أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد














المزيد.....

بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 09:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هذه حادثة خطيرة لا يجب أن تمر مرور الكرام ولا يجب أن يصمت أي منا عليها أو يهون من شأنها.
وبالمقابل لا يجب علي الأجهزة والهيئات المعنية أن تركنها علي الرف، أو حتي أن تتعامل معها في الخفاء، بل يجب أن تعلن قرارها علي الملأ وبأعلي الصوت.. لأن الأمر يتعلق بمستقبل هذا الوطن ولا يتعلق فقط بكرامة شخص..
والمسألة باختصار وبدون مقدمات أو ديباجات هي أن المستشار لبيب حليم لبيب نائب رئيس مجلس الدولة قد أصيب بكارثة إنسانية مروعة حيث تعرض نجله فوميل، وهو قاض أيضا وتمت تسميته علي اسم عمه الكاتب الصحفي فوميل لبيب ابن عم والده، تعرض لحادث وانقلبت سيارته فماتت زوجته في الحال كما توفي واحد من أبنائه الثلاثة. أما القاضي فوميل لبيب حليم فيرقد حتي لحظة كتابة هذه السطور في غيبوبة.
وكأن هذه الكارثة لم تكن تكفي المستشار لبيب حليم نائب رئيس مجلس الدولة فالرجل الذي ينهشه القلق علي ابنه القاضي الذي يرقد في غرفة الإنعاش والحزن علي زوجة ابنه وحفيده اللذين دفعا حياتهما ثمنا لهذا الحادث البشع، حاول مغالبة هذه المشاعر الكئيبة والتحامل علي نفسه ليقوم بالإجراءات الحزينة لدفن موتاه وتلقي العزاء فيهما.
ومن ضمن هذه الإجراءات كتب الرجل صيغة دعوة لحضور جنازة الأربعين للحفيد وزوجة الابن وأعطي الصيغة لاثنين من الشباب »معي اسميهما« اللذين أخذاها وتوجها إلي مطبعة من تلك التي تقوم بتجهيز مثل هذه المطبوعات تدعي مطبعة »الدريني« وقام صاحبها باستلام الصيغة و»الفلوس« التي حددها لكنه في اليوم التالي أعاد الصيغة والفلوس قائلا: »مبنعملش للنصاري شغل.. لأن دول ناس كفرة«.
حدث هذا في القاهرة في القرن الحادي والعشرين وهو شيء شاذ وخطير يجب أن يتم الحساب عليه بكل حزم لأن هذا التصرف العنصري والطائفي كفيل بأن يشعل حريقا في الوطن بأسره، ولأنه يمثل تحديا للقوانين ولدستور البلاد الذي يحمي المواطنة من أي تمييز.
وقد سألت المستشار لبيب حليم لبيب عندما سمعت منه هذه القصة المرعبة:
لماذا لا تقوم بإبلاغ النائب العام وكل أجهزة الأمن المعنية بهذه الجريمة؟!
فقال الرجل وصوته يقطر ألما وحزنا وحسرة:
»أخجل من أن أتحدث مع النائب العام في مثل هذه التفاصيل الحقيرة«.
ونحن معك يا سيادة المستشار نخجل لأن بيننا شخصا يتبني كل هذه الأفكار الطائفية البغيضة ولا يتورع عن الإفصاح عنها في تبجح وتحد للمجتمع والدستور ولا يخشي من عواقب هذه الفعلة الشنعاء التي تمثل إساءة للإسلام الحنيف قبل أن تمثل إساءة إلي مواطن مصري قبطي، والإسلام براء بطبيعة الحال من مثل هذه السخافات والأفكار السقيمة.
نخجل لأن مثل هذا الشخص لم يكن ليوجد أصلا، أو ليتجاسر علي الجهر بهذه الآراء العنصرية لو لم تكن هناك ثقافة متعصبة تسود مجتمعنا وتتساهل معها المؤسسات التي يجب أن تتصدي لها.
نخجل لأن التعليم الذي يفترض أن يكون أحد أهم أدوات الاندماج الوطني وشحذ الهوية المصرية أصبح أداة للفرز الطائفي، ولأن الإعلام الذي يفترض أن يكون أداة للتنوير ونشر ثقافة التسامح أصبح أداة في يد خفافيش الظلام والمتعصبين والمتزمتين من كل صنف ولون.
نخجل لأن مثل هذه الممارسات الفجة تحدث وتمر مرور الكرام رغم أنها تسمم آبار الوحدة الوطنية وعندما يقع الفأس في الرأس وتتسبب في إشعال حريق الفتنة الطائفية فإن المعالجة التقليدية تقتصر علي تبويس اللحي واستراتيجية المصاطب البدائية واجترار صور القسيس الذي يعانق شيخا دون التعرض لجذور هذه الفتنة.
واليوم.. يتعرض لهذه الإهانة العنصرية الغبية أحد قضاتنا الأجلاء.. نائب رئيس مجلس الدولة بجلال قدره.. فهل نترك الجريمة تمر دون عقاب؟!
إذا كان سيادة المستشار يشعر بالحرج أو الخجل من إبلاغ النائب العام.. فإنني أتوجه ـ بدلا منه ـ إلي سيادة النائب العام بهذا البلاغ.
وإلا.. فعلي مصر السلام.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مليارات لا تجد من ينفقها! سوء إدارة وفساد يهدران الاستفادة ا ...
- متحف للمياه على ضفاف النيل
- تعليم الكذب والخداع
- صحفيون ضد مناهضة التمييز!
- مستنقعات الارهاب
- ورقة مقدمة لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية »1-2«
- كيف يتعامل الإعلام المصري مع تحديات العولمة؟
- كلنا اشتراكيون الآن!
- خطبة الوزيرة!
- إعصار دولى .. وزلزال إقليمى .. وبينهما طاقة نور
- من النعجة دوللى إلى الريان الجديد : الاستنساخ الممل!
- قمة الكويت (6)
- قمة الكويت (7)
- الصحفى الذى لم يفقد عفته
- بعد أفولها فى دافوس: الشمس تشرق على مدينة المانجو
- قمة الكويت (1) .. الاقتصاد فى بئر النسيان
- قمة الكويت (2) .. المدخل الإنتاجي بديلا عن المدخل التجاري .. ...
- قمة الكويت(3) .. حقوق الإنسان .. والاقتصاد
- جرس انذار .. صحافة الميكروباص .. وميكروباص الصحافة!
- أخيراً .. بصيص من الأمل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد