أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟














المزيد.....

هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


توجد فى المملكة المغربية هيئة تسمي " هيئة رد اعتبار مدينة فاس" و ظيفتها حماية هوية هذه المدينة التاريخية و الحفاظ على ذاكرتها وشخصيتها الاصيلة، فهل يمكن – بالمثل- أن نرد الاعتبار الى مدينة القاهرة ؟!
السؤال ، الذى يبدو كصرخة استغاثة، طرحه شيخ المعماريين صلاح حجاب مقرر لجنة العمارة بالمجلس الاعلى للثقافة، فى ندوة فريدة من نوعها احتضنها – بعيداً عن الرسميات والمواءامات - " مقهى ريش" يوم الاحد الماضي دفاعاً عن " القاهرة الخديوية" التى تعرضت فى السنوات الأخيرة لعملية تشويه بشعة و تتعرض الأن لعملية " سطو" ، ظاهرها " التطوير" و " التحديث" و إزالة التشوهات و باطنها سيناريوهات غامضة تثير الكثير من الشكوك و التكهنات.
و قبل السؤال – الصرخة الذى فجره صلاح حجاب ، رفع معمارى مرموق ثانى، هو الدكتور عصام صفي الدين، شعار " قوم يا مصري مصر دايما بتناديك .. صون عمارتى .. عمارتى دايما واجب عليك "
فهل الامر يستحق استدعاء الاستنفارات الوطنية للموسيقار العبقري سيد درويش وأجواء ثورة 1919 ؟!
الاجابة جاءت على لسان الدكتورة سهير زكي حواس أستاذ العمارة بكلية هندسة القاهرة و نائب رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضاري و مؤلفة أول مرجع متكامل عن القاهرة الخديوية، التى قدمت عرضاً رائعاً عن القيمة التاريخية للقاهرة الخديوية ، و القيمة العمرانية و المعمارية والقيمة الوظيفية والاقتصادية لهذه المنطقة ، منذ قام بتصميمها المعمارى ، الشهير هاوسمان لتكون بمثابة باريس الشرق ، و ذلك منذ مائة وأربعين عاماً مضت. وكيف أن كل حى و كل شارع و كل كوبري وكل مبنى فى هذه القاهرة الخديوية يحكي قصة و يحمل معنى و يسجل أحداثاً تاريخية لا يجب أن تنسي أو تطمس.
هذه الثروة التاريخية ظلت دون حماية تشريعية الى أن صدر القانون 144 لسنة 2006 الذى يحظر الاعتداء بأى شكل من الاشكال على المبانى المدرجة فى قوائم هذه الثروة المعمارية أو إدخال اى تعديلات عليها دون الرجوع إلى الجهاز القومى للتنسيق الحضاري.
و هذا الاعتداء ليس فقط " قطاع خاص" ، و أنما هو اعتداء " حكومى أيضا ،و آخر
مثال له هذا العبث الذى تعرضت له محطة سكك حديد مصر ( باب الحديد) بحجة " التطوير" !!
أما الاعتداءات "القطاع خاص" فيعزوها عصام صفي الدين الى ان التنيسق الحضارى يجلب المستثمرين، و لذلك فانه لم يكن مفاجئا بعد قيام جهاز التنسيق الحضاري بأعمال إزالة التشوهات و العشوائيات من فوق أسطح وواجهات عمارات "وسط البلد"، أن تفتحت شهية شركات الاستثمار العقارى للتواجد فى قلب القاهرة و محاولة شراء ما تستطيع ان تحصل عليه من عقارات "خديوية". وفى رأيه أنه لا بأس من ذلك طالما التزمت هذه الشركات بروح و نص القانون 144 المشار إليه. أما الاجابة على سؤال: من هى هذه الشركات و من هم أصحابها و ما هى نواياهم الحقيقية ؟ فهذه – فى رأيه – مهمة أجهزة الأمن. والمهم أن تكون القاهرة الخديوية "محمية عمرانية".
و يمسك المهندس صلاح حجاب الخيط ، من حيث أن العمارة وعاء الثقافة ليعرب عن أمله فى أن تكون هذه الندوة بداية "شئ جميل"، ويتذكر أنه سافر الى الولايات المتحدة عام 1965 ، و التقي هناك بالرئيس الراحل أنور السادات الذى كان وقتها رئيساً لمجلس الأمة (البرلمان). ووجده منبهراً بجلسات الاستماع التى يعقدها الكونجرس الأمريكى قبل مناقشة مشروعات القوانين، وتعهد بأنه سيعمل على نقل هذا التقليد إلى مجلس الأمة المصرى، و يعتقد المهندس صلاح حجاب أن ذلك كان هو الدافع للنص فى القانون 3 لسنة 1982 الخاص بالتخطيط العمرانى على عدم تمرير أى مشروعات تخطيط عمرانى دون جلسات استماع. و رغم أن هذا النص القانونى ملزم فان المهندس صلاح حجاب يتحدى أن تكون اى مشروعات من هذه القبيل قد خضعت لهذا الإجراء. واستنتج من هذا أن المسألة ليست مسالة قوانين و تشريعات فحسب وإنما الضمانة الأساسية أن يكون هناك رأى عام يستطيع أن يقول " نعم" وأن يقول " لا" فيما يخص عمران بلده. وإذا كانت الآلية القانونية قد توفرت بصدور القانون 144 فان المطلوب الان حشد الحركة الشعبية و المنظمة حتى تعود الذاكرة الوطنية الى معمارنا
و لفت النظر إلى واقعة طريفة لكنها بالغة الدلالة، حدثت عام 1926 عندما تم اكتشاف مقبرة توت عنخ امون حيث ترتب على هذا الاكتشاف نهوض فى الشعور الوطنى المصري و إحياء الجذور الفرعونية، لدرجة أن منيرة المهدية رددت أهمية تتغنى فى مطلعها ب" جدنا توت عنخ أمون".
و كان ذلك كله فى سياق حوار ساخن داخل الجماعة الوطنية عن هوية المصريين و هل هى فرعونية ام إسلامية أم عربية أم متوسطية، نسبة للبحر الابيض المتوسط ؟
وكحل توفيقى اتخذت الحكومة قراراً بأن تكون كل المبانى الحكومية بالدلتا موشاة بمفردات إسلامية، وأن تكون المبانى الحكومية بالصعيد مرصعة بمفردات فرعونية.
أى أن أغنية منيرة المهدية كان لها تأثير على صانع القرار وقتها.
حدث هذا منذ ثلاثة و ثمانين عاماً .. فماذا نحن فاعلون الآن لحماية القاهرة الخديوية التى تحاصرها الأخطار من كل حدب وصوب ؟

للحديث بقية




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد
- مليارات لا تجد من ينفقها! سوء إدارة وفساد يهدران الاستفادة ا ...
- متحف للمياه على ضفاف النيل
- تعليم الكذب والخداع
- صحفيون ضد مناهضة التمييز!
- مستنقعات الارهاب
- ورقة مقدمة لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية »1-2«
- كيف يتعامل الإعلام المصري مع تحديات العولمة؟
- كلنا اشتراكيون الآن!
- خطبة الوزيرة!
- إعصار دولى .. وزلزال إقليمى .. وبينهما طاقة نور
- من النعجة دوللى إلى الريان الجديد : الاستنساخ الممل!
- قمة الكويت (6)
- قمة الكويت (7)
- الصحفى الذى لم يفقد عفته
- بعد أفولها فى دافوس: الشمس تشرق على مدينة المانجو
- قمة الكويت (1) .. الاقتصاد فى بئر النسيان
- قمة الكويت (2) .. المدخل الإنتاجي بديلا عن المدخل التجاري .. ...
- قمة الكويت(3) .. حقوق الإنسان .. والاقتصاد
- جرس انذار .. صحافة الميكروباص .. وميكروباص الصحافة!


المزيد.....




- السعودية.. بلقيس تثير ردود فعل واسعة بتصريحات حول عدم مشاركت ...
- من بينها فيروز وشريهان.. لبنانية تُجسد صور نساء ملهمات بأسلو ...
- في الإمارات.. مغامران يركضان على مسار جبلي بحواف حادة في تجر ...
- رئيس -الشاباك- الأسبق لـCNN: نتنياهو يفضل نجاته السياسية على ...
- نائب بريطاني يستعين بنجمة من بوليوود لدعم حملته الانتخابية ( ...
- Tribune: رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو في 8 يوليو
- مصر.. قتلى وإصابات في حادث سير
- تحقيق يرجح أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب فرانس بر ...
- الحرب في غزة| قصف إسرائيلي يستهدف مدرستين تابعتين للأونروا و ...
- تعرّف على -أونيغيري-.. النجم الخفي بين المأكولات اليومية في ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟