سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لحظات معطرة بعبق التاريخ وذكريات النهوض الوطنى من أجل الاستقلال والدستور، من أجل التحرر الوطنى والديموقراطية والعدل الاجتماعى، مرت مثل حلم جميل ونحن نجلس فى حديقة قصر حزب الوفد مساء أمس، احتفالاً بمرور تسعين عاماً على ثورة 1919.
كان الحشد الذى اجتمع للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، يضم جميع فصائل الجماعة الوطنية المصرية، من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار.
وكان اجتماع هذه الكوكبة، المتنوعة فى مدارسها ومشاربها الفكرية والسياسية، دليلاً على أصالة هذا الشعب صاحب الحضارة العريقة، ودليلاً على أن هناك "مشتركات" يمكن أن يلتف حولها المصريون بصرف النظر عن ألوانهم السياسية او انتماءاتهم الحزبية.
ولذلك .. فإنه بقدر ما أسعدنى تدفق المصريين – من مختلف ألوان الطيف السياسى- على مقر حزب الوفد فى شارع بولس حنا بالدقى، للاحتفاء بثورة 1919، بقدر ما أحزننى أن تكون الكلمات لقادة حزب الوفد فقط.
صحيح أنهم أصحاب المكان، وصحيح أنهم أحفاد سعد زغلول وأبناء مصطفى النحاس، وغيرهما من أبطال ثورة 1919، بيد أن هذه ثورة جميع المصريين .
ومن هنا .. كنت أتمنى لو أن برنامج الاحتفال أفسح المجال للقيادات المصرية من كافة الاتجاهات، ولم يكن مغلقاً على الوفديين فقط.
وعلى أى حال .. فإن الاحتفال بمرور تسعين عاماً على ثورة 1919 لن يقتصر على هذه الأمسية البديعة التى استمتعنا فيها باستدعاء ذكريات واحدة من أهم حلقات نضال الشعب المصرى دفاعاً عن استقلال الوطن وكرامة الآمة عبر التاريخ.
وحسناً أن أعلن محمود أباظة رئيس حزب الوفد أن الاحتفال بهذه المناسبة سيستمر على مدار العام فى المحافظات فى إطار احتفالية "قوم يا مصرى" التى ألفها فنان الشعب سيد درويش، وذلك بهدف تنشيط الذاكرة الوطنية، وإلقاء الضوء على مسيرة الحركة الوطنية والتحديات التى يعمل من خلالها الحزب فى عملية الاصلاح السياسى والدستورى.
وكل عام .. وكل الشعب المصرى بخير.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟