أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إكرام يوسف - هلوسات.. بمناسبة يوم المرأة














المزيد.....

هلوسات.. بمناسبة يوم المرأة


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 09:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فتاة مليحة في منتصف العشرينيات دقت جرس الباب، حاملة قواميس كنت طلبتها من مكتبة شهيرة. لم أستطع أن أخفي انزعاجي، وبقلق الأم طلبت منها ألا توصل طلبات إلى المنازل بعد ذلك. قالت إنها الضرورة، وهي لا تستطيع أن تستغني عن وظيفة البائعة التي وجدتها أخيرا، بعدما فشلت في الحصول على عمل في تخصصها؛ كحاصلة على بكالوريوس علوم ـ قسم كيمياء!.. تذكرت صديقة حكت لي قبل فترة أن ابنتها المهندسة تركت مكتب الديكور الذي تعمل به واضطرت للبقاء في البيت بلا عمل، بعدما اكتشف أحد زملائها أثناء عبثه بجهاز كمبيوتر المدير، أن الأخير يقوم بتصوير الفتيات العاملات في المكتب بكاميرات خفية ويحتفظ بصورهن على الجهاز!.

تذكرت أيضا حالات نساء يتعرضن لأهوال كل يوم من أجل تدبير لقيمات يقمن بها أود الأبناء. ناهيك عن أمثلة لا تحصى لمن يتحملن حياة لا تمت لحقوق الإنسان ـ أو حتى حقوق الحيوان ـ بصلة؛ تضطر الواحدة منهن لتحمل سفالات وقسوة زوج مدمن أو ساد، لا لسبب إلا لضيق ذات اليد. ومؤخرا، سمعت واحدة تقول في برنامج تليفزيوني إنها وبناتها تحملن تصرفات زوجها الوحشية من ضرب وإهانات، بل وانتهاك أعراض بناته لأنهن في بيته يجدن على الأقل مكانا للمبيت ولقمة تسد الجوع!.. تذكرت أيضا الفتاة التي تعرضت للتحرش وعندما ذهبت تشكو في القسم لم يرحمها ضباطه وتعاملوا معها كفريسة، ناهيك عما نسمعه كل يوم عن نساء يتعرض للإيذاء من أفراد الشرطة نكاية في ذويهن الهاربين.. تذكرت كل ذلك في اليوم العالمي لتحرير المرأة، وحرت بأي وجه يمكن أن أهنئ صديقاتي وزميلاتي بالمناسبة؟ ..قلت لنفسي ربما لا تكون المناسبة تستحق التهنئة، بقدر ما تستحق البحث في أجندة تحرير المرأة، أو ما تطلق عليه المؤسسات النسوية والمؤتمرات الخاصة بحقوق المرأة منذ فترة، "تمكين" المرأة! وهو على أي حال تعبير لا أستسيغه ولم أجد حتى الآن ما يدعوني لتصديقه؛ فكل ما نسمعه عن جهود المنظمات المعنية بحقوق المرأة لا يخرج عن قضايا الختان أو التحرش، أو الزواج المبكر. وهي قضايا، رغم أهميتها إلا أنها ـ في رأيي المتواضع ـ تهتم بعلاج الأعراض ولا تنشغل كثيرا بالمرض نفسه. وتحدثني نفسي الأمارة بالسوء دائما، أن المسألة تتعلق بالتمويل الأجنبي لمثل هذه الجمعيات. فالمانحون الأجانب ربما لا يعرفون كثيرا عن المشكلات الحقيقية للمرأة المصرية؛ وربما يعتقدون أن إنفاق الأموال على بعض حملات ومؤتمرات التوعية، قد يساعد على "تمكين" المرأة، ويدفع عنها خطر الختان والتحرش والزواج المبكر. لكنني أعتقد أن النشطاء المصريين القائمين على هذه الجمعيات، يعرفون تماما حقيقة المرض؛ وإنه لا يتعلق بانعدام حرية المرأة وإنما بانعدام حرية المواطن في ظل هذا النظام . فأي حرية يمكن أن يمارسها من لا يجد حقه في التعليم أو العلاج أو السكن؟ وما هي حدود حرية من لا يجد فرصة عمل تضمن له الحد الأدنى من الحياة الكريمة؟ أو من تضطره الظروف لبيع أعضاء من جسده حتى يسد رمق أبنائه؟ أعتقد أن على جمعيات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة أن تعيد النظر في أولوياتها، وأن تدرك أنها لن تكسب مصداقية، طالما تدور في فلك أولويات المانحين ولا تبحث في جذور المشكلة.. المرأة يا سادة لن تتحرر طالما لا تشعر بالأمان المادي والمعنوي في لقمة عيشها ومأواها.. إذا أردتم تحرير المرأة حقا، فلتعملوا على المطالبة بحق المرأة (والرجل) في وطن يتمتع أبناؤه بالعيش الكريم أولا.. دافعوا عن حق البنت(والولد) في الحصول على التعليم بناء على المهارات الخاصة وقدرة الاستيعاب وليس القدرة المادية. وطالبوا بحق الفتاة (والشاب) في فرصة عمل كريمة وفق ساعات عمل محددة وتأمينات اجتماعية وصحية مضمونة. طالبوا بحق المرأة (والرجل) في توزيع عادل لثروة البلاد. باختصار؛ لا معنى لتحرير المرأة في وطن ليس حرا.
• خير الكلام: اقترح الصديق الكبير الشاعر زين العابدين فؤاد، إعلان 9 مارس، يوما للمرأة المصرية والعربية، تخليدا ليوم خروج المرأة المصرية، قبل تسعين عاما، للشوارع تتحدى الاحتلال البريطاني مع اندلاع ثورة 1919، وأرى أنه بالفعل أولى من 8 مارس الذي لا يخصنا.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة .. وتعدي 22
- أزمة .. وتعدي 1-2
- صعوبة ألا تكون سوى نفسك!
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر
- الطفلة التي فضحتهم!
- -بهية- هذا الزمان!


المزيد.....




- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إكرام يوسف - هلوسات.. بمناسبة يوم المرأة