الحوار .. فؤاد النمري نموذجاً
-
هذه المرة ... طارق حجي ونادر قريط
-
بين أماني حامد حمودي عباس وكتابات سيد ألقمني
-
طارق حجي بين أنياب فؤاد النمري
-
مرة واحدة بالعمر ...
-
كوكو ... كوكو...
-
الليبرالية ... مرة أخرى
-
الليبرالية وغيرها من المفاهيم ...
-
الاسلام والمفاهيم الحديثة ..
-
مقتطفات أخرى من التراث .. هل من خروج ؟
-
الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة ...
-
نحنُ أخر أمة أُخرجت للناس ...
-
الفكر المخالف ...
-
إدريس جنداري ووفاء سلطان ...
-
المُثقفون الجُدد ...
-
في الرد على مقالتي الاستاذ إدريس جنداري ...
-
هل هناك فرق ؟؟
-
لكل حادثة حديث ...
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|