إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 792 - 2004 / 4 / 2 - 09:55
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يرى البعض أن العولمة في حد ذاتها ليست مشكلة ،وإنما المشكلة تكمن بالأساس في أساليب وآليات تطبيقها ، لذا طالب البعض إيجاد صيغة لعولمة أكثر عدل كأولوية عالمية .وذلك عن طيق توسيع منافعها على مختلف بلدان العالم .
وبالنسبة لأغلب الدول السائرة في طريق النمو تبدو الآن فوائد العولمة بعيدة المنال في حين أن مخاطرها حقيقية وقائمة .
إن الإمكانيات المنظورة حاليا للعولمة كثيرة وعديدة ،لا سيما فيما يرتبط بفتح الأبواب على مصراغيها أمام تحرر المجتمعات والاقتصاديات والأفكار والمعلومات .إلا أن آثارها بدأت تبرز بجلاء ،حيث ظهرت في تفشي الفقر واستفحاله وفي تسارع التدهور البيئي ،وتأكد غياب الضمانات في توفر فرص الشغل .وبذلك يظهر أن العولمة بصورتها الحالية تقود إلى عالم من الصعب التحكم في تغيراته .لاسيما وأنها لا توفر حياة حرة وكريمة وفرصا للعمل ومستقبلا أفضل للأجيال القادمة.
وبذلك يدعو البعض إلى إعادة النظر في جملة من السياسات والمؤسسات لتوفير قواعد أكثر عدل في مجال التجارة والاستثمار والتمويل والهجرة واحترام الحقوق والهويات الثقافية وتوفير فرص العمل علما أن العولمة الأكثر عدلا لن تقوم إلا على الديموقراطية كنظام كفيل على إدارة الاقتصاد بشكل يوفر الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والإدارة السياسية الحسنة ،ويساهم في تفعيل قيام مجتمعا مدنيا يتمتع بالحرية .
ولن تتحقق العدالة إلا بتعميم منافع العولمة على كل الناس وعلى حياتهم .
وبالتالي مادامت العولمة حقيقة لا يمكن إنكارها فلا مناص من إجراء تغييرات بصددها ، وهذه هي النظرة السائدة الآن بين أغلب الأوساط المناهضة للعولمة بصورتها الحالية ،لا سيما التغيرات المرتبطة بالبعد الاجتماعي لجعلها تنشر فوائدها بصورة أكثر عدلا وأقل إجحافا بين الناس والمجتمعات والدول .
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟