وطني كوكب الارض, وديني سعادة الانسان

بسام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 02:39
المحور: المجتمع المدني
    

في نقاشات عدة هنا على الشبكة وفي ارض الواقع مع الاهل و الاصدقاء اصطدم بعدة وجهات نظر تثير أستغرابي و تسآلي حول الاولويات التي يتبناها البعض في سبيل اثبات وجهات نظر او مواقف سياسية او دينية لا تمت بصلة الى الواقع الانساني بل الى أنسانية حامل هذه الافكار. لنأخذ على سبيل المثال الفكرتين التاليتين.

اولا: أنا أنساني ولكنني لا اسمح بتقسيم الوطن, الموارد, الفرص, الحكم, الى آخره.

ثانياً: أنا أنساني ولكنني لا أقبل ان اكون نظيراً للمجموعة الفلانية او اتباع الدين الفلاني او القومية الفلانية.


بكل بساطة انها العنصرية المقيتة بأبشع اشكالها, أنها العنصرية العارية تحاول ارتداء لباس انساني و تعطي تبريرات تلو التبريرات لتلك الافكار المتعصبة و المتحجرة التي يتم توارثها جيل بعد جيل.


في عالمنا اليوم يوجد اكثر من اربعين مليون مصاب بمرض الايدز, و في كل سنة تموت اكثر من سبعة الاف فتاة بسبب عمليات الاجهاض الغير رسمية, أغلب هذه الاحصائيات قادمة من الشرق الاوسط و أفريقيا... ماذا قدم الانتماء الوطني او الديني لهذه الاف من البشر التي يسحقها المرض و الفقر و الموت؟ هل قدم لهم شيئاً؟؟ نعم..

الفاتيكان يرفض حتى اليوم رفض قاطع السماح بأستخدام الواقي المطاطي في افريقيا التي يأكلها الجهل و تقودها الكنيسة في اغلب مجالات حياتها.

المشايخ الاسلامية ترفض حتى اليوم نقاش الموضوع وكأن الموضوع لا يهمها في موت تلك الالاف المؤلفة من شباب و فتيات في كل من الشرق الاوسط و شمال افريقيا الملعونة بلعنة الايمان الغيبي.

الفاتيكان و المشايخ الاسلامية تقف بالضد تماماً من مسألة الاجهاض, و الموقف المخزي الذي لعبته الكنيسة قبل ايام عندما قامت فتاة بنت تسعة سنين بأجهاض الجنين في بطنها بعد أختصابها هو مثال واحد بين العشرات بل الالاف من الامثلة التي لا نسمع عنها.
http://www.aftonbladet.se/nyheter/article4597837.ab
http://www.time.com/time/world/article/0,8599,1883598,00.html


أين هي انسانيتنا من كل هذا؟ ما هذا الصراع المقيت و الفارغ على قيم و أفكار لا تحترم حرية الانسان في الاختيار و التفكير؟ ما هذه المزايدة المقيتة على أفكار تحتقر الانسان و فكره و تلجم مسار حياته في اطر و قوانين لا اساس لها في واقعنا الانساني اليوم؟

متى نتخطى تلك الحدود الوهمية المتوارثة التي نرسمها لانفسنا و ننطق باننا بشر متساوون في ارض واحدة لنا هدف واحد وهو رخاء الانسان و سعادته؟ ولا شئ يعلا عليه؟

سوآل يبحث عن جواب

#بسام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات