أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جبريل محمد - قمة الانهيار العربي














المزيد.....


قمة الانهيار العربي


جبريل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 793 - 2004 / 4 / 3 - 07:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يشك أحد ممن يعايشون الوضع العربي الآن، أن قمة العرب في تونس لم تكن تحظى بذلك الاهتمام الشعبي الذي اهتمت به وسائل الإعلام العربية من فضائيات وغيرها، فقد خبرت الشعوب العربية بيانات القمم المختلفة ولم تجد أي تغير ملموس في حالها بناء على قرارات القمم المختلفة، لا بل بات الكثير يشعر أن هذه القمم غير ذات فائدة حتى على الأنظمة الرسمية، وأن الجامعة العربية التي تشكل جوهراً تكريسا للقطرية العربية، قد استنفذت مهامها باعتبار أن كل قطر قد استطاع تشكيل ذاته ومؤسساته الراسخة ولم يعد بحاجة إلى رابطة أوسع. فمنذ تشكل المجالس الإقليمية العربية المختلفة والتي لم يبق منها غير نادي ارستقراطية الخليج والذي هو في طور الاحتضار، لم يعد من الضروري وجود جامعة عربية بالنسبة لهذه القطريات المتشكلة.
من جهة أخرى، فإن متغيرات ما بعد حرب الخليج الثانية، ومتغيرات ما بعد غزو العراق واحتلاله، قد كشفت عري النظام الرسمي العربي وعجزه، كما كشفت وقائع العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ارتهان كل هذا النظام بإرادة الإمبريالية الأمريكية، وفقدانه لأي إرادة مستقلة.
لقد باتت كل الأنظمة العربية تحت سطوة الترهيب والترغيب الأمريكي، وبات أي موقف لأي قطر في أي مسألة حتى في المسائل التفصيلية الداخلية، مرهون بالموافقة أو الرفض الأمريكي له، وبالتالي، تجري الآن عملية استعمار يتحكم عن بعد بمستعمراته، ولم يعد هناك أي هامش لأي قطر ليتحرك فيه بشكل مستقل.
الإدراك الشعبي لهذا الأمر لم يعد سراً، وهو يشكل الحقيقة العيانية، وليس مجرد لمح للتناقضات، بل هو غوص في أعماق لم تعد بعيدة جداً، وإنما قريبة وعليه فإن كل أسباب تأجيل القمة، وكل تذرعات الأطراف المختلفة لا تعدو كونها شكليات في إطار الجوهر العام وهو التحكم الأمريكي في مجرياتها، سواء انعقدت أو لم تنعقد.
في المقابل وحتى الآن لا نرى مبادرة شعبية عربية حقيقية وجدية تقف مجتمعة، وتقول إذا كنتم أيها الرسميون الفاقدون للشرعية السياسية والقانونية والشعبية أسرى الترهيب والترغيب الأمريكي، فنحن ممثلي الشعوب الساعية نحو الحرية والديمقراطية، نقف الآن لنعلن على الملأ العربي أننا نشكل بديلا حقيقيا لهذا التردي المريع ونعلن جامعتنا (جامعة الشعوب العربية).
فانهيار النظام الرسمي العربي، لم يقابله حتى الآن صعود في القوى الشعبية العربية قادر على أن يملأ الفراغ، فالقوى الشعبية حتى الآن لم تستطع اجتياز حاجز الرعب والخوف من قوى قمع الأنظمة، ولم تمتلك بعد الجرأة الأدبية والسياسية والشخصية لدى قادتها، لتقوم بتحريك الشارع، وطرح البديل الديمقراطي الشعبي الذي يتجاوز مسألة الإصلاح باتجاه ثورة يعقوبية تقتلع كل الأنظمة الفاسدة والتي باتت جداراً متعفناً سهل السقوط، ثورة تقيم مرحلة جديدة قائمة على المشاركة الشعبية الحقيقية في صنع القرار السياسي، وبناء نموذج حكم ديمقراطي نابع من إرادة الشعب، لا من املاءات كولن باول، وكونداليزا رايس. ومطابخ الإدارة الأمريكية.
وليس غريبا أن نرى بعض القوى التي تدعي أنها شعبية تخرج الآن لتطبل بشكل مباشر أو غير مباشر لمشروع بوش حول الشرق الأوسط الكبير، وتديم وضعها الانتظاري معتمدة على ضغط الامبريالية الأمريكية على الأنظمة لتوسع لها دائرة المشاركة، تماما كما أعفت بعض القوى العراقية نفسها من النضال الديمقراطي ولحقت بالراكبين على ظهر الدبابة الأمريكية، لهاثا وراء فتات من قسمة السلطة في عراق ما بعد صدام لتعض اليوم على أصابعها ندماً. حيث ترى عمليات التفتيت والتقسيم للعراق بعينها فيما لا زالت واقفة على الجدار لا تحسم أمرها في أمر مقاومة هذا الاحتلال الجديد.
لذا علينا أن نكف عن أية مراهنة على النظام الرسمي القائم، وأن لا تنتظر منه حتى تلك المواقف اللفظية والضريبة الكلامية التي يدفعها للشعب الفلسطيني، فيما يجب أن نعمل لاستنهاض القوى الشعبية العربية، ودفعها باتجاه سياسات وبرامج أكثر تصادمية مع أنظمة باتت متعفنة وآيلة للسقوط.
إن اللحظة الراهنة هي لحظة مواتية، رغم كل الجبروت الأمريكي، لحظة يمكن فيها تحريك الشارع العربي على قضاياه المختلفة من رغيف الخبز إلى احتلال العراق فالميدان هو الذي يحسم الصراع مع هذه النخب الحاكمة وليس انتظار هبات الإصلاح المقننة أمريكيا.



#جبريل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عام على احتلال العراق استمرار شتم صدام تغطية على عجز الب ...
- لو أن الدروب سالكة


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جبريل محمد - قمة الانهيار العربي